الدعوة إلى الله ليست خياراً بل واجب شرعي على دولة الإسلام ودعاته

الدعوة إلى الله ليست خياراً بل واجب شرعي على دولة الإسلام ودعاته
الدعوة إلى الله ليست خياراً بل واجب شرعي على دولة الإسلام ودعاته
الدعوة إلى الله ليست خياراً بل واجب شرعي على دولة الإسلام ودعاته

أكد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ورئيس مجلس الدعوة والإرشاد, أن الدعوة إلى الخير والتعاضد والتعاون في سبيل ذلك أساس وثيق في السعودية، حيث قامت الدولة – وفقها الله – بهذا الأمر خير قيام حتى غدت إحدى أهم سماتها المباركة أنها تحرص على الدعوة إلى التوحيد الخالص، وتحرص على نشر الحق، وتأسيس المراكز الدعوية في الداخل والخارج، وهذا شرف لنا جميعاً أن نكون حماة لهذا الأصل الأصيل.
وشدد - في كلمة له قدم بها كتاب: "أولئك رجال ونساء أسلموا .. قصص مؤثرة للدخول في الإسلام" من إعداد سلمان بن محمد العُمري، وجاء في 98 صفحة بطباعة فاخرة متميزة من الحجم المتوسط, على أن الدعوة إلى الله ـ تعالى ـ ليست بالخيار، بل إنه واجب من الواجبات الشرعية يجب على دولة الإسلام أن تقوم به، لأن الله – تعالى – يقول: "الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور".
#2#
وقال الوزير الشيخ صالح آل الشيخ إن المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في بلادنا يشهد الجميع على ما تقوم به من أعمال جليلة أعانت على نشر الخير، ويسرت السبل للراغبين في الدخول في الإسلام في أنحاء المملكة، وهذا أداء لبعض الواجب الديني تجاه هؤلاء الذين قدموا إلى هذه البلاد، وهم غير المسلمين، وللمكاتب جهود عظيمة تذكر وتشكر في دعوة غير المسلمين، مشيراً إلى أن مهمة الدعوة إلى الله ـ تعالى ـ من أفضل المهمات وأشرفها، فقد رتب عليها الأجر الكبير، كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه: "لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمُرٍ النَّعم"، وفي حديث آخر: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أُجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً".
وأبرز رئيس مجلس الدعوة والإرشاد أنه انطلاقاً من رسالة وأهداف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في تبليغ رسالة الإسلام إلى العالمين وبحكم اختصاصها بالإشراف على هذه المكاتب التعاونية قد رعت هذه المكاتب، ودعمتها؛ لتقوم بأنشطتها الخيّرة على الوجه الشرعي، وهذا تأكيد لما التزمت به بلادنا المباركة من عناية ورعاية واهتمام بشؤون الدعوة.
ونوه الشيخ صالح آل الشيخ - في ختام تقديمه للكتاب - الذي يعد الإصدار الأول من سلسلة "أولئك رجال ونساء أسلموا" - بمعده سلمان العُمري الإعلامي النشط والكاتب المتنوع الذي عرض فيه قصصا لعدد من المهتدين من الجنسين الذين دخلوا في الإسلام خلال إقامتهم في المملكة, ومعظمها تبيّن أثر القدوة والسلوك الحسن في قبول الدعوة، وهي قصص مؤثرة وحسنة سيستفيد منها كثير من العاملين في مجال الدعوة إلى الله في أوساط غير المسلمين.
من جهته، أبان مُعِدٌّ الكتاب سلمان بن محمد العُمري
#3#
