مادة ضارة في صبغات "آسيوية" .. وصبغ الرموش قد يسبب العمى
تعد صبغات الشعر أحد أقدم مستحضرات التجميل المستخدمة على مر العصور وفي مختلف أنحاء العالم.
فالمصريون القدماء والرومان والهنود والصينيون جميعهم لونوا شعورهم باستخدام صبغات الشعر التي كانت تصنع من النباتات أو المعادن أو خليط منها مثل: الشب و رماد الخشب والزعفران والكركم المرة البابونج والخشب البرازيلي والجوز والنيل، والتي تخلط مع الحديد أو النحاس لإعطاء لون و ديمومة وتدرجات في اللون.
وكانت هذه الصبغات تستخدم حتى أوائل القرن التاسع عشر، حيث ظهر الهيدروجين بيروكسيد كمفتح للون. كما بدأ استخدام مادة(PPD) P- phenylendiamine في ألمانيا عام 1888.
ثم تطورت الصبغات مع الزمن إلى ما نراه اليوم من صبغات امتلأت بها الأسواق والمشاغل وحتى الأرصفة التي تحتوي على الكثير من المواد الكيماوية والتي أخذت حظا وافرا من الأبحاث والدراسات لما لها من تأثيرات في الصحة.
وتتنافس شركات التجميل في إصدار كل جديد من صبغات الشعر حتى أصبحت المرأة تعيش في حيرة من كثرة أنواعها ومواصفاتها، وعن هذه الأنواع تقول لـ "الاقتصادية" الدكتورة هيا الجوهر رئيسة قسم الأجهزة والدراسات في المختبر المركزي لتحليل الأدوية والأغذية في وزارة الصحة إن الصبغات تنقسم في مجملها من حيث التركيب إلى ثلاثة أنواع رئيسية: نباتية ومعدنية وعضوية مصنعة.
وتوضح الجوهر أن صبغات الشعر النباتية هي عبارة عن مسحوق أوراق وأزهار ولحاء أو قشرة بعض النباتات وأشهر هذه الأصناف الحناء والكتم.
حيث تستطيع هذه الصبغات اختراق غمد الشعرة وتعطي لونا يتدرج من الأحمر إلى البني وبخلط الحناء بأعشاب أخرى يعطي ألوانا و تدرجات مختلفة مثل البابونج، الكركم، قشر الباذنجان الليمون، والكتم.
وتضيف أن هذه الصبغات آمنة ولها آثار علاجية مفيدة للجسم إلا أنها قد تغش وتخلط بمواد كيماوية ضارة كي تزيد من تأثيرها وتقلل من زمن الصبغ، كما أن الصبغات النباتية قد تسبب جفاف الشعر؛ لذلك من الأفضل استخدام ملطفات أو عمل حمامات زيت للشعر وخصوصا الشعر الجاف بطبيعته.
أما عن الصبغات المعدنية "صبغات الشعر المتدرجة" فتقول الجوهر إنها عبارة عن أملاح غير عضوية أو مواد مؤكسدة مثل "اسيتات الرصاص" تعطي لونا بنيا إلى أسود على ألا تزيد نسبتها عن 0.6 في المائة ونترات الفضة تعطي لونا مائلا إلى الأسود وأملاح البزموث Bismuth تعطي لونا بنيا.
وتنبه رئيسة قسم الأجهزة والدراسات في المختبر المركزي في وزارة الصحة إلى أن هذه الصبغات تؤذي الشعر وتتلفه وتصبغ الجلد الذي تلامسه بلون بني, كما أن هذه المعادن قد تتراكم داخل الجسم مسببة أضرارا جسيمة على الصحة. وهذه الصبغات المعدنية تتحد مع طبقة الكيراتين الموجودة بالشعرة لتعطي اللون المطلوب وهي من أنواع الصبغة الدائمة التي لا تزول بالغسيل.
