الأحد, 4 مايو 2025 | 6 ذو القَعْدةِ 1446


نحتاج لمعايير ونظم للبرمجيات مع دعم الدراسات العليا والبعثات في علوم الحاسب

المحتوى العربي على الإنترنت هو الأقل بين اللغات الحية كافة، ويعكس حال الأمة من تقدم أو تأخر في العلوم كافة، وفي السنوات الأخيرة زاد عدد مستخدمي شبكة الإنترنت العرب لـ 30 مليون مستخدم وهذه نسبة ضعيفة جدا قياسا باللغات والشعوب الأخرى مما يؤثر سلبا في إثراء المحتوى العربي، ولضعف البنية التحتية للاتصالات في كثير من الدول العربية أثر في ضعف المحتوى العربي ووضعه بصورة رقمية وفي متناول الجميع،على الرغم من أن ربع السكان السعوديين يستخدمون الإنترنت ويشكلون 22 في المائة من المستخدمين العرب ووسائل إثراء المحتوى العربي وحوسبة اللغة، من أجل ذلك جمعت "الاقتصادية" نخبة من الخبراء لوضع الحلول والتوصيات وإلى الندوة:

ما المحتوى العربي الرقمي وما طرق إثرائه؟
الوكيل: المحتوى العربي يشمل أمرين كل ما يتعلق بالثقافة والحضارة العربية وهذا بالتالي لا يعني أنه يكون مجرد محتوى لغوي بل كل ما يتعلق بالحضارة والثقافة العربية سواء بالعربية أو بلغات أخرى إذن المحتوى العربي قد يشمل الموروث الثقافي للحضارة الإسلامية وهناك تبادل وثيق بين الإسلام الدين الخالد والحضارة العربية ما ورث في تاريخ المسلمين بجملته هو موروث عربي في وعائه اللغوي وهذا يمثل كما هائلا من المحتوى في اعتقادي كل ما يمثل الحضارة الثقافية العربية سواء كان باللغة العربية أو غيرها أو الموروث الإسلامي كل هذا يمثل محتوى رقميا عربيا.
طرق إثرائه: لا أتصور أن لدينا مشكلة إثراء في المحتوى بقدر طرق الاستفادة من هذا المحتوى المتوافر بوسائل غير إلكترونية ووسائل تقليدية، كتب أو مخطوطات بشكل ثقافة سائرة في المجتمعات العربي، نقل هذا على شكل إلكتروني ورقمي على شبكات الإنترنت وغيرها من شبكات الحاسب حيث تكمن المشكلة في نقل المحتوى العربي من أشكال تقليدية إلى صور إلكترونية معاصرة.
العبد الجبار: المحتوى العربي الرقمي هو كل ما يمكن أن يتم تبادله عبر الوسائل الرقمية سواء كان ما يتعلق منه بالمحتوى المرتبط بالثقافة والدين والتراث بشكل عام أو ما يتعلق منه بالجوانب الاقتصادية سواء كانت معلومات متعلقة بالإحصائيات أو معلومات يحتاج إليها الجانب الاقتصادي بأشكالها المختلفة أو تكون ترفيهية فيما يتعلق بالجانب الترفيهي، سواء كان على محتواها النصي أو المحتويات الأخرى المختلفة، أيضا المحتوى العربي الرقمي يشمل الخدمات المتعلقة بالخدمات الموجهة من قبل الجهات الحكومية للجمهور أومن الشركات والجهات الأخرى الخدمية بالإضافة إلى ما يتم تبادله بين الناس على شبكات الإنترنت أي بين جمهور وآخر وكثير من التركيز في الإنترنت على الخدمات التفاعلية على الجانب التفاعلي في الإنترنت كل ما يتعلق بما يسمى "بالويب" هو عبارة عن التفاعل بين الناس، حيث إن المحتوى ليس فقط ما يرد من جهة إلى مجموع بلدان المجموع كله أصبح يتفاعل ويوجد محتوى، وطرق الإثراء للمحتوى العربي هو جزء من التنمية والتحفيز وتشجيع الاستفادة من شبكات الإنترنت بشكل عام وما يتعلق بخلق الأدوات والوسائل التي تشجع وتحفز على تنمية المحتوى سواء كان مشروعا متعلقا بالخدمات حيث الخدمات تجعل هناك إقبالا أكبر وبالتالي يوجد جمهور أكثر. وعندما نتحدث اليوم عن بعض الخدمات التي تعمل