مغامرة حقيقية لعائلة تعيش في ظلال الاقتصاد العالمي
بطبيعة الحال يحظى موضوع هيمنة الصين على أسواق الاستهلاك العالمية باهتمام المستهلكين من كل الثقافات والبلاد. يتحدث الكتاب عن سعي الصين الدؤوب نحو الهيمنة على الأسواق العالمية من وجهة نظر عائلة أمريكية قررت مقاطعة البضائع الصينية مدة عام.
في الأول من يناير 2005 بدأت عائلة مؤلفة الكاتب سارا بونجيورني، التي تعمل صحافية، مقاطعة مدة عام كامل لكل المنتجات الصينية. أراد أفراد هذه العائلة أن يعرفوا عن طريق التجربة الفعلية ما تتطلبه مقاطعة أسرع اقتصاد في النمو على مستوى العالم من قوة إرادة وقدرة على الابتكار وما إذا كان هذا ممكنا في الأساس أم لا.
بدأت فكرة الكتاب عندما كانت مؤلفته تكتب مقالا صحفيا ساخرا يسجل تأثير الطفرة الاقتصادية الصينية في الحياة اليومية لعائلتها. تحول هذا المقال بعد وقت قصير إلى ظاهرة عالمية وترجم إلى الكثير من لغات العالم وأعيد نشره ليقرؤه الكثير من الناس في مختلف أنحاء العالم من أقصاه إلى أدناه.
يؤرخ الكتاب لهذه المغامرة المثيرة والمحبطة في آن واحد، ويقدم للقراء تسجيلا شيقا للحياة في ظلال الاقتصاد العالمي بصعوباته التي لا تنتهي. يحتوي الكتاب على الكثير من الحكايات والمواقف التي مرت بها هذه العائلة في محاولتها لتجاوز انتشار المنتجات الصينية الأمر الذي أصبح أمرا واقعا مفروغا منه لدى الكثير من الناس في جميع بلاد العالم.
واجهت الكاتبة الكثير من التحديات في هذا العام من محاولات تمرد الزوج على نظام المقاطعة إلى الإحباطات التي كان على ابنها الصغير مواجهتها كلما أراد شراء لعبة من التي صنعت في الصين، وما أكثرها في الأسواق!
كانت رحلات التسوق لهذه العائلة تتحول في النهاية إلى كارثة غالبا بسبب صعوبة إيجاد البديل للسلع الصينية التي يبدو أن بلاد العالم قد توقفت عن تصنيعها تاركة الصين وحدها تلعب على الساحة.
تتنوع المنتجات الصينية وتغزو الأسواق من شموع أعياد الميلاد إلى أرقى الملابس الجاهزة، بينما كانت محاولات شراء أجهزة كهربائية غير مصنوعة في الصين عبارة عن رحلات ومغامرات تنجح أحيانا وتفشل أحيانا.
يكشف الكتاب مدى تأثير التقدم الاقتصادي الصيني في جوانب حياتنا كافة، ويتناول حقائق العولمة ويحاول الكشف عن طبيعة المسار الذي يتحرك فيه الاقتصاد العالمي في ظل هيمنة المنتجات الصينية على الأسواق في شتى بلاد العالم.
مع انخفاض معدلات الأجور ودعم الحكومة الصينية لعمليات إنتاج السلع والمنتجات، ستواجه الدول والشركات في مختلف أنحاء العالم الحقيقة المرة من أن عليها الاعتماد على العملاق الاقتصادي الصيني لتتمكن من الاستمرار.