على هاتف "المجلة".. تركي الحمد يحنّ بالمحكي!
جالت في داخلي الكثير من الأفكار والمشاعر وأنا أقرأ اللقاء السريع المختصر مع الأديب السعودي الكبير " تركي الحمد" في مجلة المجلة في عدد الأسبوع الماضي من خلال زاوية لذيذة أسمها " حوار على الهاتف" وهي ـ كما عرّفت بها المجلةـ مساحة خصصت للتواصل مع النجوم دون تنسيقٍ مسبق ويتم نشرها دون تصحيح للجمل الواردة في المكالمة وتحويلها من جمل "محكية" إلى جمل "فصيحة"، هذه الطريقة جعلت من اللقاء مادة قريبة من النفس كثيراً لأسباب كثيرة، أهمها أن الأديب يظهر من خلال الإعلام بوسائله المتعددة بصورة أقرب للزيف منها إلى الحقيقة، وكثيراً منهم يظهرون كملائكة السماء، ينمّقون الحديث كثيراً، وينتقون المفردات كما تُنتقى الفاكهة حين تُشترى بالكيلو جرام!، أما في هذا اللقاء فقد ظهر الأديب تركي الحمد على سجيته لم ينتق المفردات ولم يناور في آرائه، كان دقيقاً جداً في رؤيته للمستقبل، حاداً وجريئاً في كثير من رؤاه، بسيطاً جداً في حنينه، ومفضلاته الغنائية، ومن الغناء والكلمة الغنائية تحديداً وجدت لي مدخلاً للكتابة عن هذا اللقاء الذي أحببته كما أحببت ثلاثية "أطياف الأزقة المهجورة" و"شرق الوادي"، في هذا اللقاء قال تركي الحمد إنه يحنّ لطفولته في حيّ العدامة في الدمام وأنه كلما استمع لأغنية لعلي بن محمد تذكّر طفولته في العدامة، تملكتني الدهشة وأنا أقرأ أن تركي الحمد يستمع لعلي بن محمد!، وتمنيت لو أن المحاور سأله عن أي أغنية يتحدث، لكنه بدلاً من ذلك سأله عن علي بن محمد ومن يكون!، فأجاب بإجابة أعتقد أنه من خلالها تذكر أنه الأديب الكبير فقال "له أغنية عندما أسمعها أتذكر طفولتي في العدامة"! ونسي أن يعرف بالمطرب، لم تنته مفاجآت ذائقة الأديب الكبير عند هذا الحد فعند سؤاله عن أغنيته المفضلة قال "أماكن محمد عبده تلازمني هذه الأيام"، كثيراً ما يخرج علينا أدباؤنا بآراء قاسية ضد الأدب المحكي لكنهم يضعفون كثيراً أمام الأغنية، وكأن الأغنية ليست في أغلبها تبنى على نصوص محكية، فهل نستبدل الإلقاء بالغناء ليقتنعوا بما كان، ولا يزال يقدمه بدر بن عبدالمحسن وخالد الفيصل وعبدالرحمن بن مساعد وفهد عافت ومساعد الرشيدي ونايف صقر؟، أخيراً .. ليس السؤال موجهاً لأديبنا الكبير تركي الحمد ولكنه منطلقاً من ذائقته.