مندوب ترك العمل: الأطباء لايكتفون بالعمولات ومطالب بعضهم ساذجة
التقت "الاقتصادية" في جدة بأحد مندوبي شركات الأدوية اعتزل العمل في هذا المضمار معللا ذلك بانعدام الأخلاقيات التي يجب أن يتصف بها أناس مسؤولون عن الصحة العامة، وقال المندوب الذي تحتفظ الصحيفة باسمه إن كثيراً من المستشفيات والأطباء يطالبون المندوبين ببعض الامتيازات الخاصة مقابل القبول بتسويق أدوية الشركة على المرضى.
وتابع: "أبرز تلك الامتيازات تتمثل في حضور منتدى علمي قد تتطلب تكاليف حضوره ما يزيد عن 40 ألف ريال، كما أن بعض الأطباء تبدو مطالبهم ساذجة كالحصول على أحدث جهاز جوال أو أجود أنواع الحاسب المحمول إضافة إلى أن بعضهم قد يتطور به الأمر إلى طلب الحصول على مبلغ مالي باهظ إضافة إلى العمولات الصغيرة الناتجة عن البيع بالكمية لعلبة الدواء ".
وأضاف المندوب أن عدد المندوبين في جدة وحدها يقدر بنحو 2500 مندوب مطلوب منهم زيارة عشرة مراكز أو أشخاص يعملون في قطاع الصحة يومياً لافتاً إلى أن عددا لا بأس به من هؤلاء المندوبين لا يشعرون بالراحة في عملهم لإدراكهم أن ما تدفعهم شركاتهم للقيام به أمر مخالف للدين والفطرة خاصة وأنه يتعلق بالغش مقابل الحصول على مكاسب مادية جراء تسويق أدوية لا تجلب النفع أو الضر للمريض.
الأطباء: إجابات مثالية
"الاقتصادية" وجهت السؤال حول قبول الهدايا لأكثر من طبيب في جدة يعملون في مستشفيات حكومية ومستوصفات خاصة، فكانت إجاباتهم متفقة على رفضهم القاطع لأي تعاون قد يبدونه مع شركات الأدوية أو مندوبيها مشيرين إلى أن سؤالا كهذا لا يمكن توجيهه لحاملي رسالة سامية لأنه يبدو قدحاً في شرف مهنتهم.
وكان المندوب الذي التقته "الاقتصادية" قال إن أكثر المتعاونين مع شركات الأدوية هم بعض أطباء المستوصفات الخاصة الصغيرة والذين تقل رواتبهم كثيرا عن نظرائهم العاملين في المستوصفات الخاصة الكبيرة أو المستشفيات الحكومية، لكنه أبان أن أولئك أيضا قد يقبلون تلك الإغراءات إذا ما قدمت لهم.