إعلان ماراثوني ومخاوف من "الحمائية الغربية" وتشجيع ثقافي

إعلان ماراثوني ومخاوف من "الحمائية الغربية" وتشجيع ثقافي

انفض جمع العرب واللاتينيين في الدوحة أمس على إعلان ماراثوني مكون من 121 فقرة كل فقرة مكونة من عدة أجزاء شملت جوانب سياسية وثقافية واجتماعية واقتصادية، لكن تباينا ظهر في قضية يعتبرها الخليجيون على الأقل مهمة وهي ما يتعلق باحتلال الجزر الإماراتية من قبل إيران حيث تحفظت فنزويلا والإكوادور عليها.
ورغم طغيان الجانب السياسي على القمة إلا أن تمثيل ثلاث دول هي السعودية والبرازيل والأرجنتين في قمة العشرين خلق جوا من الارتياح، وكشف عن تنسيق مشترك يهدف إلى مواجهة الحمائية الغربية التي بدأت تنتهجها الدول الغربية.
إلى ذلك قالت مشيل باتشيليت رئيسة تشيلي، رئيس اتحاد دول أمريكا الجنوبية إن من شأن هذه القمة العربية الأمريكية الجنوبية المساهمة في دفع الحوار بين المجموعتين الذي بدأ منذ خمس سنوات مضت. وقالت إن اتحاد دول أمريكا الجنوبية الذي يضم 12 دولة، ملتزم بآليات التعاون العربي الأمريكي الجنوبي وهو يمضي قدما في بذل جهوده الحثيثة لصالح الدول الأعضاء في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وقالت إن الاتحاد وعدد سكان دوله 388 مليون نسمة وتتوافر له ثروات عديدة وتنوع بيئي وثروة عرقية ولغوية، يعبر عن الإرادة السياسية لدول أمريكا الجنوبية في سبيل تسريع وتعزيز عملية الاندماج الإقليمي والاجتماعي والتوافق السياسي ومعالجة تداعيات الأزمة المالية العالمية . وأشارت إلى إن إنشاء المجلس الأمريكي الجنوبي للدفاع يشكل نقطة محورية للتعاون في هذا الصعيد فضلا عن كونه هيئة استشارية وتنسيقية للتعاون بين الدول الأعضاء. كما أنه أصبح وسيلة فاعلة لتطوير شبكة للتعاون على الصعيد التجاري.
وتابعت الرئيسة باتشيليت "ما من تقدم دون اندماج اجتماعي واحترام للبيئة وحقوق الإنسان .. ولقد أصبح المجلس الأمريكي الجنوبي الذي مضى على إنشائه عام واحد أحد الآليات الأساسية في أمريكا الجنوبية ومنطقة الكاريبي لتحقيق الاندماج بأشكاله المختلفة ونحن نرغب في نقل هذه التجربة للمنطقة العربية لتعطي نتائج ملموسة على صعيد التعاون بيننا خاصة في قطاعات التجارة والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا. وعبرت رئيسة جمهورية تشيلي في كلمتها عن الاعتزاز بالمبادرة التي أطلقها مجلس التعاون وسوق أمريكا الجنوبية للتعاون التجاري والاقتصادي بين الطرفين.

الأزمة المالية

واستعرضت في كلمتها الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية خاصة من حيث فقدان الملايين لوظائفهم في أنحاء مختلفة من العالم إضافة إلى أضرار التغير المناخي وارتفاع حرارة الأرض ونقص الغذاء وهي أمور قالت إنها تهدد أهداف الألفية الثانية وبشكل أهم الأهداف السياسية والأخلاقية التي تواجه الجميع في القرن الحادي والعشرين. ودعت إلى التواصل والحوار بين المجموعتين والتوصل إلى اتفاقيات تعزز من تعاونهما المشترك سياسيا واقتصاديا وتجاريا. كما دعت إلى التحلي بالثقة والقدرة السياسية وإرادة التغيير من أجل تحقيق الأهداف المتوخاة لصالح شعوب المجموعتين مع مباشرة عملية جماعية على صعيد المجتمع المدني لجهة الحوار والتعاون متعدد الأطراف.

