كهرباء وادي الدواسر .. أعواما أعواما للوراء

[email protected]

ليس عندي أدنى شك في أهمية الحبر والورق اللذين استعملا لكتابة البيانين الصحافيين اللذين أصدرتهما الشركة السعودية للكهرباء يومي الأربعاء والخميس 14 و15 رمضان الموافقين 25 و26 أيلول (سبتمبر) عن حادث حريق محطة ضخ الوقود لمحطة توليد الجوبة التي تغذي محافظتي وادي الدواسر والسليل بالكهرباء. ولكن يجب ألا يمر هذا الحادث المؤسف من دون إجراء التحقيقات التقنية والأمنية الكاملة لمعرفة الأسباب ووضع خطة لتفادي تكرار حدوثه في المستقبل, لا قدر الله.
تصريح نائب رئيس الشركة للشؤون العامة عن الجهود التي بذلتها الشركة لإعادة تشغيل المحطة جيد, ولكنه غير كافٍ. التغذية المؤقتة من أحمال المشتركين في وادي الدواسر والسليل, (التي بالمناسبة تم تدويرها بالتناوب), لا تعني أن المشكلة تم حلها. لا بد من العمل بجد لإعادة تشغيل وحدات التوليد الرئيسية في المحطة المتأثرة بالحريق وإعادة تأهيلها بوسائل الأمن والسلامة المتعارف عليها دولياً. كذلك لا بد من تبني خطة طوارئ قصيرة المدى وخطة مستقبلية لإعداد المزيد من المولدات المتنقلة بين مناطق المملكة وربطها جميعا بشبكة الشركة لتلبية احتياجات الحالات الطارئة ـ لا سمح الله.
من لطف الله بعباده أن المرافق المهمة مثل المستشفيات والمطار ومركز قوة الصواريخ الاستراتيجية والمرافق الحكومية لم تتأثر كلياً بالانقطاع حيث تمت تغذية بعضها مما تيسر من مولدات الطاقة الاحتياطية أو المولدات المتنقلة. كذلك من لطف الله أن أعمال محطة التوزيع التابعة لشركة أرامكو السعودية في محافظة السليل لم تتأثر بانقطاع الكهرباء في المحافظة. استعدادات شركة أرامكو الفعلية – وليس فقط تصريحات وخطط على ورق – مكنتها بتوفيق من الله من تعويض المولدات الاحتياطية في المحطة فور انقطاع الكهرباء.
الحمد لله أن نائب الرئيس للتوزيع لشركة الكهرباء وصل إلى المحطة بعد يومين كاملين من وقت نشوب الحريق للوقوف على وضع المحطة ودراسة الحلول المناسبة لتطويرها. من المفترض أن تتأقلم شركاتنا الصناعية في المتغيرات وتتعلم من تجربة الغير في مجال السلامة والأمن الصناعي. لا بد من تفعيل خطط طوارئ واحتياطات للتعامل مع مثل هذه الظروف بما يضمن سلامة مرافقنا الصناعية وعدم تأثر السوق أو المواطن بمثل هذه الظروف. المفترض استبدال كامل الموقع المحترق بموقع جديد وبتخطيط وتصميم جديد يشمل أحدث أدوات وأساليب ووسائل السلامة.
مهمة الشركة السعودية للكهرباء, كما تتصدر موقعها الإلكتروني الأنيق, هي: "تلتزم الشركة بتزويد مشتركيها بخدمة كهربائية مأمونة ذات موثوقية عالية..."، هل "الخدمة الكهربائية المأمونة ذات الموثوقية العالية" تعني أن تعود محافظة وادي الدواسر أعواما وأعواما للوراء وأن يعيش المواطن في ظلام دامس لمدة ثلاثة أيام وأن يضطر للسفر 230 كيلو مترا لجلب الثلج، وأن تقف طوابير السيارات أمام محطات الوقود وأن تتوقف المدارس وأن نعود إلى السراج والتريك والفتلة؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي