الحلم أصبح حقيقة بظهور أول عربات قطار الشمال - الجنوب
سجلت منطقة حائل اسمها كأول النقاط التي ظهرت فيها أول عربات قطار الشمال الجنوب الذي يمتد لأكثر من 1200 كيلو متر من شمال السعودية إلى وسطها قبل أن يطل على الخليج العربي.
وشكل الظهور الأولي للعربات مفاجأة لأهالي المنطقة، رغم أنها مخصصة لنقل القوالب الأسمنتية وبعض المعدات الثقيلة بين أجزاء المشروع، وذلك في موقع ينتظر أن يكون أحد أهم المحطات العملاقة على السكة.
ووقفت "الاقتصادية" أمس ميدانيا على الموقع الذي يقع نحو 20 كيلو مترا شمال شرق حائل، حيث يجري العمل على مدار الساعة لإنجاز المشروع الذي تحول إلى حقيقة على الأرض، ويرجح الانتهاء منه في 2010 وفق تأكيدات مسؤولين سعوديين.
#2#
ورغم أن شكل عربات القيادة بدا وكأنه من نوعية القطارات القديمة وهو ما أثار تساؤلا بين السكان، وأشار عاملون في المحطة إلى أن العربات مخصصة للعمل، حيث يجري مرورها على السكة لدواع إنشائية وعملية فقط، إذ تستخدم للضغط على المسارات وتثبيت القوالب الأسمنتية خلال مرحلة العمل. وخلال الجولة تبين أن العمل وصل إلى مراحل متقدمة، خاصة في تقاطع السكة التي تحاذي طريق الجوف السريع مع طريقي بقعاء والخطة، حيث ينتظر أن ينتهي العمل في غضون أشهر قليلة.
وبدا الصينيون العاملون في الموقع ودودين للغاية مع "الاقتصادية"، وأظهروا إصرارا كبيرا على العمل تحت أشعة الشمس، حيث بلغت درجة الحرارة أمس قرب الأربعين درجة.
وكان الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف وزير المالية رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة قد وقع الشهر الماضي ثلاثة عقود للشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) بقيمة إجمالية قدرها (2.390.000.000) ريال تمثل عقد نُظم الاتصالات وإشارات التحكم وعقد توريد القاطرات وعقد توريد عربات المقطورات وذلك لمشروع السكة الممتد من حزم الجلاميد والحديثة شمال المملكة إلى رأس الزور شمال الجبيل مروراً بالجوف وحائل والقصيم والرياض والبالغ طوله 2400 كيلومتر.
وبلغت قيمة عقد نُظم الاتصالات وإشارات التحكم المُوقع مع تحالف شركة تاليس الفرنسية بالتضامن مع مجموعة بن لادن السعودية (1.710.000.000) ريال ومدة تنفيذه خمس سنوات، ويشتمل على تأسيس شبكة الإشارات والتحكم وأنظمة الاتصالات المراقبة والأمن باستخدام نظام التحكم الأوروبي.
واشتملت العقود على إنشاء مركز التشغيل والمراقبة وأنظمة التذاكر ومعلومات المسافرين والإنترنت داخل محطات القطار، إضافة إلى ربط الطريق بشبكة من الألياف البصرية.
وفي إطار حرص صندوق الاستثمارات العامة على مشاركة الشركات الوطنية لنقل وتوطين تقنية السكة الحديدية في المملكة فقد تم توقيع مذكرة تفاهم بين الشركة المنفذة لهذا العقد وشركة الإلكترونيات المتقدمة (وهي إحدى شركات برنامج التوازن الاقتصادي) يتضمن مشاركة المهندسين والفنيين السعوديين في مراحل تنفيذ هذا العقد بما في ذلك التشغيل والصيانة وتصنيع قطع الغيار اللازمة.
وفيما يخص عقد القاطرات الموقع مع الشركة الأمريكية إلكتروموتف ديزل فتبلغ قيمته (337.794.487) ريالاً، ويشتمل على تصميم وتصنيع وتوريد 25 قاطرة بقوة 4300 حصان تستخدم لقطارات معدن الفوسفات بطول ثلاثة كيلومترات بمعدل 160 عربة لكل قطار وبحمولة تصل إلى 16000 طن للقطار الواحد، كما تستخدم أيضا للنقل العام، كما يتضمن العقد توفير الدعم الفني من قبل الشركة لمدة سنتين بعد التوريد.
#3#
وبلغت قيمة العقد الثالث الموقع مع الشركة الصينية الجنوبية للقاطرات والمقطورات المحدودة لتصنيع وتوريد عربات شحن المعادن والشحن العام (342.299.074) ريالاً، ويشتمل على تصميم وتصنيع وتوريد 668 عربة منها 524 عربة لنقل معدن الفوسفات بحمولة مائة طن لكل عربة و144 عربة مسطحة وصهاريج وحاويات للنقل العام والمنتجات البترولية ويتضمن العقد توفير الدعم الفني من قبل الشركة لمدة سنتين بعد التوريد.
ويأتي هذا المشروع ضمن برنامج تنموي استراتيجي يهدف إلى تعزيز وسائل النقل والمواصلات واستغلال مناطق الثروة المعدنية في المملكة وذلك وفقاً لقرار مجلس الوزراء في 4 / 3 / 1424هـ الذي أناط بالصندوق إقامة هذا المشروع بهدف نقل خامات الفوسفات والبوكسايت من شمال ووسط البلاد إلى منشآت المعالجة والتعدين برأس الزور على الخليج العربي.
وأوضح الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية في حينه أن قيمة العقود الموقعة في مشاريع السكك الحديدية بلغ أكثر من 12 مليار ريال بما في ذلك تسوية الأرض وفتح طرق في النفود، وكذلك وضع سكة الحديد نفسها.