وعن النوع الثالث وهو الصبغات العضوية المصنعة فتقول الجوهر إنها أكثر أنواع الصبغات انتشارا وهي تعطي للشعر ألوانا أكثر إشراقا وطبيعية وتخترق سطح الشعرة وتبقى لفترة طويلة ولا تزول إلا بنمو الشعر، وتشتمل على طيف واسع من الألوان.
أنواعها من حيث الفاعلية
أما من حيث الفاعلية والديمومة فتقول الجوهر إن الصبغات تنقسم إلى ثلاثة أصناف: المؤقتة وشبه الدائمة والدائمة.
وعن طبيعة الصبغات المؤقتة تقول إن جزئياتها كبيرة ولا تخترق القشرة الخارجية لغمد الشعرة بل تقوم بعمل طبقة أو غلاف على الشعرة و يمكن إزالتها بغسل الشعر بالشامبو لمرة واحدة, ودائما ما تكون هذه الصبغات حمضية لتغطية سطح الشعرة دون أن تخترقها, وتوجد على عدة أشكال، منها "جل – بخاخ – رغوة"، وتكون ألوانها غريبة مثل: الذهبي – الفضي – الأحمر – الأزرق، كما أن هذه الصبغات إذا وضعت على الشعر التالف والمتقصف قد تدخل إلى داخل الشعر.
أما الصبغات شبه الدائمة فتقول الجوهر إنها غالبا ما تكون ذات ألوان غير عادية مثل: الأخضر والفوشيا وهذه الصبغات تحتوي على قطران الفحم وهي غير متوافرة في الأسواق العادية وإنما يستخدمها الأشخاص غريبو الأطوار. وتخترق هذه الصبغة الطبقة السطحية وتلتصق بها, وتزول بعد أربع إلى ست غسلات بالشامبو.
وتوضح الجوهر أن الصبغات المكونة من قطران الفحم تحتوي على أحد هذه المركبات التالية:
4 – methoxy , m – phenylendiamin
4- M MPD,2,4 – diaminoanisde
4 - Chloro – m – phenylenediamin
2,4 – toluene diamine
2- nitrop – phenylendiamin
4- amina 2- nitro phenel
التي تسبب السرطان في حيوانات التجارب ولكن لم يثبت تسببها للسرطان لدى الإنسان. ويجب أن يكتب عليها التحذير التالي: إن هذه المكونات تخترق الجلد وإنها تسبب السرطان لدى حيوانات التجارب, كما إنها قد تسبب الحساسية لدى بعض الأشخاص ويمنع منعا باتا استخدامها للرموش والحواجب.
أما النوع الأخير وهو الصبغات الدائمة فهي الأكثر شيوعا وتوضح د. الجوهر أنها تنقسم إلى قسمين:
أ – صبغة شعر مؤكسدة.
ب- صبغة شعر متدرجة (تكلمنا عنها في الصبغات المعدنية)
وتضيف: غالبا ما تحتوي هذه الصبغات على مادة 2- nitro PPD , p – phenylendiamine محلول الأمونيا والصابون إضافة إلى بعض المكونات المكملة ومحلول هيدروجين وروكسيد 6 في المائة في الماء أو الكريم. وتخلط هذه المكونات قبل صبغ الشعر وعند وضعه على الشعر تنتفخ الشعرة وتدخل الصبغة وتتفاعل مع مكونات الشعرة وتصبغ الشعر.
وتنبه الجوهر إلى أن مادة PPD مصرح باستخدامها في صبغات الشعر ولكن بنسبة لا تزيد على 6 في المائة وفي بعض دول أمريكا وأوروبا تلزم المصانع بأن لا تزيد نسبتها على 3 في المائة ولكن أغلب دول العالم الثالث لم تحدد نسبة ما يجعل مصانع تلك الدول "شرق آسيا" تستخدم تراكيز عالية جدا دون حسيب أو رقيب. حيث تسبب هذه المادة الحساسية لدى بعض المستخدمين وتهيج الجلد وتسبب الحكة والنزف وتورم الوجه والشفتين خصوصا إذا استخدمت لعمل النقوش على الجلد مباشرة مثل "اليدين – العضدين".
