تحذير: مبيضات للبشرة تحتوي على مادة تسبب سرطان الجلد
تلجأ بعض النساء السمراوات إلى استخدام كريمات متعددة رغبة منهن في الحصول على بشرة بيضاء، ويصاحب هذا الاستخدام أخطاء في اختيار الكريمات المناسبة إضافة إلى أخطاء في طريقة الاستخدام ما يؤدي إلى ظهور مضاعفات على الجلد بعضها قد يكون خطيرا.
ويقول لـ"الاقتصادية" الدكتور سعد الدين محمد سالم استشاري الأمراض الجلدية في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي إن استخدام المبيضات في البلاد العربية يرجع إلى عدة أسباب منها ثقافة ارتباط الجمال بالبياض، وهذا غير صحيح، ولكنها ثقافة مجتمع لا يمكن تغييرها في يوم وليلة، وكذلك الحرارة الشديدة التي قد تسبب اسمرارا في البشرة لدى غالب الشعوب العربية؛ كما أن عدم علاج بعض الأمراض الجلدية مثل حب الشباب يسبب تبقعا، ولهذه الأسباب يحتاج البعض إلى المبيضات، لكن ضمن ضوابط طبية وتحت إشراف طبي حتى يمكن أخذ فوائدها وحماية الجلد من أضرارها.
استخدام المبيضات في الأجواء الحارة:
وينبه الدكتور سعد الدين سكان المناطق الحارة إلى وجوب استخدام كريم واق من الشمس قبل استخدام المبيضات وإلا فلا فائدة من استخدامها، كما يجب على الإنسان أن يتجنب قدر الإمكان الوقوف في الشمس، خصوصا في أوقات الذروة من العاشرة صباحا وحتى الثالثة ظهرا. ويوضح أن الحجاب الأسود لا يقوم مقام الواقي من الشمس بل ربما يزيد من ضرر أشعتها؛ ولذلك يفضل وضع حجاب أبيض تحت الحجاب الأسود للحصول على الفائدة المرجوة من المبيضات.
مبيضات ضارة
وحول مكونات كريمات تبييض البشرة يقول الدكتور سعد الدين إن المكون الأساسي لها هو مادة الهيدروكينون التي لا ينبغي استخدامها أكثر من الحد المسموح به عالميا، إضافة إلى مواد أخرى مثل مادة الآبوتين وهي مادة طبيعية لكن مفعولها أبطأ من الهيدروكينون، وكذلك فيتامين سي الذي ظهر أخيراً أن له دورا في تنقية وصفاء البشرة، والآن يتم صنع خلطات من هذه المواد جميعها.
أما عن استخدام المبيضات لفترات طويلة فيرى أن ذلك لا يسبب أي ضرر إذا كان ضمن النسب الطبيعية المتفق عليها.
ويؤكد الدكتور سعد الدين وجود كريمات لتبييض البشرة تحتوي على مواد ضارة كمادة "الهيدرو كينون" التي تمنع الدول الأوروبية إضافة أكثر من 2 في المائة منها إلى المواد التجميلية، بينما نجد بعض المراكز التخصصية في المملكة تضيف ما مقداره 12 في المائة من الهيدروكينون إلى المواد التجميلية، رغم أن هذه المادة من الممكن استخدام 4 في المائة منها كحد أقصى تحت إشراف طبي؛ لأنها مادة زئبقية قد تسبب السرطان وبعض المضاعفات في الجلد بسبب استخدامها لفترات طويلة.
وحول كيفية معرفة مقدار الهيدروكينون في هذه الكريمات يقول الدكتور سعد الدين إن بعض هذه المبيضات تكتب مكوناتها في ورقة داخل العلبة وبشكل صغير قد لا ينتبه إليه الإنسان، إضافة إلى أن المريض قد يأخذ هذا الدواء بناء على وصفة من طبيب يثق به وهو لا يتوقع أن الطبيب يصف له دواء فيه مضرته؛ ولذلك لا يدقق في قراءة مكونات الدواء.
ويشدد استشاري الأمراض الجلدية على ضرورة تفعيل الجهات المسؤولة عن هذا الأمر لدورها في حماية المستهلك، وقيامها بالتشديد على المشاغل والصيدليات والمراكز الطبية في صرف أي دواء به نسب متجاوزة للحد القانوني من بعض المواد التي قد تنقلب إلى ضرر عند زيادتها عن الحد المسموح، ويستشهد على ذلك ببعض الدول الخليجية التي تمنع بيع أي دواء به كورتيزون موضعي دون وصفة طبية منعا باتا، وفي حال ضبط صيدلية تخالف هذا الأمر يتم إغلاقها وتغريم صاحبها.
حالات واقعية
ويؤكد الدكتور سعد الدين على أن نحو 10 في المائة من الحالات التي تراجع عيادات الأمراض الجلدية في المركز تكون بسبب الاستخدام الخاطئ لهذه الكريمات، وهذه الحالات تكون عبارة عن الإصابة بما يسمى "الواذية" في الوجه، ومن أعراضها احمرار في الوجه، ويصبح الجلد سهل التهيج وعديم التحمل لأي مادة حتى للمياه بسبب استخدام الكورتيزون لفترة طويلة، ويوضح أن علاجه صعب جدا وطويل ومزعج، إضافة إلى أن بعض المبيضات تسبب ضمورا للأنسجة الجلدية وتحسسا بها.
ويحذر الدكتور سعد الدين من قيام بعض المشاغل بالترويج لخلطات مجهولة المكونات يزعم بأنها من إندونيسيا والصين والمغرب وتباع بأسعار خيالية وتتسبب في حدوث أضرار كبيرة للجلد.
وينصح الدكتور سعد الدين كل مستهلك في أي مجال وخصوصا المجال الطبي بقراءة مكونات أي دواء يشتريه، ويحذر من شراء هذه المبيضات من مشاغل نسائية أو محال عطارة أو أي أماكن غير متخصصة، وألا يأخذ المستهلك أي خلطات مجهولة المصدر، حتى لو أعطت هذه الخلطات نتائج سريعة، بل على العكس –كما يقول- فإنها لو أعطت نتيجة سريعة فهذا يجعلنا نشك في احتوائها على مواد ضارة كالكورتيزون مثلا، والذي تتعدد آثاره السيئة على الجسم.