من الألف إلى "التسميس".. قصة "قصيدة التحدي" بلا رتوش
وكما نعرف أن الشعر ليس بعبد للشعراء ولا هو بسيدهم، كما جاء في بيت شهير لداهية الشعر فهد عافت، إلا أننا لنثبت عكس ما قاله، لن نعتمد على نظريات فيزيائية أو كيميائية، بل هي الوقائع وحديث عقل من يقرأها ويربط بينها، سيميز "عبيد" الشعر وأسياده!
المتابع ومحب الشعر هو الضحية الحقيقية لقضية "تسميس" الشعر، وجعله سلعة تدر دخلا وفيرا على "التاجر" من خلال تحريك الإعلام، وتشعير الـ SMS! فخرجت لنا "حكايا" و"قصص" إن رواها أصحابها ندموا، وإن صمت المتلقي تخلى عن صدقه مع نفسه التي تابعت بشغف وحلمت بأوكسجين نقي، ليجدها بعد الصمت تتساءل على طريقة عادل إمام "أنا فين يا قدعااان"؟
اليوم كتبنا لكم "وصفا" لما حصل، دون أن نلجأ لما نملك من حقائق غير موثقة إما لرفض أصحابها الحديث، أو إساءتها لأشخاص طلبوا منا عدم ذكر أسمائهم، لذلك سنكتفي بوصف تقريري لما ورد، وافهموا كما تشاؤون!
استبشر متابعو الشعر المحكي خيراً بخبر ترؤس الشاعر فهد عافت ومشاركة الشاعر نايف صقر في لجنة مسابقة شعرية قيل إنها جاءت لتتحدى فسمّيت بقصيدة التحدّي عطفاً على ذلك، وابتدأ مشوار الأحلام والخيالات والتصاريح والتحدّي، والحقيقة تقول إن أجمل أخبار هذه المسابقة كان الخبر الأول الذي أكد مشاركة فهد عافت ونايف صقر في لجنة تحكيم البرنامج، إلاّ أن الأخبار السيئة والتضارب في المواعيد والوعود بدأت تلوح في أفق المسابقة حتى انعدمت الرؤية في الأيام الأخيرة التي سبقت الإعلان عن انسحاب عافت وصقر من اللجنة، ولو عدنا بالذاكرة قليلاً إلى الوراء لتذكرنا أن مسؤولي البرنامج قالوا في بداية الأمر إن البرنامج برنامج شعر أيّاً كانت لغته أو مكان شعرائه، حتى أنهم أكدوا أنه بإمكان شعراء الفصحى المشاركة في البرنامج.
منع شعراء الفصحى
حين حضر شعراء الفصحى تحدوهم الأماني بالتقاط شيء من ضوء الشعر الذي هرب منهم، تمّ الاعتذار لهم بعد الاتصال السريع بدبي، بعدها أكملت اللجان الفرعية لقاءاتها وأجازت من أجازت واستبعدت من استبعدت، والفكرة الحاضرة لدى الجميع أن اللجنة الرئيسة ستجتمع لتأهيل 24 شاعراً للنهائيات التي ستقام في أول يوم جمعة من شهر رمضان، الخبر السيئ الثاني كان العقد الابتدائي الذي طُلب من جميع الشعراء المشاركين التوقيع عليه والذي يتضمن شرطاً جزائياً يقدر بـ 250 ألف ريال سعودي الأمر الذي جعلنا نتصل بمحامي القناة الذي أكد لنا في لقاء نشر قبل شهرين من الآن أن هذا الشرط هو لحفظ حقوق القناة ولن يتم تطبيقه إلاّ في النهائيات، الخبر السيئ الثالث الذي صدم الشعراء المشاركين هو حين بدأت القناة في عرض الحلقات التسجيلية لمقابلات اللجان الفرعية مع الشعراء ووضع رقم للتصويت لكل شاعر شارك في التصفيات الأولية حتى الذين لم تجزهم اللجنة الفرعية! هذه الخطوة كانت النذير الأول بوجود تخبطات وقرارات عشوائية ستعرض البرنامج للفشل.
