ياعناد
لم يطرق هذا الشاعر غرضاً من الشعر إلاّ وأجاده، شاعر لا يمكن أن تقرأ له قصيدتين متتاليتين في غرضٍ واحد، ولا يقف عدم تكراره لنفسه عند رصد شعوره وكتابته بشاعرية فذّة، بل يتخطى ذلك إلى الحد الذي يصعب عليك الإمساك بصيغة أو جملة محددة تتكرر في نصين متتاليين أو حتى متباعدين، وفي هذا النص، يخاطب عيضة السفياني "عناد" الذي هو رمز العاق من الأبناء، وما اختيار عيضة لهذا الاسم وتوجيه الخطاب إليه سوى دليل على جمال واختلاف هذا الشاعر في طرحه وسبكه لنصوصه التي تشبهه جمالاً وندرة.
سبحان من عرشه تعلى السبع والسبع الشداد
ما فيه لا منجى ولا ملجأ منه إلا إليه
اللي في الأرض استخلف الإنسان والدنيا حصاد
والآخرة كلٍ تحصد يديه ما تزرع يديه
أرسل نبيه بالهدى والدين رحمة للعباد
من لا يصدق به سفيه ومن يصدق به نزيه
عليه صلى الله وسلم من قبل بانت سعاد
حتى وقوع الواقعة صلى الله وسلم عليه
اللي من التقوى مزودنا وزاده خير زاد
ما زاد بر الوالدين إلا وجاهة للوجيه
الجنة تحت أقدام الأم اللي بخطوتها بلاد
يا طالب الجنة ترى اللي ما يجيها ما تجيه
قال النبي ذروة سنام الدين الإسلامي الجهاد
وأعظم جهاد اللي يجاهد لجل يرضي والديه
يالله يا عالم بغفلاتي وتسبيح الجماد
إنك تقدرني ما أسوي شي وأمي ما تبيه
وإنك تبلغني بما تهواه من زاد وعتاد
أخاف أمد أيدي على زادٍ وعين أمي عليه
كما تدين الوالدين يدينك ابنك يا عناد
إن بر من بِرك ولِن ما بربك ما فيك فيه
شفني فقدت أبويه قبل أدخل على سن الرشاد
ياليتني لا قال: قلت: "ابشر بها" ما قلت: "إيه"
أسمع صدى صوته يوصيني عليك بكل واد
البر لأمه ثم لأمه ثم لأمه ثم أبيه
دمعي من الجمعة ليا الجمعة على خدي مداد
وأنا على بره بعد مات ابر بصاحبيه
اللي جدوده نار يصبح نار ما يصبح رماد
منشأه منشأ أبوه وإليا ظل دربه يهتديه
واليوم أبا أعلمك كيف يدينك ابنك يا عناد
إن بر من برك ولِن ما بربك ما فيك فيه