مؤتمر سلام

من جهته، دعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى عقد مؤتمر سلام ذي تمثيل عالمي على أعلى مستويات يتضمن أيضا تمثيل الدول النامية من أجل التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية. وقال في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر قمة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية إنه بعد سنوات المفاوضات التي قطعت بسبب العمليات العسكرية لم نتمكن من التوصل لدولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة ولن نتمكن من الدخول في عملية السلام على أساس الاتفاقيات السابقة التي تم التوصل إليها من خلال مبادرة السلام العربية. وأكد على أهمية تحقيق المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية.موضحا أنه لن يتم التوصل إلى حل في الشرق الأوسط دون إدماج جميع الأطراف المعنية في عملية السلام.

الاندماج الشعبي

وأعرب الرئيس البرازيلي عن رغبة بلاده في اتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز التعاون بين العالم العربي وأمريكا الجنوبية من خلال تقليص المسافات الجغرافية والتقارب والاندماج بين الشعوب والثقافات وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية وتطوير طيران مباشر بين المنطقتين وإطلاق مشاريع تعاونية خاصة في مجال مكافحة التصحر. وقال إننا سننظر في إمكانيات مختلفة من أجل بناء الاقتصاد مشيرا في هذا الصدد إلى أن التبادلات التجارية بين دول الجنوب اتسعت من 11 مليار دولار عام 2004 إلى 30 مليار دولار العام الماضي . وأضاف في هذا الوقت الذي نواجه فيه تحديات كبيرة نود أن نبني فضاءات اقتصادية تضمن لنا المسؤوليات المشتركة مشيرا إلى انه تم في عام 2004 الإعلان عن جغرافية اقتصادية جديدة وجغرافية بديلة في العالم. وأوضح الرئيس البرازيلي أن دول أمريكا الجنوبية دخلت في مفاوضات لعقد اتفاقيات للتجارة الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن واتفاقيات بشأن التعرفة الجمركية مع المغرب. وحول الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية التي تعصف بجميع البلدان أكد السيد لولا أن أمريكا الجنوبية ستواجه هذه الأزمة العالمية بثقة وشجاعة "ونحن نطبق مشاريع الاستثمار ومتأكدون من أننا سنخرج من هذه الأزمة أقوى بكثير من ذي قبل.

تفشي الأزمة المالية

وأضاف الرئيس البرازيلي أن الأزمة المالية قد أحدثت تغيرات كبيرة وعميقة وخرقت كثيرا من المسلمات وأثرت تأثيرا كبيرا خاصة على الدول النامية والشعوب الفقيرة المعرضة لهذه الأزمة أكثر من غيرها غير أنه أكد أن دول أمريكا الجنوبية والدول العربية قادرة على اقتراح تدابير تسمح بالحؤول دون تفشي هذه الأزمة حتى لا تصبح زلزالا سياسيا واقتصاديا. وطالب بأن تعتمد الشفافية في جميع التعاملات المالية وأن تعمل الهيئات متعددة الأطراف على إعادة التنسيق وإعادة التوازن لهذا العالم من خلال الائتمانات لكي تصبح التجارة العالمية أكثر فعالية..مؤكدا في هذا الصدد أنه لا يمكن لدولة أن تتخطى هذه الأزمة من خلال أعمال منفردة دون التضامن والروح المشتركة والتنسيق الذي لا غنى عنه.
وأعرب عن اعتقاده بأن التدابير الخاصة خلال هذه الأزمة لا يجب أن تؤدي إلى إجراءات حمائية حيث سنجد صعوبة في قلب الأمور والموازين لذلك، نحن ندافع عن توصيات جولة الدوحة لكي نتمكن من جعل التجارة محركا للتنمية لا يوجد شكلا مناسبا أكثر لمناصرة ختام جولة الدوحة سوى هذه الفكرة التي بدأنا إطلاقها منذ نحو ثماني سنوات.

الأكثر قراءة