دعوة إلى تأسيس بنك عربي – لاتيني لتمويل التجارة والاستثمار
يبحث أكثر من 400 من رجال الأعمال والمستثمرين من الدول العربية وأمريكا الجنوبية استراتيجية مشتركة مبنية على المصالح المتبادلة لتعزيز التعاون بين المجموعتين إضافة إلى تأثيرات الأزمة المالية في قطاع الأعمال وتحقيق استقرار مالي واقتصادي يتسم بالإنصاف ويعقد الملتقى الثاني للأعمال بين المجموعتين تحت شعار "الفرص والشراكة" التي بدأت في الدوحة أمس ضمن فعاليات القمة الثانية للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية الذي تستضيفه قطر هذا الأسبوع، وقال الشيخ فهد بن جاسم آل ثاني وزير الأعمال والتجارة القطري الذي افتتح أعمال الملتقى أمس، إن حجم التبادل التجاري بين المجموعتين قفز بنسبة 54 في المائة عام 2008 إلى 21 مليار دولار من 13.7 مليار دولار منذ المؤتمر الأول في البرازيل عام 2005 وهي لا تعكس الكم الهائل فيما تملكه المنطقتان من موارد بشرية وصناعية وزراعية هائلة مؤكدا أن آفاق التعاون المشترك كبيرة ومتعددة وقال إن بناء شراكة بين الإقليمين اقتصاديا يتطلب توظيف الإمكانيات الاقتصادية الهائلة المتوافرة لدى المجموعتين، وطالب متحدثون بضرورة الاستفادة من السوق الاستهلاكية الكبيرة للمنطقتين والتي تقدر بـ 700 مليون مستهلك وقال إبراهيم محيي الدين ممثل الجامعة العربية إن المناقشات المفتوحة ستركز على موضوعات تشمل فرص النمو الاستراتيجي بينهما ومؤشراتها الاقتصادية ومناخ وفرص وإمكانيات الاستثمار في المنطقتين وتعزيز التبادل التجاري وإزالة العوائق التي تحول دون انتقال السلع والأشخاص بين دول المجموعتين خاصة في مجالات تسهيل منح التأشيرات لتشجيع حركة الاستثمار والسياحة وتنشيط التجارة وتخطط الخطوط الجوية القطرية والإماراتية لافتتاح خط جوي مباشر للمدن الرئيسة في أمريكا الجنوبية كما يستمع المشاركون إلى نماذج لقصص نجاح رجال الأعمال في الدول العربية وأمريكا الجنوبية إلى جانب لقاءات ثنائية بين رجال الأعمال ويعرض حمدي الطباع رئيس اتحاد رجال الأعمال العرب جملة من الأفكار الخاصة بتطوير التعاون المشترك حيث تربطهما علاقات تاريخية تعود لمئات السنين أرست قواعدها الجاليات العربية - خاصة من فلسطين ولبنان وسورية - المقيمون في أمريكا الجنوبية والبالغ عددهم أكثر من 20 مليون نسمة وذكر أن التبادل التجاري بين الإقليمين لا يشكل أكثر من 2 في المائة من تجارة أمريكا الجنوبية ومعظمها مع البرازيل وتقتصر على السلع والنفط مطالبا بتنويع التبادل التجاري وزيادته وإزالة معوقاتها خاصة الضرائب الجمركية وتوفير وسائل النقل الجوي والبحري المباشرين.
#2#
وأضاف: إن الظروف الاقتصادية الضاغطة تتطلب تعاونا أوثق بين دول الاقتصاديات الناشئة ومواجهة ضغوط الدول الصناعية المتقدمة في المحافل الدولية ومؤسسات الأمم المتحدة ومنها منظمة التجارة العالمية وتوجيه الأموال من الحكومات والقطاع الخاص للاستثمار في بلداننا في مشاريع تعزز التنمية المستدامة، وطالب الطباع بتأسيس بنك عربي لاتيني يوفر مصادر التمويل لخدمة التبادل التجاري وإقامة المشاريع الاستثمارية المشتركة وشخص الفرص المتاحة للاستثمار في المنطقة العربية في مجال المشاريع الصناعية والزراعية وإنشاء السكك الحديدية وتطوير الموانئ البحرية والجوية ومشاريع المياه والطاقة والبنية التحتية والاستفادة من خبرات دول أمريكا الجنوبية في إقامة المشاريع إضافة إلى استفادة رجال الأعمال في أمريكا اللاتينية من اتفاقيات التجارة الحرة التي تربط عديدا من الدول العربية مع الولايات المتحدة والمشاركة مع الاتحاد الأوروبي فضلا عن منطقة التجارة الحرة بين الدول العربية التي تشمل سوقا واسعة تضم 300 مليون نسمة وتذخر بالموارد الطبيعية والقوى البشرية المدربة.
وقال "خوليو لاكرتا" من غرفة التجارة الأمريكية الجنوبية إن أمريكا الجنوبية عملاق يتنامى غنى بالموارد البشرية والطبيعية وطالب بآليات عمل محددة وترتيبات أعمال لتطوير آفاق التجارة والاستثمار بين الإقليمين وشدد "سليم شاهين" رئيس الغرفة العربية - البرازيلية وهو من أصول عربية على أهمية تطوير الاندماج الاقتصادي بين المجموعتين موضحا أن الناتج المحلي للبرازيل يقدر بنحو 1.5 تريليون دولار عام 2008 وذكر أن البرازيل تمكنت من استقطاب أكثر من 45 مليار دولار من الاستثمارات ورؤوس الأموال الأجنبية في غضون السنوات الماضية وإن البرازيل ستكون القوة الاقتصادية السادسة في العالم القرن الحالي وإن الصادرات قفزت إلى 9.8 مليار دولار والواردات إلى 10.5 مليار دولار عام 2008 وتعد حاليا الشريك التجاري الخامس الأهم على مستوى العالم.
وقال عدنان القصار رئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة العربية لـ "الاقتصادية" إن العالم العربي وأمريكا الجنوبية يتقاسمان كثيرا من الجوانب المشتركة وإن أكثر من 10 ملايين أمريكي جنوبي من أصول عربية يشكلون اليوم جزءا بالغ الأهمية من نسيجها الاجتماعي وعنصرا رئيسا في تقدمها الاقتصادي وإن المنطقة العربية وأمريكا الجنوبية تحويان أكثر من ثلثي الاحتياطي المعروف من النفط والغاز والحديد والنحاس والقصدير إلى جانب توافر إمكانيات زراعية هائلة وسوق استهلاكية ضخمة.
وطالب بضرورة قيام منطقة تجارية حرة بين المجموعتين لخلق ديناميكية جديدة في الواقع الاقتصادي لكلا المنطقتين خاصة في مجالات الاستثمارات المباشرة والتعاون الصناعي والزراعي وفتح أسواق كبيرة للتبادل التجاري واستقطاب التكنولوجيا المتطورة من دول أمريكا الجنوبية حيث يحتاج الإنتاج العربي إلى مكونات تكنولوجية ذات مستويات وسيطة حتى يتم توطينها واستيعابها بسهولة.
وشدد على أهمية العمل المشترك للتغلب على تداعيات الأزمة المالية من خلال تطوير اتجاهات المشاركة بين المجموعتين وتأمين الحماية لهما من أي أزمات في المستقبل حتى تجعل هذه الدول مجتمعة قوة اقتصادية أساسية عالميا.