مجرد سين
رغم الفترة الزمنية الطويلة لمنتديات الإنترنت الأدبية، إلا أن الردود والتفاعل حتى الآن لا تحتوي على نقد لبعض القصائد التي تطرح هناك؟ حيث الردود تنحصر بين الثناء والتمجيد "والترفيع"... ترى لماذا؟
سؤال العدد الماضي
اعتمد النص المحكي المصري على لهجة مرنة ساعدت الشعر على أن يتشكل بموسيقى عالية، قد تخفي بعض الأحيان عيوب النص ذاته، ولكن لا شك أن الغالبية تتقبل النتاج المحكي المصري لأسباب أهمها أنه يفهم ما يقال بسهولة ومن ثم يفكر في الصورة الشعرية، وعلى العكس نجد أن المنطقة الخليجية مغلقة على ذاتها، ويكاد لا يفهم لهجتها سوى أهلها، باستثناء الحديث بالدارجة في الحياة الاجتماعية، ولكن لن نجد فيما يخص الشعر أسماء تتم متابعتها في الدول العربية الأخرى، ولا داعي أن "نخدع أنفسنا" بالقول إن ثمة شاعرا سعوديا مثلا متابعا في غير الخليج، والسؤال هنا: لماذا عاد الشعر في الخليج إلى الوراء وبدأ يعتمد على لهجة غارقة في جغرافيا مغلقة، دون محاولة توسيع دائرة الكلام والنطق بشكل يسمح لدخول أي عقل عربي لتفاصيله؟
خالد التمبكتي: في نظري أن الشعر مرتبط بغيره من الآداب والثقافة عموما، بمعنى أن وصول جزء من آدابنا والإعجاب بها قد يشجع الآخرين على البحث عن المزيد من فنوننا، وما أشاهده أن التقصير ليس على الشعر فقط وإنما يشمل كل المجالات الأدبية.. أتمنى أن أكون وفقت في إيصال وجهة نظري.
عاطف الشراري: أنت أوردت مثالا على المحكية المصرية ربما لقوة وصول هذه اللهجة، فهي لهجة من لا لهجة له، فلو كنت في المغرب لن تتكلم المغربية لأنك لا تعرفها، ولن يتكلم المغربي باللهجة السعودية لأنه لا يتقنها أيضا، ولا حل أمامكم إلا اللهجة المصرية، ويمكن أن تكون الأفلام والسينما هي السبب في تمرير حروف هذه اللهجة وزرعها في عقولنا.. مع أنها خفيفة دم وقريبة من القلب.
سلامة الدعلوج: الخليج ربما يكون أكثر انفتاحا من المغرب العربي، الذي لا نفهمه مطلقا، علما بأن الكثير يردد وجود مفكرين عظماء ومثقفين في تلك البلاد، ولكننا لا نسمعهم إلا بالفصحى.. يمكن السياسة هي السبب في وضع هذه الحواجز اللغوية بين الشعوب، وربما غرور بعض المناطق الذي يمنعهم من التنازل للآخر، والله أعلم.