على شبكات الإنترنت سواء محتوى عربي أو غيره قبل ثلاث سنوات كانت غير مجدية لأنها لم تحصل على الجمهور الكافي الآن أصبح هناك جمهور كبير وتعددت الاهتمامات وأصبح بالإمكان خلق محتوى متخصص في أجزاء مختلفة وبالتالي كل ما يتعلق بتطوير وتنمية وتعزيز تفاعل الناس باستخدام شبكات الإنترنت، وهذا يخدم بشكل مباشر أو غير مباشر إثراء المحتوى، بالإضافة طبعا إلى الدعم الموجه من قبل الجهات المعنية بتعزيز تنمية الثقافة سواء من الجمعيات الأهلية أو الجهات الحكومية وتعزيز نشر ما يتعلق بالعقيدة والموروث الوطني بشكل عام، أو المعلومات التي يحتاج إليها المجتمع سواء معلومات إحصائية أو خدمية وأدلة وغيرها.
العقيلي: المحتوى هو كل ما يبرر استخدام الحاسبات والشبكات يسمى محتوى، وحديثا وضعت عدة مقومات لمجتمع المعلومات وهذه الموقومات الرئيسية كانت أربعة محاور الأول منها العنصر البشري وهو المتدرب والثاني البنية التحتية والثالث حق الوصول إلى الشبكة والأجهزة أي توافر تقنية الاتصالات والأجهزة للمستفيدين والعنصر الرابع وهو العنصر الفعال الذي أحيانا يغفل هو عنصر المحتوى، بهذا التعريف يكون المحتوى عبارة واسعة تشمل كل أغراض تقنية المعلومات بما فيها المحتوى والخدمات وكل استخدامات تقنية المعلومات وفي ندوة الحاسب واللغة العربية، وعن المحتوى العربي غالبا يركز المجال في الخدمات والمعلومات المقدمة للجمهور العربي التي غالبا ما تكون باللغة العربية وتشمل كل المعلومات التي يمكن أن يكون فيها عبر أجهزة تخزين مثل CD وعبر الشبكات مثل الإنترنت والأجهزة وغيرها وتشمل الإرث الثقافي وكل المعلومات والخدمات التي يمكن أن يستخدمها المواطن العربي، وحدد في ثلاث قنوات رئيسية لزيادة وإثراء المحتوى: الأول ما يسمى تجميع المحتوى، ويقصد به تجميع المحتوى القديم الموجود مثل الكتب والمعلومات القديمة من مدونات ومخطوطات وتحويلها إلى صورة رقمية، أما المجال الثاني فهو إيجاد محتويات وتطبيقات وخدمات جديدة، فيما يركز المجال الثالث على إثراء المحتوى هو استقطاب المحتويات غير العربية ووضعها في قالب يخدم المستخدم المحلي والعربي فمن يريد أن يثري المحتوى العربي يجب أن يعمل على تشجيع ووضع البيئة الجيدة لهذه الجوانب الثلاثة.
الغامدي: المحتوى العربي الرقمي من اسمه، وهذه الكلمات الثلاث وكل واحدة لها دلالتها ومعناها، والمحتوى هو المخزون وتكوين شيء معين، والعربي تكون له علاقة باللغة العربية والعرب بشكل عام، والرقمي مخزن على شكل إلكتروني، إذن هو كل ما حفظ بطريقة إلكترونية وله علاقة باللغة العربية وقد يكون هذا المخطوط هو نصوص عربية مكتوبة بغض النظر في أي عصر وعن أي موضوع كتبت، وتشمل الأدب أو العلوم أو الدين، وقد تكون نصوصا أو صورا أو ملفات صوتية أو ملفات أفلام، ويحفظ على صورة رقمية إلكترونية، وكيف يمكن إثراء هذا المحتوى؟ في حقيقة الأمر المحتوى العربي فقير جدا مقارنة بالثقافات الأخرى مثل الفرنسية اليابانية والكورية والصينية إضافة إلى الإنجليزية، هناك فرق شاسع جدا بينما هو موجود باللغة العربية وما هو قائم على كثير من اللغات المعاصرة ،وهذا العجز الكبير في المحتوى العربي لا بد أن تردم هذه الفجوة في التأخر الرقمي، وطريقة إثرائها ليس على جهة معينة أو مؤسسة حكومية أو أهلية وحدها تستطيع أن تثري هذا المجتمع بل هي مسؤولية الجميع.