في مقدمة مُؤِلّفِه أن هناك آلاف الوقائع لأفراد دخلوا في الإسلام لمجرد أنهم عُرِّفُوا به، ورأوا في تعاليمه ما يتفق والفطرة الإنسانية السوية، وما يحققه للمسلمين من خير، وفي بلادنا المباركة كثير من الحالات التي كان سلوك الإنسان المسلم في تعامله مع غير المسلمين ممن وفدوا للعمل، وهو القوة الدافعة لهؤلاء للدخول في الإسلام، مشيراً إلى أن سجلات المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في جميع مناطق المملكة تزخر بمئات القصص التي تؤكد ذلك، فضلاً عن آلاف القصص الأخرى التي تُشاهد، وتسمع وتُروى في هذا الشأن التي يصعب حصرها، لكنها تضعنا جميعاً أمام مسؤولياتنا في القيام بواجب الدعوة إلى الله، وأن ندرك أن المعاملة الحسنة، وأن سلوك المسلم في تعامله مع أهله وغيرهم من المسلمين وغير المسلمين يأتي في صدارة الوسائل الدعوية، من حيث الترتيب والأولوية والفاعلية، باعتباره البوابة الحقيقية الحية للتعريف بالإسلام.
وأبان سلمان العُمري أن الكتاب فيه نماذج من هذه القصص التي تكشف عن مدى تأثير سلوك المسلم وغير المسلم، وكيف كان هذا السلوك حافزاً لهم للتعرف على محاسن الإسلام بفضل الدعوة الحسنة، والأخلاق الكريمة، ما جعلهم يذهبون طواعية للمكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات للعثور على إجابات عن كل ما يعن لهم من تساؤلات، قبل أن ينطقوا بالشهادتين، ويعلنوا إسلامهم في لحظات فاصلة من حياتهم, آملين أن تكون تفاصيل هذه القصص حافزاً لكل مسلم لأن يكون داعية إلى الله بالقول والعمل الذي يصدقه، جاهداً معده أن تكون هذه القصص مؤيدة بالآيات الكريمة، والأحاديث النبوية لزيادة الفائدة.
وقد أورد مُعِدٌّ الكتاب 25 قصة مختلفة عن إسلام عدد من المسلمين والمسلمات الجدد الذين هداهم الله ـ تعالى ـ إلى الدين القويم، مؤكداً أن أدب الدعاة في القصص الواقعية التي رواها المسلمون الجدد بعد أن من الله عليهم بنعمة الإسلام خير دليل على أن كل مسلم يمكن أن يكون داعية إلى الله في محيط عمله، وكل مكان يوجد فيه، وأن الأمر يحتاج إلى معرفة كبيرة بأمور الفقه والشرع وعلوم الدعوة، بقدر ما يحتاج إلى سلوك قويم وأخلاق حسنة وحسن معاملة مع الناس، واحترام لإنسانية الإنسان، واختيار الوسيلة لكل مدعو.
وشدد العُمري على أن التواضع والأدب والالتزام وحسن الخلق له الأثر في لفت أنظار غير المسلمين للإسلام، وحثهم على التعرف عليه، والاطلاع على تعاليمه، ومن ثم التسليم والقناعة بأنه الدين الحق الذي أراده الله – سبحانه وتعالى – لخير وصلاح الإنسانية في الدنيا والآخرة، مشيراً إلى أن مثل هذه القصص تؤكد أن سلوك المسلم هو المرآة التي يرى من خلالها غير المسلمين الإسلام ويتعرفون عليه، فإذا ما أعجبهم هذا السلوك ازدادوا رغبة في التعرف على الإسلام وإذا ما نفروا من سلوك بعض المسلمين، كان ذلك سبباً للعزوف عن الدين، بل ربما محاربة دعوته والصد عنها، وإذا كان هذا الأمر ينطبق على كل مسلم ،فإنه أكثر التصاقاً بالداعية إلى الإسلام الذي لا بد أن يكون سلوكه مرآة صادقة لما يدعو إليه في آداب وتعاليم الإسلام، لذا عليه أن يوطن نفسه على الإخلاص لله ـ جل وعلا ـ وأن يزيد منه ، وأن يحرص على اجتناب المتشابهات فيما يقوله، وأن يكون حريصاً على محاسبة النفس، لأن الأمر ليس بحسن المنطق والكلام، وإنما هو بصدق النية ونقاء القلب، وإخلاص العمل، والقدرة على النفاذ إلى النفوس والتأثير فيها.

الأكثر قراءة