استشاري تغذية يحذر من خطورة "الأملاح الهائلة" في الوجبات السريعة
يقوم كثير من الآباء بمكافأة أطفالهم بوجبات سريعة وهم لا يعلمون أنهم بذلك يعرضون هؤلاء الأطفال إلى مخاطر جمة.
فقد ذكرت جماعة كاش أو"عمل جماعي حول الملح والصحة" أن وجبة واحدة من "بيتزا هت" تحتوي أربعة أضعاف الكمية المسموح بها لطفل السادسة أن يتناولها في اليوم كله. بينما تزداد النسبة في وجبة من محال "كنتاكي فرايد تشيكن" وتنقص في "الوجبة السعيدة" من محال "ماكدونالدز".
وكانت جميع محال الوجبات الجاهزة قد أعلنت أنها قد خفضت كميات الملح بشكل كبير في منتجاتها في الأعوام القليلة الماضية.
وبناء على ما ذكره موقع BBC فإن الحكومة البريطانية تحدد أقصى كمية للملح المسموح بتناوله بستة جرامات يوميا للفرد من الكبار، وخمسة للطفل ما بين سن السابعة والعاشرة، وثلاثة جرامات للطفل بين سن الرابعة والسادسة من العمر.
وكمية الملح التي تستهلك في وجبة واحدة تتجاوز ضعفي الحد المسموح به للفرد من الكبار وأربعة أضعاف المسموح به للطفل في السادسة من العمر.
ودعت "كاش" جميع المطاعم إلى توفير معلومات حول المواد الغذائية حتى يختار الناس ما يتناولونه عن علم بمحتوياته، وتساءلت: "كيف يمكن لهذه الشركات أن تبرر بيع وجبة غذائية تتجاوز فيها كمية الملح المسموح بها للكبير أو الطفل على مدى اليوم كله؟"
من جانبه حذر الدكتور خالد بن على المدني استشاري التغذية العلاجية ونائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية من ارتفاع مستوى الصوديوم –ملح الطعام- موضحا أن لذلك آثارا سيئة تتمثل في تأثير هذه الأملاح في مستقبلات العطش الموجودة في المخ مما يجعل الشخص يشعر بالعطش ويتناول كميات كبيرة من الماء تخرج مع البول، كما أكد أن ارتفاع مستوى الصوديوم في الدم يؤدي بالتالي إلى ارتفاع ضغط الدم، موضحا أنه من الممكن أن تكون الجرعات الكبيرة من الصوديوم والمكونة من عدة جرامات لكل كيلو جرام من وزن الجسم سامة ومميتة، كما يحدث التسمم للأطفال بأخذهم جرعات أقل من ذلك بكثير وذلك لأن الكلى عندهم ليست مكتملة النمو والتطور ومحدودة القدرة في التخلص من الصوديوم بسرعة.
وعلى عكس ذلك أوضح استشاري التغذية العلاجية إلى أن نقص الصوديوم "عوز الصوديوم" إذا لم يعوض بتناول سوائل تحتوي على الملح أو بزيادة الملح في الطعام فإن النتيجة تكون في تشنجات عضلية خاصة في القلب وضعف عام وصداع وشعور بالغثيان.
وأضاف المدني أن الصوديوم ضروري لجسم الإنسان حيث إنه يعمل على المحافظة على التوازن الحامضي القاعدي في سوائل الجسم كما يقوم بدور مهم في تنظيم الضغط الأسموزي لسوائل الجسم والدم، والمحافظة على توازن السوائل في خلايا الجسم، وينظم ذلك حركة دخول السوائل إلى الخلايا وخروجها منها، كما يلعب الصوديوم دورا مهما في تنظيم نفاذ أغشية الخلايا في أثناء امتصاص معظم العناصر الغذائية، كما يقوم بالإسهام في نقل النبضات "الإشارات" العصبية.
ويتوافر الصوديوم –كما قال د. المدني- في الأطعمة الحيوانية أكثر من الأطعمة ذات المنشأ النباتي الغنية بالبوتاسيوم، وفي مقدمة الأغذية المصنعة الغنية بالصوديوم: الجبن واللحوم المملحة المدخنة، وكذلك الأغذية المعلبة المضاف إليها الملح كمادة حافظة ومحسنة للطعم، كما أن بعض الخضراوات كالشمندر والجزر والكرنب والكرفس والبنجر والسبانخ تحتوي على مقادير لا بأس بها من الصوديوم، ويعد ملح الطعام (كلوريد الصوديوم) هو المصدر الرئيسي للصوديوم في جسم الإنسان.