الجمعة, 30 مايو 2025 | 2 ذو الحِجّةِ 1446


العنونة والتوصيل والنجاح الأشمل

iqtisad@fantookh.com

في الآونة الأخيرة، وبفضل من الله، كثرت المشاريع الكبيرة في القطاعات الحكومية كافة, التي تهدف إلى توفير مستوى أفضل للمعيشة في السعودية. ومن هذه المشاريع مشروع "العنونة والتوصيل" المقدم من قبل مؤسسة البريد السعودي ضمن مشروع شامل تكلف كما هو معلن ما يقارب ثلاثة مليارات ريال. هذه الخدمة الرائعة "واصل" تضمن للشخص وصول بريده باستخدام رقم المبنى. وهي طريقة مشابهة بل قد تكون أفضل مما هو مستخدم في بعض الدول المتقدمة. إلا أن الملاحظ أن هذا النظام المتقدم لا يخدم إلا مؤسسة البريد السعودي. فلماذا لم يتم تصميم هذه الخدمة من الأساس لكي تستخدم من أي تطبيقات معلوماتية جغرافية أخرى؟ فمتى سنتخلص من التوصيف بـ "ثاني لفّة على اليمين" و"البيت اللي قدامه مسجد" وننتقل إلى "رقم المنزل هو كذا"؟ ولا سيما أن معظم الجوالات الحديثة تدعم خدمة الخرائط وتحديد المواقع.
إن معظم الدول الأخرى تمتلك نظام عنونة مشابه ومتاح للجميع، بحيث تتمكن من استخدام خوازميات حاسوبية للحصول على تعليمات الانتقال من عنوان إلى آخر. وهذه الخوارزميات تعتمد بشكل كبير على ما يسمى GeoCoding وهي عملية تحويل عنوان المكان إلى إحداثيات خطوط طول وعرض، بحيث يمكن دمجها مع أي نظام معلومات جغرافي. فخدمات خرائط "جوجل", "ياهو", و"مايكروسوفت" في أمريكا مثلا معتمدة على هذه العملية وتتيح للمستخدم معرفة أماكن العناوين المختلفة على الخريطة والحصول على تعليمات الانتقال من عنوان إلى آخر والحصول على الخدمات التجارية القريبة من عنوان معين وغيرها من الخدمات الأخرى. وبالتالي وبما أن البريد السعودي قد قام بهذه الخدمة الرائعة، فلماذا لا تتم إتاحتها للقطاعات الأخرى الحكومية، بل حتى التجارية بحيث يتم من خلالها تطوير أي خدمة تتطلب هذه المعلومات؟
إن توفير هذه الخدمة للقطاعات الأخرى حتى ولو بمقابل مالي لصالح البريد السعودي هو مطلب ملح وخطوة إيجابية في الطريق الصحيح في التشارك في الاستفادة من التقنيات الحديثة ورفع مستوى جودة الخدمات المتعلقة بالعناوين بشكل شامل.

الأكثر قراءة