امبراثور الشعر
بمحض صدفة تابعت بعض القنوات المختصة بالشعر"الشعبي"، والتقيت من خلال الشاشة بأصدقاء لم ألتق بهم منذ زمن طويل، كان أغلبهم في نظري شعراء جيدين، يكتبون الشعر باستمتاع يجعل من قصائدهم كتلة من جمال، وما أدهشني بعد هذا الغياب، أن ملامح الكثير منهم تغيرت، وكأن ترك الشعر بات مطلبا "شعريا"، حيث اختلط لدى البعض الفرق بين "الشعر" والشعَر"، كما أنهم جميعا يلقون قصائدهم بنفس الطريقة، وبنفس حركات اليدين، وبنفس الوقفات، والملامح، وكذلك اتحدوا جميعا من حيث الفكرة!
أصدقائي سابقا كانوا أجمل، وكانوا أصدق، لم أعد أتذكر من تلك المرحلة بعد ما شاهدته سوى شعر جميل كنت أسمعه، رغم يقيني التام أن كل واحد منهم يعتقد أنه بات امبراطورا للشعر حيث تجمع بعض محبيه حوله، وأصبح أكثر قدرة على نسج العلاقات الاجتماعية بمن سيخدم "شعره" و"شَعره"، والواقع أن هذا الشكل ليس إلا امبراثور أغراه احمرار المساند التي يتكئ عليها وهو يغتاب الشاعر السابق فيه!