"العبث بالآثار" توعية سياحة يومية للزوار
تشارك الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة في قطاع الآثار والمتاحف في المهرجان الوطني للتراث والثقافة 24، وذلك بموضوع "العبث بالآثار". وقد أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار حرص الهيئة ممثلة في قطاع الآثار والمتاحف على المشاركة في هذا المهرجان الذي يعد واحدا من أهم المهرجانات التي تقام على المستويين المحلي والعربي، مشيراً إلى ما حققه مهرجان الجنادرية منذ انطلاقته من تميز خاص, وتأصل مع مرور الوقت، حيث أصبحت كلمة التراث مقرونة في الجنادرية.
وأفاد الأمير سلطان بن سلمان إلى أن مشاركة الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة في قطاع الآثار والمتاحف تركزت على قضية العبث بالآثار من خلال التوعية بهذه القضية المهمة في جناح القطاع في القرية الشعبية في مقر المهرجان، مشيراً إلى أن ذلك يأتي من منطلق مسؤوليات الهيئة العامة للسياحة والآثار في المحافظة على آثار المملكة والتوعية والتعريف بها وإبرازها عن طريق النشر والتأليف وإنشاء المتاحف وإقامة المعارض،
حيث تم اختيار موضوع العبث بالآثار, وما تتعرض له المواقع الأثرية من تخريب وتشويه لما لهذا الموضوع من أهمية في تثقيف المواطن بآثار بلاده، ولتحفيز المواطنين لدعم جهود الهيئة الرامية إلى التصدي لهذا العبث وإيقافه, خاصة أن دور المواطن مكمل لجهود الهيئة في المحافظة على هذا الإرث الوطني.
من جانب آخر، أوضح الدكتور علي الغبان نائب رئيس الهيئة للآثار والمتاحف أن الموقع الجغرافي للمملكة العربية السعودية وما يشتمل عليه من متغيرات بيئية وبشرية وثقافية جعلها مهداً لحضارات قديمة تنتشر في جميع مناطق المملكة، وأضاف أن غياب الوعي بأهمية المواقع الأثرية عند البعض أدى إلى تعرض العديد منها لأعمال التخريب والتشويه ممن لا يدركون أهميتها التاريخية والحضارية والاقتصادية ودورها في إثراء ثقافتنا, إضافة إلى ما تمثله هذه الآثار من عمق تاريخي لحضارات ورثت لنا العديد من العلوم والفنون التي تعد امتداداً لما وصلنا إليه من رقي وتقدم ثقافي وحضاري في عصرنا الحالي.
ونوه الغبان بأهمية إبراز أعمال التخريب والتشويه التي تتم ممارستها في المواقع الأثرية التي تتمثل في القيام بالحفر والتخريب للمواقع الأثرية بحثاً عن كنوز مزعومة أو قطع أثرية إضافة إلى تشويه الرسوم الصخرية والكتابات الحجرية بطمسها أو الكتابة عليها بالدهان أو نقل الأحجار من المواقع الأثرية واستخدامها في بناء مبان حديثة, والتعدي على المواقع الأثرية والبناء بداخلها.
وشدد نائب الرئيس للآثار والمتاحف بأهمية دور المواطن الحيوي والفاعل في عملية المحافظة على الآثار في ظل انتشار المواقع الأثرية في جميع أنحاء المملكة وصعوبة مراقبتها وحمايتها بشكل دائم وهو ما جعل مشاركة قطاع الآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار لهذا العام في الجنادرية بهذا الموضوع وذلك لبيان أهمية الآثار واطلاع الزوار على صور لمواقع أثرية امتدت إليها يد العبث والتشويه.
وأوضح الدكتور الغبان أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تهدف من خلال إبراز هذا الموضوع في معرض الجنادرية إلى زيادة الوعي بأهمية المحافظة على الآثار بين المواطنين والمقيمين , مؤملاً أن تصل هذه الرسالة إلى أكبر عدد من المواطنين.
يشار إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تشارك في المهرجان أيضا من خلال وجود مجالس التنمية السياحية في المناطق في أجنحة المناطق بأجهزة معلومات سياحية إلكترونية وكتيبات ومطويات تعريفية بالأنشطة والمقومات السياحية في كل منطقة, إضافة إلى دعم الجهود التعريفية بالمهرجان من خلال توزيع مطبوعاته في مراكز المعلومات السياحية المنتشرة في مطار الملك خالد الدولي وكبريات المراكز التجارية, كما تقوم الهيئة من خلال جهاز التنمية السياحية والآثار في منطقة الرياض بتنظيم رحلات يومية مجانية للمواطنين تنطلق من وسط مدينة الرياض لزيارة مقر المهرجان بالتعاون مع الشركة السعودية للنقل الجماعي.