"الأحيمر" يفتح باب الشتاء ورياح سيبيريا على الجزيرة العربية

"الأحيمر" يفتح باب الشتاء ورياح سيبيريا على الجزيرة العربية

ساد المنطقة الوسطى والشرقية في غضون الأيام القليلة الماضية حرارة شبه معتدلة خلال النهار وبرودة محسوسة في آخر الليل خلال الأيام المنصرمة إلا أن هذا الاعتدال لم يدم طويلا بسبب موسم غياب النجم الأحيمر في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري وهذا النجم سمي بالأحيمر عند العامة لأنه احمر اللون ويسمى عند أهل الفلك بقلب العقرب وهو نجم كبير وواضح في السماء، وموجود جل أيام السنة، ويمكن مشاهدته من جهة غروب الشمس قبل انغماسه في شعاعها وكل ليلة عن ليلة ينزل وينخفض إلى أن يختفي في حمرة شعاع الشمس يوم 11 تشرين الثاني (نوفمبر) تقريبا ويختلف هذا التوقيت على حسب الموقع الجغرافي ويسمونه خفوق الأحيمر أو غروب الأحيمر ويقع هذا النجم في برج العقرب، ويختفي هذا النجم في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) ويظهر في 25 كانون الأول (ديسمبر( .. يعني يختفي 40 يوما تقريبا وبظهوره قبيل شروق الشمس بداية البرد الفعلي وهو موعد دخول النجم الثاني من موسم المربعانية وهي من الفترات الباردة حيث تلبس الملابس الشتوية الثقيلة وهو مؤشر على أقصى طول الليل و قصر النهار كما تبدأ البرودة الشديدة في أخذ مداها وأنواء المربعانية ثلاثة من برج العقرب، أولها نجوم الإكليل وهي نجوم ثلاثة مصطفة على رأس العقرب تظهر عند الفجر، وثانيها القلب وهو نجم الأحيمر النجم الرئيسي في العقرب، وثالثها الشولة وهي مجموعة نجوم تبدو كأنها ذيل العقرب وعلى رأسها أبرة العقرب التي تلسع بها وتظهر في كانون الثاني (يناير) وتحدد بداية الموسم المعين بأول ظهور نجومه قبل انتشار ضوء النهار وهو أول موسم مشاهدة النجم خلال السنة ثم يبدأ النجم بالتبكير يوما بعد يوم حتى يبدأ بالمغيب قبل الشمس ثم يكون تواجده في السماء أثناء النهار حتى يكون شروقه آخر الليل قبل انتشار ضوء الصبح (وهذه النقطة الأخيرة هي التي تسمى فيها مواقع ومواسم النجوم).
وفي غياب النجم الأحيمر ينتهي الفصل الحار غالبا حيث تسبق غيابه رياح جنوبية شرقية رطبة حارة تتحول بغيابه إلى شمالية غربية باردة يموج فيه البحر بصور مفاجئة الأمر الذي يجعلهم يحذرون أشد الحذر من ركوب البحر خلاله ويلاحظ أن الليل يكون باردا بينما يكون النهار دافئا ، تهب خلال هذه الفترة رياح مفاجأة ربما تجبر الناس على أن يرتدوا ملابس الشتاء وفي موسم الأحيمر موعد دخول المنخفضات الجوية الشمالية ففي بطاح سيبيريا في روسيا يستوطن هناك مرتفع جوي يدخل علينا منه لسان من هواء بارد ويمر على مساحات واسعة وشاسعة من المناطق الجرداء الباردة والمغطاة بالثلوج مثل تركيا وبلاد الشام وحوض البحر الأبيض المتوسط فيحمل في طياته الغبار والبرودة الشديدة ويتأثر به العراق والكويت وشمال ووسط المملكة ولا يصل إلى بقية دول الخليج.
والملاحظ هذا العام أن المطر شحيح في أول الوسم وذلك بسبب الجفاف السائد وما زلنا نعيش في مواسم هطول الأمطار على المملكة ومن العادة أن الأمطار تسقط على المملكة أثناء فصلي الشتاء والربيع إلا أنه من الممكن سقوط أمطار صيفية على أجزاء من المملكة وجل أمطار المملكة شتوية لأنها تتبع مطريا حزام منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط علما بأن معظم بلاد الأرض تكون أمطارها صيفية كما هو الحال في جنوب المملكة. والسبب الذي يجعل أمطار حوض البحر الأبيض المتوسط قاصرة على فصل الشتاء هو أن هذا الحوض يقع في أغلب العام في مهب الرياح التجارية الجافة ولكن في فصل الشتاء تزاح الدورة العامة للرياح كلها صوب الجنوب متبعة في ذلك الوضع الظاهري للشمس التي تكون في وضع عمودي على مدار الجدي وبذلك يدخل حوض البحر المتوسط تحت تأثير الرياح العكسية المطيرة التي تهب على أوروبا.
ومما تجدر الإشارة إليه أن غزارة الأمطار عادة ما تتركز في موسمي العقارب والحميمين الأمر الذي يجعل الكوارث تتركز خلال هذين الموسمين.

الباحث الفلكي
عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك

الأكثر قراءة