زرائب خنازير وسط القاهرة تثير الهلع وتهدد بمصادمات بين الأقباط والمسلمين
تسيطر على القاهرة حالة من الهلع الشديد فور الإعلان عن إنفلونزا الخنازير القاتلة، وما خلفته من عشرات الضحايا فى طريقها في أمريكا والمكسيك.
وأعلنت وزارتا الصحة والزراعة فى مصر حالة الطوارئ القصوى مع استنفار أمني لحدوث أي مصادمات بين الأقباط والمسلمين، خاصة أن غالبية مزارع الخنازير فى مصر يمتلكها الأقباط وتنتشر في محافظات: القاهرة، القليوبية، الجيزة، وأسيوط.
من جهته، نفى حاتم الجبلي وزير الصحة حدوث أي إصابات لإنفلونزا الخنازير، فيما أكد أمين أباظة وزير الزراعة اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لمحاصرة مناطق تربية الخنازير الخاصة المجاورة لمنطقة المهندسين في القاهرة.
وبدورها أرسلت وزارة الصحة سيارات الإسعاف المجهزة بالقرب من مناطق تربية الخنازير، كما عززت الجهات الأمنية وجودها، نظرا لأن حظائر الخنازير يمتلكها أثرياء أقباط، وسبق أن رفضوا نقل مزارعهم إلى خارج الكتلة السكنية أو إلى الأماكن الصحراوية، ويماطلون مما ينذر بكارثة تحصد ملايين من البشر، الأمر الذي يزيد من الاحتقان الطائفي، حيث يتهمهم جيرانهم المسلمون بأنهم يتسببون ـ دون وعي ـ في انتشار المرض.
من جانبه، حذر الدكتور محمد عماد منسق حركة "بيطريون بلا حدود" من خطورة وجود الخنازير داخل الكتلة السكنية، مشيرا إلى أن موت عدد من المواطنين في المكسيك بإنفلونزا الخنازير معناه أن الفيروس تحور من مرحلته الطائرة إلى مرحلته الثانية قبل الدخول على الإنسان، لذا لا بد من نقل جميع مزارع الخنازير الموجودة في القاهرة خارج الكتل السكنية. وقال الدكتور عماد إن نسبة حدوث ذلك في الوطن العربي قليلة نظرا لعدم وجود حظائر خنازير فيها.
يُشار إلى أن زرائب وحظائر الخنازير المنتشرة في مختلف أحياء القاهرة يصل عددها إلى آلاف وتضم ملايين الخنازير، وتمثل كارثة بيئية وصحية يمكن أن تودي بحياة الملايين من البشر وأبرز هذه المناطق هي منشية ناصر، وتعتبر من أكبر مناطق تجمع الخنازير إذ يوجد فيها 450 حظيرة خنازير تضم 70 ألف خنزير، وعزبة النخل خاصة منطقتي عرب الطوايلة والخصوص، حيث توجد إمبراطورية الخنازير التي تقع على مساحة 20 فدانا تحيط بها المساكن والمدارس فهذه المنطقة هي المشكلة الكبرى، لأنها تقع على حدود محافظتي القاهرة والقليوبية وفي البراجيل في محافظة الجيزة، حيث زرائب الخنازير الكثيفة التي تقع على امتداد ثلاثة أفدنة من الأراضي، وتبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن المهندسين، ويصل عدد سكان المنطقة إلى 15 ألف نسمة.