المحكيلوجيا

المحكيلوجيا

يتأرجح الشعر المحكي أو الشعر الشعبي بين رغبة البعض من أهل الأدب والثقافة في محاولة عزله في هذا الوقت المرتبك، ومدافعون عنها يحدوهم الأمل أن يكتمل بهاؤها بجمالياتها المبتكرة يوما بعد يوم، حبا بالشعر وليس الشعراء، وهو الأمر الذي جعل من الصراع بين الجهتين يدخل إلى مراحل شديدة السواد أحيانا!
"المحكي" له ضوابط لم تزل تمارس مع اشتراكها وليس إشراكها حين يكون المحفل ثقافيا، ربما لمجاملة البعض من الرموز الشعرية وعدم التخلي عن أسمائهم إسهاما بمحافل معدودة خلال العام الواحد، ومن الأهمية أن يكون التوجه لزج "المحكي" بشكل منتظم خاصة مع كثرة الفضائيات والإذاعات والصحف والمجلات وغيرها من الوسائل الإعلامية، إضافة إلى توجه الصحف لضم الشعر المحكي إلى باقي الثقافات والفنون الأخرى، حرصا منها على الاهتمام بهذا الجانب الأدبي الحافل بمتلقيه محليا وخليجيا، ناهيك عن موضة "المسابقات" التي تستقطب الكثيرين.
هذا كله ربما يحفز باقي منافذ المعارضة له من صحف وهيئات وجمعيات ووسائل إعلام أخرى على تقبل "المحكي" المتمثل في الشعر ليس على أساس المنافسة بل على أساس الوحدة الثقافية الشاملة للجميع، كجزء منها لا يتجزأ، والمطالبة الصريحة أن يكون المثقف الشعبي عضوا في هذه الجمعيات والهيئات الأدبية والثقافية ليس بوصفه شاعرا شعبيا يراه البعض قاصرا عن بقية المثقفين، يجب أن تزال هذه النظرة القاصرة عند النخب الثقافية دون تمييز أو حواجز وهمية بين الفصحى والعامية، فلا يوجد تعريف من تعاريف الثقافة المتعددة يحددها بفصحوية الطرح، يجب أن تكون المشاركة والمساهمة فاعلة من قبل الشعراء الشعبيين في التشكيلات والمهرجانات كمثقفين لا كمسوقين، يجب أن ينظر لهذا الأمر بجدية ومصداقية أكثر، فلا يقتل جانب أدبي مهم بسبب نظرة خاطئة تقول إن الشاعر المحكي ليس من النخب الثقافية!

الأكثر قراءة