وتضيف الجوهر أنه إضافة إلى الصبغات السابقة هناك ما يسمى "مبيضات الشعر أو مزيلات لون الشعر وهي مواد تؤدي إلى إزالة لون الشعر على سبع مراحل حسب مدة بقاء الصبغة على الشعر وهذه المواد مثل: الهيدروجين بروكسيد وسلفات الأمونيا – وهي عبارة عن مواد مؤكسدة تدخل إلى جوف الشعرة وتتحد مع صبغة الميلانين في جوف الشعرة وتغير مكوناتها، وهذه العملية رئيسية في حالة الصبغات الدائمة والهايلايت.
حساسية وتقصف
من جانبه يقول الدكتور محمد سعد الدين استشاري الأمراض الجلدية في مركز الحبيب الطبي إن معظم الصبغات تحتوي على مادة الأمونيا وهي مادة آمنة عادة، ولكنها قد تؤدي إلى حساسية لدى 10 في المائة من مستخدميها، وينصح كل من يتحسس منها باستخدام أنجس لامونيا، وهي مادة متوافرة بشكل كبير، كما أن بعض التركيزات العالية تسبب تقصفا في الشعر وتساقطا قد يدوم إلى فترات طويلة إذا لم يتم تدارك الأمر وقائيا وعلاجيا، وينصح د. سعد الدين بالحذر في وضع الصبغات والالتزام بنسب آمنة، وإذا كان المستخدم يعاني حساسية معينة فعليه تجنب مادة الأمونيا الموجودة في الصبغات، وإذا كان يعاني عدم تحمل للصبغات فعليه أن يخفف من تركيزها إلى درجاته الدنيا. موضحا أن عدم الالتزام بذلك قد يؤدي إلى تحسس البشرة وحويصلات الشعر وتقصف الشعر.
ويضيف أنه لا توجد دراسات حول الصبغات توحي بوجود أخطار بعيدة المدى، لكن الصبغات التي توجد في بعض المشاغل ومحال العطارة مجهولة المصدر وبالتالي لا يمكننا الحكم عليها.
بودرة حارقة
وحول الطريق المثلى لاستخدام الصبغات تنصح خديجة قشقش إخصائية العناية بالشعر في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي بالابتعاد عن الصبغة السوداء لأنه من الصعب أن تزول وبالتالي تؤثر في الألوان الأخرى، وتشير إلى أن البعض ممن يستخدم الصبغات في المنزل يستخدمها بطريقة خاطئة قد تؤذي الشعر وفي أقل الحالات لا تعطي اللون المطلوب؛ ولذلك تنصح قشقش كل امرأة بالتوجه إلى إخصائية التجميل؛ حيث إنها خبيرة في وضع الصبغة المناسبة لشعرها وكذلك نسبة الأوكسجين المطلوبة، كما أن الإخصائية تكون خبيرة بنوعية الشعر وما يناسبه.
وعن الأخطاء التي يقوم بها البعض في استخدام الصبغات توضح قشقش أنها تتمثل في استخدام أعشاب وخلطات مجهولة تؤذي الشعر، وتكرار الصبغات خلال وقت قصير دون العناية بالشعر، كالتغذية المناسبة للشعر وكذلك الشامبو المناسب له، ونوعية الماء المستخدم في غسل الشعر حيث تنصح مستخدمة الصبغة بأن تغسل رأسها الغسلة الأخيرة بماء الشرب (الصحة).
وتؤكد إخصائية العناية بالشعر أن الاستخدام الخاطئ للصبغة يؤدي إلى التقصف وخشونة الشعر ومن الممكن أن يبهت لونه، وتحذر في الوقت نفسه من استخدام "الهايلايت" المصنوع في المنازل؛ لأن "الهايلايت" لايستخدم إلا من قبل المختصين لاحتوائه على بودرة قوية من الممكن أن تحرق الشعر إذا استخدم بطريقة خاطئة، والمقصود بحرق الشعر هو أن يتقطع بشكل كبير.