السعودية إكسبريس
أعود لمحتوى مقال كتبته في الزميلة "الرياض" قبل أكثر من عشر سنوات، ذكرت فيه الحاجة إلى إدخال طائرات النقل الإقليمي في أسطول الخطوط السعودية. واليوم وفي ظل إعادة الخطوط السعودية لهيكلة جهازها ليتناسب مع المؤسسات التجارية الحديثة التي تعمل من منطلقات القدرة على التنافسية وجودة المنتجات ورضا العملاء. أقترح على الخطوط السعودية إنشاء شركة مستقلة للطيران الإقليمي تتكون من طائراتها الـ (إمبراير) فقط - أو طائرات إقليمية أخرى - وتخدم الوجهات القصيرة ذات الكثافة المتوسطة. ونظرا للطبيعة الموسمية للرحلات الداخلية والإقليمية القريبة فإنه من الجدوى الاقتصادية جعل الشركة الجديدة تعتمد فقط على الطائرات الإقليمية فقط حتى وإن تم إحلال طائرات (إيرباص 320) مكان الـ (MD-90). والاستفادة من الطائرات الأكبر حجما في فتح وجهات جديدة وتوسعة شبكة الخطوط السعودية الدولية القريبة والبعيدة. وتتميز الطائرات الإقليمية الحديثة بالمقاعد المريحة نظرا لأنها صنعت من واقع المتطلبات المستجدة في صناعة النقل الجوي لمقصورة الركاب ذات المقاعد المريحة، حيث استطاعت كسب رضا معظم شرائح المسافرين. كما أن الطرز الحديثة منها ذات جدوى اقتصادية عالية نظرا للتكلفة التشغيلية المتدنية بسبب استهلاكها القليل للوقود وقلة أعطالها. إنشاء شركة جديدة ووليدة من الخطوط السعودية له كثير من المزايا حيث يمكن من البداية تنظيم الشركة الجديدة بطاقة بشرية محددة تناسب الحجم الحقيقي للعمليات التشغيلية. وسيساعد ذلك فيما بعد على تسريع إعادة هيكلة الخطوط السعودية وجعلها الناقل الوطني للمملكة القادرة على المنافسة دوليا خاصة في ظل تنامي قدرات الخطوط المجاورة وجاذبية مطاراتهم. وكانت الخطوط السعودية كثيرا ما تشتكي من أن التعرفة الحالية للتذاكر الداخلية يتسبب في خسائر كبيرة كونها أقل من التكلفة الحقيقية لها. إلا أن ظهور شركات الطيران الاقتصادي التي تستخدم طائرات حديثة ذات جدوى تشغيلية عالية شكل ثقافة اقتصادية جديدة للمسافرين الذين أصبحت لديهم الأرقام الحقيقية لتكلفة السفر الجوي. الشركة الجديدة ستكون أكثر تأهيلا للطرح العام وستستفيد كثيرا من عوائد الطرح في شراء المزيد من الطائرات الجديدة للوفاء بمتطلبات الرحلات الداخلية والإقليمية التي تشكل نسبة كبيرة من حجم السفر الجوي في المملكة.