قراءات وذكريات ومنتديات شعر!

قراءات وذكريات ومنتديات شعر!

لكلٍ منّا قراءاته المبكرة التي شكلت روحه وأثّرت في مداركه، ولكلٍ منّا ذكرياته التي تزداد حميميةً كلما تقدم به العمر خطوةً للوراء! فالعمر للنقصان وإن بدا للزيادة، هذه القراءات والذكرياته هي حصيلته المعرفية، وتكون أشد تركيزاً حين يكون للمرء موهبةً يسلو بها ويتعايش مع ما حوله من أشياء، ومن كانت موهبته الشعر وأجبرته اللهجة اليومية على الكتابة باللغة المحكية، فإنه لا محالة صائرٌ إلى ما يكره في مشيبه! وسيكون أكثر سئماً من تكاليف الحياة عند الحول الثلاثين، أي قبل المعدل "الزهيري" بـ 50 عام، ذلك أن المشهد المحكي في منطقة الخليج يرفض أن ينمو ويتطوّر مع الحياة من حوله بالسرعة ذاتها في الوصول والتبدّل، هو دائم التبدل ولكن في شخوصه فقط، أمّا على مستوى الإنتاج فما زالت القصيدة الغزلية والتجريب الشكلي ينتظران سقوط غرناطة ليتحوّل الشعر بشكل جذري إلى ملامسة الجوانب الإنسانية الأخرى، كالفقر مثلاً، كالبطالة المؤدية للفقر، كالفساد المؤدي للبطالة المؤدية للفقر، هذه المتراكمات الاجتماعية لم تجذب إليها سوى الصعاليك حتى هذه اللحظة، الصعاليك الذين لا يتعدون أصابع الكف الواحدة، والكثير من هؤلاء القّلة ليسوا بأكثر من انتهازيين أذكياء، رأوا في حاجات الناس مدخلاً مميزاً لهم، فدخلوا منه آمنين! فهم لا يبحثون عن أكثر من الدخول، والقارئ الحقيقي يعرف أنهم ليسوا من الإبداع في شيء، وهنا تتساقط الأصابع حتى لا يبقَى في الكف سوى الخنصر، جولة قصيرة عبر منتديات الشعر ستعطيك انطباعا سريعا بأن الغزل هو الأكثر كتابةً وقراءةً وتأوهات! وكأننا نعيش في الزمن الشاسع بين فتح الأندلس وسقوط غرناطة!

الأكثر قراءة