رفع إعانة الشعير المستورد وتثبيت سعره بـ 32 ريالاً للمستهلك
أعلن الدكتور فهد بالغنيم وزير الزراعة، أمس عن صدور التوجيهات السامية بزيادة الإعانة التي تقدمها الدولة للشعير المستورد من 500 إلى 700 ريال للطن، ليصبح بذلك سعر كيس الشعير زنة 50 كيلو جراما في موانئ الاستيراد محملاً في سيارة المشتري بـ 28 ريالاً وللمستهلك النهائي في بقية المناطق بـ 32 ريالاً، على أن يعاد النظر في هذا الترتيب بعد ثلاثة أشهر من صدور القرار أمس. ويأتي هذا الدعم الجديد لأسعار الشعير المستورد ـ وفقا لوزير الزراعة ـ بناء على الدراسة التي قدمتها اللجنة الوزارية للتموين عقب ملاحظتها ارتفاع الأسعار العالمية للشعير. وأهاب بالغنيم بمربي الماشية عدم الاعتماد على الشعير علفاً رئيسا، ودعاهم إلى التحول إلى الأعلاف المركبة الغنية بالعناصر المفيدة ذات القيمة العالية للماشية. وعلى الصعيد الميداني فوجئ مربو الماشية في منطقة الرياض، قبيل صدور قرار رفع الإعانة أمس بخلو سوق الأعلاف من الشعير تماما، مما أثار حفيظتهم وتجمعوا لساعات أمام الشاحنات التي بدت واقفة في السوق وهي فارغة. في مايلي مزيداً من التفاصيل: أعلن الدكتور فهد بن عبد الرحمن بالغنيم وزير الزراعة السعودي، أمس عن صدور التوجيهات السامية بزيادة الإعانة التي تقدمها الدولة للشعير المستورد من 500 إلى 700 ريال للطن، ليصبح سعر كيس الشعير زنة 50 كيلو جراما في موانئ الاستيراد محملاً في سيارة المشتري بـ 28 ريالاً وللمستهلك النهائي في بقية المناطق بـ 32 ريالاً، على أن يعاد النظر في هذا الترتيب بعد ثلاثة أشهر من صدور القرار أمس. ويأتي هذا الدعم الجديد لأسعار الشعير المستورد وفقا لوزير الزراعة بناء على الدراسة التي قدمتها اللجنة الوزارية للتموين عقب ملاحظتها ارتفاع الأسعار العالمية للشعير. وأهاب بالغنيم بمربي الماشية عدم الاعتماد على الشعير علفاً رئيسا، ودعاهم إلى التحول إلى الأعلاف المركبة الغنية بالعناصر المفيدة ذات القيمة العالية للماشية. ورفع وزير الزراعة شكره وعرفانه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين على ما يوليانه من رعاية واهتمام بالمواطنين وشؤونهم. سوق الرياض خالية من الشعير وعلى الصعيد الميداني فوجئ مربو الماشية في منطقة الرياض، قبيل صدور قرار رفع الإعانة أمس بخلو سوق الأعلاف من الشعير تماما، ما أثار حفيظتهم وتجمعوا لساعات أمام الشاحنات التي بدت واقفة في السوق وهي فارغة. وتحدث لـ "الاقتصادية" محمد الصويلحي ـ أحد كبار تجار الأعلاف في سوق العزيزية جنوبي العاصمة ـ أن السوق لم تستقبل أمس سوى شاحنة واحدة فقط، وتدافع عليها المواطنون فور وصولها للحصول عليها على الرغم من ارتفاع أسعارها، حيث تم توزيعها على المشترين بأسعار تجاوزت نسبة الارتفاع فيها الـ 50 في المائة، إذ تم بيع الكيس الواحد زنة 50 كيلو جراما بـ 37 ريالا بعدما كان يباع قبل ثلاثة أيام بـ 27 ريالا أي بفارق عشرة ريالات. تفريغ مستودعات المستوردين وبين الصويلحي أن كميات الشعير بدأت تتناقص في السوق منذ أربعة أيام، حيث انخفض عدد الشاحنات التي كانت تدخل السوق من 20 شاحنة يوميا ـ سعة الشاحنة 500 كيس ـ إلى شاحنة واحدة فقط دخلت أمس. وأرجع الصويلحي أسباب الأزمة ـ نقلا عن بعض المستوردين ـ إلى ارتفاع أسعار الشعير في الأسواق العالمية، وقال: "ربما التجار أوقفوا الاستيراد لتفريغ مستودعاتهم كونهم على علم مسبق بأن هناك توجيهات حكومية ستصدر تجاه زيادة إعانة الشعير ويخططون لاستيراد كميات إضافية بالأسعار الجديدة". وأفاد الصويلحي ـ حسبما سمع من التجار ـ أن هناك بواخر محملة بالشعير متوقفة في قناة السويس كانت قاصدة الموانئ السعودية، وهي تنتظر تدخل الحكومة السعودية في إصدار قرار الدعم كي تتحرك لتفريغ حمولتها في مستودعات المستوردين في المنطقة الشرقية وجدة. .. هنا جدة وفي جدة عد أحمد الصانع مدير عام الشركة المتحدة للأعلاف، قرار رفع إعانة الشعير من 500 إلى 700 ريال للطن الواحد حلا مؤقتا نظرا للتكلفة الباهظة التي يتكبدها التجار المستوردون للشعير قياسا بالارتفاع الكبير الذي تشهده سوق الشعير عالميا. وأرجع الصانع أسباب ارتفاع أسعار الشعير عالميا، إلى الجفاف الذي ضرب عددا من الدول المصدرة لهذه السلعة التي في مقدمتها الدول الأوروبية، حيث أوقفت معظم الدول المصدرة باب التصدير إلى الخارج بهدف سد حاجة أسواقها المحلية من الشعير. وقال: "إن السعر العالمي للشعير وصل الآن إلى 340 دولارا للطن بمعنى أن التاجر يشتري الكيس الواحد من الشعير بأكثر من31 ريالا، فكيف له أن يبيعه بـ 28 ريالا؟ وهذه عملية خاسرة بالنسبة له وسوف يحجم التجار عن الشراء". الحل الوحيد في تحرير الأسعار وأضاف قائلا: "إن زيادة الإعانة حل منطقي، حيث كان المستوردون يشترون الشعير في السابق بـ 240 دولارا للطن، واستمروا في البيع بالأسعار القديمة في السوق المحلية على الرغم من ارتفاع الأسعار عالميا منذ قترة طويلة، أما الآن وبعد نفاد المخزون أحجموا عن الاستيراد". ويرى الصانع أن الحل الوحيد للخروج من أزمة ارتفاع الأسعار هو تحرير السعر محليا، بحيث يكون مرتبطا بالسعر العالمي سواء بالانخفاض أو بالارتفاع، وبذلك يستطيع التجار أن يقبلوا على الشراء لكن مع تحديد السعر محليا. دلائل بارتفاعات جديدة وأشار الصانع إلى أن جميع الدلائل تؤكد أن ارتفاع أسعار الشعير عالميا سيستمر إلى أن يكسر حاجز الـ 370 دولارا للطن، وبذلك سيصل سعر الكيس الواحد على التاجر المستورد إلى أكثر من 40 ريالا، ويبدأ المستوردون المطالبة مرة أخرى بزيادة الدعم. عسير تستجيب للقرار وفي عسير استجابت أسواق الشعير لإعلان قرار زيادة الإعانة بواقع 200 ريال، حيث أظهر القرار بوادر لانفراج الأزمة في سوق الشعير، وعادت حركة الشراء تدب مجددا في السوق بعدما شهدت شبه توقف خلال اليومين الماضيين. ويعتمد مربو الماشية في عسير بصورة كبيرة على الشعير لتغذية ماشيتهم نتيجة وجود نقص في الأعلاف البديلة وقلة المراعي الطبيعية في المنطقة، وكذلك الأعلاف المركبة. شراء كميات وتخزينها وفي جولة ميدانية لـ "الاقتصادية" في سوق الأعلاف في أبها، تبين أن الأسعار لم تتجاوز 32 ريالا للكيس الواحد، وذلك تقيدا بالقرار الذي صدر أمس حول تثبيت الأسعار، لكن السوق لا تزال تشهد نقصا في الكميات، في حين تخوف البعض من استمرار هذا الوضع. وفيما كان يدور حديث بين عدد من مربي الماشية تزاحموا للحصول على أكياس الشعير، بأنهم يعتزمون شراء كميات كبيرة وتخزينها لحين عودة الأسعار إلى طبيعتها، لكن على ما يبدو أن قرار زيادة الإعانة سيغير فكرتهم عن هذا التوجه. سوق سوداء في حفر الباطن أما في حفر الباطن الذي يعد أكبر الأسواق السعودية استهلاكا للشعير من حيث حجم الثروة الحيوانية، فإن أسعار الشعير بقيت مرتفعة كما كانت عليه أمس الأول، ووصل السعر إلى 40 ريالا للكيس الواحد، ما أدى إلى نشوب سوق سوداء بدأ يلجأ إليها مربو الماشية تجنبا للدخول في الازدحام والمشاجرات التي تحدث نتيجة نقص المعروض. وتسبب الفوضى في سوق الأعلاف في حفر الباطن التي تستقبل يوميا أكثر من 60 شاحنة تحمل على متنها أكثر من 30 ألف كيس من الشعير إلى تدخل الدوريات الأمنية والمرور لتنظيم حركة سير الناقلات الصغيرة والمتوسطة، ومحاولة فض النزاعات التي تحدث من خلال تحديد سعر البيع وتقسيم الكميات التي تدخل السوق على المشترين بالتساوي.