ناظم الموسيقى

ناظم الموسيقى

يقول الفنان الراحل عوض دوخي: "صوت ناظم يمثل الرافدين، و صفاء صوته منشق من صفاء السماء، و متميز عن باقي المطربين العرب".
هو ناظم بن أحمد ناصر الغزال ولد عام 1921م في حي الحيدر في منطقة الرصافة في بغداد، توفي الده ووالدته (الكفيفة) وهو لم يكمل عامه الخامس، فاحتضنه عمه محمود خضر الغزال الذي كان يأخذه إلى الموالد و الأذكار في تلك العمر، ما أسهم في تشكل أذنه الموسيقية التي ألفت المقامات منذ الصغر، بدأ حياته ممثلا عندما تخرج من معهد الفنون الجميلة قسم المسرح بإشراف الفنان الكبير الراحل حقي الشبلي، والتحق بالعمل كممثل مع فرقة "الزبانية"، وقد لحن له حقي الشبلي أول أغنية، وهي عبارة عن مقطوعة أداها في مسرحية مجنون ليلى لأحمد شوقي بعنوان "هلا هلا"، وبعد هذه الأغنية، أردفها بأغنية ثانية لحنها له الفنان وديع خونده، كان لها صدى كبير كسابقتها، ويقول مطلعها:
"وين ألقى اللي راح مني وأنا المضيع ذهب
راحت السلة من أيدي وراح وياها العنب"
ومن خلال هاتين الأغنيتين الجميلتين سلطت أضواء الشهرة على المطرب ناظم الغزالي، الذي كان لمعاصرته لفترة الأربعينيات والخمسينيات أثر كبير عليه، إذ كانت هذه الفترة زاخرة بالأصوات العربية الجميلة لكبار المطربين والمطربات أمثال أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وأسمهان و ليلى مراد.. وغيرهم، وفي عام 1948 اختير ضمن أعضاء فرقة الموشحات التي يديرها ويشرف عليها الموسيقار الشيخ علي الدرويش.
ومن خلال اسطوانته التي حوت باقة من أشهر أغانيه ومنها: "طالعة من بيت أبوها" و "ماريده الغلوبي" و "احبك" و "فوق إلنا خل فوق" و "يم العيون السود" وغيرها من ألاغاني التي لحنها ناظم نعيم وكتبها الشاعر المجدد جبوري النجار، سطع الغزالي وتألق وبدأ اسمه يتردد في المحافل ويطلب في المهرجانات والإذاعات العربية، و بلغ أسماع عمالقة الغناء العربي الذين أشادوا بقدرته الغنائية وجمالية صوته وحسن أدائه مما حفز الموسيقار محمد عبد الوهاب أن يبدي رغبته في التلحين للمطرب ناظم الغزالي، وقد تم الاتفاق على ذلك في 1961، وفي ذروة المجد توقف نبض الغزالي ووفاه الأجل وسط دهشة واستغراب جمهوره ومحبيه لرحيله المفاجئ، رحل الغزالي تاركا خلفه زوجته المطربة سليمة مراد وملايين المحبين وهو لم يتجاوز الثانية والأربعين من عمره.

الأكثر قراءة