انسحاب الثبيتي
انسحاب الشاعر فهد الثبيتي الذي يعُرف بأنه صاحب فكرة البرنامج ثم عودته من خلال الشركة الراعية للبرنامج وهو الخبر الذي جاء في ثناينا حوارنا معه قبل شهر من الآن في صفحات بالمحكي، بعد كل هذا الجدل بدأت الأمور في الأرجحة، صرّح الأمير سعد بن عبد الله بن مساعد رئيس مجلس إدارة شركة سيتاف الشركة الراعية للبرنامج أن التأهل للبرنامج سيكون عن طريق التصويت وليس عن طريق لجنة التحكيم الرئيسة، وعند سؤال أحد الصحافيين للأمير سعد عن سبب غياب فهد عافت، طلب الأمير من الصحفي عدم إكمال السؤال في إشارة واضحة للمتابعين بوجود خلافات بين القناة والشركة الراعية من جهة ولجنة التحكيم من جهةٍ أخرى.
الأخبار السيئة تتوالى
بعدها بدأت الأخبار الساخنة في التتالي، فقد أعلن فهد عافت انسحابه من البرنامج احتجاجاً على أمور كثيرة كان أهمهما إغفال القناة للقائمة الرئيسة للمتأهلين الذين تمّ تأهيلهم بشكل مباشر للبرنامج دون الحاجة إلى التصويت، ثم تلى ذلك تصريح لمصدرٍ غير معلوم من قناة فواصل لوكالة الشعر أشار فيه إلى أن انسحاب فهد عافت كان من أجل عدم حصوله على جنسية تخوله التنقل بحرية الأمر الذي ساء الكثير من القرّاء كون مثل الأمر الإنساني ليس مجالاً للسجال الإعلامي وتبرير الأخطاء أو تسجيل موقف، أعقب هذا تصريح لمالك قناة فواصل "خالد المطيري" في صحيفة الرياضية كان أقل حدةً وإساءة في لفظه ومعناه نتيجة اختلاف طبيعة المكان الناشر للتصريح حيث تحدث أيضاً "بانتقاء لغوي" عن انسحاب فهد عافت من البرنامج وأنه بسبب عدم حصوله على جواز سعودي، ملمحا إلى أن عافت طلب من المسابقة ذلك وهو الأمر الذي لم يحصل كما ذكر الشاعر نفسه، بينما شن هجوماً عنيفاً على الشاعر نايف صقر قال فيه إن صقر أقل من أن يكون عضواً في لجنة تحكيم البرنامج، وأن الشخص الذي فاوض نايف صقر ووقع معه وسلّمه مقدم العقد لم يكن مخولاً بذلك، وهو ما أثار استياء كثيرين يرون في الشاعرين الكبيرين قدوة ثقافية واجتماعية كبيرة، ولهما تاريخ حافل في نشاط الحركة الثقافية السعودية لا ينكره عليهما أحد، إضافة إلى أنهما مبدعان وهو ما يتفق عليه الجميع، وهو الأمر الذي يتنافى مع ما ذكره المطيري نفسه في بداية المسابقة عن الشاعرين!
الخبر الأسوأ.. جميل!
الخبر الأسوأ للمسابقة - الأجمل لبعض المتابعين - على مدى أحلام وأيام هذا البرنامج كان خبر اعتذار الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن عن رعاية الحلقة الافتتاحية للبرنامج التي سيكون موعدها اليوم، بعد أن روجت القناة عبر إعلانات مدفوعة في الصحف على مدى أيام أن مهندس الكلمة سيحضر الحفل الافتتاحي للمسابقة، وهو أمر لم يمنع بعض محبي البدر من الفرحة لأنهم يرون أكبر بكثير من حضور مسابقات مشاكلها تسوق لها قبل أن تبدأ!
الأخبار التي نقلتها بعض الصحف والمنتديات الإلكترونية تقول إن من سيخلف فهد عافت ونايف صقر في لجنة تحكيم البرنامج هم طلال السعيد، سليمان المانع، صالح الشادي، ومسفر الدوسري، ورغم جمال هذه الأسماء وتأثيرها وشاعريتها، إلا أن متابعين يرون أن هؤلاء سيخسرون كثيرا من جماهيرتهم التي كسبوها بعرق "شعرهم" بسبب نظام المسابقة الذي لا يضع لأصواتهم قيمة أمام الـ SMS!