صناعة الأبواب تتمسك بها الورش الرديئة.. والحل في كود البناء
يظل الباب هو العنصر الذي يستقبل الساكن خلال دخوله ويودعه أثناء خروجه, وعليه فانه أحد العناصر المعمارية التي تحظى باهتمام المصممين والمهتمين بأمور البناء، وتطورت صناعة الأبواب وتعددت استخداماتها وأنواعها ولا يكاد يمر يوم إلا وتدخل إلى عالم البناء أفكار جديدة وتصاميم متنوعة لتلبي وتحقق أفكار المصممين والمعماريين كل هذا من أجل رفاهية الساكن. "الاقتصادية" في هذا التقرير حاولت أن تلتقي بعض المختصين وأهل الخبرة لعرض الجديد في عالم الأبواب.
يقول المهندس عبد الكريم إسماعيل: المعماري أو المصمم عادة ما يقدم المخططات المعمارية والإنشائية دون الإشارة الواضحة إلى تصاميم الأبواب وتفاصيلها والمواد المستخدمة فيها والمواصفات الكاملة التي يمكن أن يعتمد عليها الزبون فيترك هذا الأمر للزبون, الذي يواجه كم هائلا ومتنوعا من الأبواب فتصيبه الحيرة فهو إما أن يختار نوعا رخيصا أو أشكالا لا تنسجم مع تصاميم مسكنه, وقد تصيبه الحيرة فيكون صيدا سهلا لأصحاب الورش الرديئة التي تنتشر في مدننا حيث لا يوجد أي جهة مسؤولة عن الرقابة على مواصفات تلك الأبواب أو الجودة والمعايير الهندسية التي تطبقها كثير من الدول والمتمثلة في ما يسمى بكود البناء, ويقول إن على الجهات المسؤولة كهيئة المواصفات والمقاييس وكذلك البلديات والغرف التجارية أن تبادر للسيطرة على فوضى الورش المنتشرة من أجل حماية المواطن الذي أصبح بحاجة ماسة إلى من يحميه.
ثم التقينا السيد سامح أحمد وهو مندوب مبيعات للأبواب السحاب أو ما يعرف بـ "الاوكرديون" ليعرض ما لديهم من منتجات فيقو:ل نعرض في شركتنا عدة نماذج من أبواب السحاب حيث نستخدم عدة مواد لهذه الأبواب منها الخشب والجلد والبلاستيك. وعادة ما يختارها الزبائن لعدة أماكن في المنزل أهمها غرفة الطعام حيث يتم تركيب باب السحاب بين مجلس الرجال وغرفة الطعام، أيضا يتم تركيبه في الخزائن المنزلية، وقد يستخدمها البعض لتجميل بعض أجزاء المنزل وهذا يرجع إلى ذوق صاحب المنزل. ويقول سامح وإن أهم استخدامات أبواب السحاب أنها تستخدم كقواطع لفصل بعض أجزاء الغرف عن بعض وهذه ميزة مهمة وضرورية، وفي الوقت نفسه لا يوجد بها تكاليف أو جهود كبيرة، ويقول سامح تعتبر القواطع الخشبية لتقسيم المساحات من أفضل أنواع الأبواب داخل البيوت لأنها تطوى بحيث لا يزيد حجمها على خمسة سنتيمترات من الطول الإجمالي، ولهذا فإنها لا تشغل إلا حيزا بسيطا.
وتجدر الإشارة إلى أن الأبواب الخشبية متينة وصممت للتقاوم كثرة الاستعمال وتحافظ في الوقت نفسه على شكلها الأنيق. وعن طريقة تركيب هذه الأبواب يقول سامح تتميز هذه الأبواب بخفة وزنها وبساطة استعمالها وأيضا فهي سهلة في تركيبها، حيث تركب أبواب السحاب الخشبية في السقف باستخدام مجرى ألمنيوم يبلغ عرضه 28 ملم وارتفاعه 35 ملم وتتحرك باستعمال أدوات ارتكاز كروية . إضافة إلى ذلك تتكون الأبواب الخشبية من ألواح من الخشب "البلايوود" مع محاور ارتكاز رأسية قوية ومركبة من الألمنيوم أو الخشب.
أما فيما يتعلق بالأبواب الداخلية للغرف أو الحمامات فتكون في العادة من الخشب أو من الفايبرجلاس ويتميز الخشب بكثرة تصاميمه وتنوع أسعاره.. وقد التقت "الاقتصادية" مبين محروس وهو مسؤول مبيعات في إحدى مؤسسات صناعة الأبواب الخشبية حيث يقول: يتألف باب الخشب من عدة أمور تتحكم في مواصفاته وسعره حيث يأتي في المقدمة نوع الخشب فيوجد مثلا خشب السنديان أو الجوز، والأمر الثاني هو نوع الحشو فهناك نوعان من أنواع الحشو الأول ويسمى "فونتكس" وهو ألماني ويتميز بأنه يعزل الصوت وقوي جدا وذو ملمس فخم، أما النوع الآخر ويسمى حشو عوارض وهو أرخص من النوع الأول حيث إنه لا يعزل الصوت وتظهر على الباب تعرجات من المصنع بسبب الحشو، ويكمل مبين فيقول: من الأمور التي تتحكم في الأبواب أيضا الحلق الموجود على حدود الباب، فهناك حلق صلد وهو الأغلى والأقوى وهناك حلق سويدي. أيضا يضاف إلى الباب براويز وهي نوعان: برواز صلد وهو الأغلى وبرواز MDF وهو الرخيص, ويضاف أيضا على حلق الأبواب ربل ليخفف من صوت إغلاق الباب.
هذه هي أبرز ما يتعلق بالأمور التي تتحكم في أسعار الأبواب. وعن الأسعار يقول مبين تبدأ الأسعار من أقل باب لدينا بـ 400 ريال للمتر الواحد إلى 3500 ريال لسعر المتر الواحد للباب، ويجدر الاهتمام بالمصنع الذي يستلم التنفيذ حيث إن هناك مصانع رديئة تبيع الأبواب بسعر رخيص وبمواد سيئة.
ثم انتقلنا إلى نوع آخر في سوق الأبواب ويستخدم مادة الفايبرجلاس مادة أساسية لصنع الباب، المهندس أسامة تحدث لنا عن مزايا هذه الأبواب والتي من المفترض أن تخرج مادة الخشب من مصانع الأبواب نهائيا، إذ يقول صممت هذه الأبواب لتعيش فهي مقاومة للماء بعكس الخشب الذي سرعان ما يتلف بسبب الماء وهي عازلة للصوت والحرارة أيضا ومقاومة للنمل الأبيض والتآكل، ويوجد العديد من الأشكال والمقاسات المتعددة وفوق هذا كله فهي تبدو بمظهر الخشب نفسه. ويقول المهندس أسامة نقدم على هذه الأبواب ضمانا لمدة خمس سنوات ويشمل عيب التركيب وعيب التصنيع, ويقول المهندس أسامة تستطيع بعد فترة من الزمن إعادة دهان الباب فيما لو تغير لونه مع طول الوقت وبأسعار جيدة . ويذكر المهندس أسامة أن أسعار الأبواب تبدأ من 1450 ريالا دون الدهان وترتفع الأسعار حسب لون الدهان وحجم الباب وإذا كان يشمل زجاجا أو فتحات تهوية.
وفي نهاية هذا التقرير نرى أن الرقابة من أجل التحكم في جودة الأبواب أصبحت أمرا ملحا .. فهل تبادر الجهات ذات الاختصاص بالاهتمام حيال هذا الأمر؟