أساسيات علم الإحصاء واختبار الفرضيات

تؤثر الحسابات الرقمية اليوم في حياة كل منا بطريقة قد لا نتصورها، حتى أن أفضل المؤسسات والشركات في العالم وأكبرها تحلل قواعد بيانات ضخمة بسرعة الضوء لتقدم تفسيرات وأفكار جديدة خاصة بالسلوك البشري.
يشير الكتاب إلى أن التقدم الهائل في مجال إدارة قواعد البيانات والتعامل معها أتاح للعارفين بهذا المجال إصدار توقعات كان من المستحيل التنبؤ بها من قبل. ويطلق الكتاب على محللي قواعد البيانات مصطلح محترفي الحسابات الرقمية، ويتناول التغيرات التي أدخلوها على مجالات كثيرة من ضمنها التشخيص الطبي وتسعير تذاكر الطيران وكتابة سيناريوهات الأفلام وغيرها من المجالات.
يقدم الكتاب كلا الجانبين من هذه الثورة البيانية، ويكشف الطرق التي تتبعها الشركات لاستغلال سلوك المستهلك، ويرشد المستهلكين إلى طرق المقاومة، إلا أن المهمة الحقيقية التي يسعى الكتاب إلى تحقيقها هي تعريف القراء بأساسيات علم الإحصاء واختبار الفرضيات.
يشير الكتاب في أكثر من موضع إلى أن الطرق الإحصائية غالبا ما تكون أكثر دقة من الاستنتاجات البديهية التي يصدرها الخبراء. كما يوضح الدور المهم الذي تلعبه المعرفة بالقواعد الإحصائية في حياتنا، خاصة في الوقت الحالي الذي توفر فيه التكنولوجيا الحديثة مستويات غير مسبوقة من الدقة الإحصائية.
من كبار محترفي الحسابات الرقمية هناك محركات البحث الشهيرة على الإنترنت، التي تعرف أذواق المستخدمين ورغباتهم ربما أكثر مما يعرفون عن أنفسهم، وهناك المؤسسات الحكومية والخاصة، وهناك بالطبع معظم المؤسسات التعليمية التي تعتمد في تقييمها للطلاب على درجاتهم. تعتمد كل هذه المؤسسات على الأرقام في اتخاذ قراراتها. وغالبا ما تقدم الأرقام نتائج دقيقة للغاية.
يقدم الكتاب أمثلة للأمور التي قد لا يتخيل أحد تأثير الحسابات الرقمية فيها ومنها:
* كيف يمكن لمدرب كرة القدم تقييم أحد اللاعبين دون أن يرى أداءه في الملعب؟
* كيف يستطيع من يريد السفر تحديد التغير في سعر تذكرة الطائرة زيادة أو انخفاضا قبل أن يشتريها؟
الإجابات عن هذه الأسئلة موجودة لدى محترفي الحسابات الرقمية.
يستعرض الكتاب الفوائد والمخاطر والرابح والخاسر في لعبة الحسابات الرقمية، وكيف يمكن استخدام الحسابات الرقمية لمساعدتنا وليس لاستغلالنا، فقد ولت الأيام التي كان يمكننا الاعتماد فيها على الحدس الداخلي في عملية اتخاذ القرارات. فلا يستطيع أي رجل أعمال أو مستهلك أو طالب ممن يريدون الاستمرار في التقدم في مساراتهم العملية اتخاذ أي قرار دون إجراء مجموعة من الحسابات الرقمية.