هل هناك عجز في المحتوى العربي عن محتوى جميع اللغات المعاصرة؟
الغامدي: نعم المحتوى العربي لديه عجز عن جميع محتويات اللغات المعاصرة هناك عجز كبير جدا وهو أدنى بكثير عن باقي اللغات، والسبب التأخر الذي تعيشه الأمة بشكل عام حيث المحتوى يعبر عن وضع الأمة بشكل عام إذا كانت الأمة تعيش بشكل متأخر نسبيا عن الحضارات والثقافات الأخرى فلا بد أن يكون المحتوى أيضا حيث المحتوى هو انعكاس لتقدم الأمة أيا كانت هذه الأمة، ولا بد أن تكون كل الجهات لها دور في إثراء المحتوى مثل التربية والتعليم والجامعات ووزارة التعليم العالي المؤسسات الأهلية والجمعيات الأهلية والجمعيات العلمية لها دور في إثراء المحتوى كل حسب تخصصه ومجالات المعرفة المختلفة من هندسة ودين وأدب، إذن المحتوى هو مجهود مشترك تعاوني بين مؤسسات مختلفة ولا بد من جهة معينة قوية في الدولة تستطيع أن تدعم فكرة إثراء المحتوى، والمسؤولون في السعودية يهتمون بتقنية المعلومات واللغة العربية وهناك توجه في هذا الاتجاه وبدأ يفعل من قبل بعض المؤسسات في المملكة لكن لا يزال أمامنا طريق طويل جدا في إثراء المحتوى العربي.

هل حال الأمة العلمي والاقتصادي يؤثر بحجم المحتوى وبالتالي لن يتم إثراء المحتوى قبل التطور في المجالات كافة؟
الغامدي: هذا صحيح إلى حد ما لا بد أن يكون هناك تقدم في جميع المجالات، تقدم صناعي، اقتصادي وعلمي، لأن هذه منابع المعرفة التي تصب في المحتوى.
الكنهل: المحتوى عبارة عن المعلومات التي يتم تبادلها عبر شبكة الاتصالات، وإذا تحدثنا عن المحتوى العربي فهناك المعلومات العربية التي يتم تبادلها عبر شبكة الاتصالات، وهناك مصادر عدة لهذا المحتوى قد يكون عبارة عن النشر الإعلامي والحكومي والنشر التجاري والأكاديمي والبث المرئي والصوتي عن طريق التلفزيون والإذاعة والإنترنت أو قد يكون في الوسائط المتعددة، والمحتوى الرقمي العربي في وضعه الحالي يعتبر فقيرا حيث يعكس الحال للمحتوى الورقي الموجود ويعكس حالة الأمة علميا وصناعيا وفي المجالات كافة، وطرق إثراء المحتوى العربي. والسؤال ما العوائق التي تقف أمام إثراء المحتوى العربي حاليا؟ هناك نقطة لم يتطرق لها الزملاء، هناك ضعف في مجال البحث والتطوير في حوسبة اللغة العربية، وأتصور أن هذا مجال مهم في إثراء المحتوى العربي وهذه الأدوات التي ستتطور عن طريق البحث والتطوير في حوسبة اللغة العربية وستفيد إثراء اللغة العربية من ناحية تطوير أدوات خاصة بالترجمة وأدوات خاصة بمعالجة اللغة العربية، ومن العوائق التي تقف أمام المحتوى العربي والمحلي بشكل خاص تلك التي تتعلق بصناعة المحتوى، نحن نتحدث عن الصناعة المعلوماتية صناعة المحتوى المحلي هناك عوائق تقف أمامها،وهناك إشكالية في الدخول على الإنترنت والبنية التحتية غير مكتملة في بعض المناطق وهذه الإشكالية تؤثر في إيجاد العدد الكبير من الناس المستخدمين مما يشجع بدوره الجهات أن تضع محتوى رقميا متميز لعرضه على الإنترنت.
مداخلة العقيلي: شخّص أحد الأسباب لضعف المحتوى العربي ضعف المحتوى التقليدي الورقي وهذا صحيح، وأهم من ذلك تأخر انتشار خدمات الاتصالات في الدول العربية، كان عدد المستخدمين لشبكة الإنترنت قليل ولكن في السنوات الأخيرة زاد عدد المستخدمين 30 مليون مستخدم عربي للإنترنت وهذا سيسهم في مشاركة الجمهور العربي في إثراء المحتوى العربي، الأمر الآخر أن نسبة النفاذية في الإنترنت لدينا في المملكة في الفترة الأخيرة ارتفعت نحو 5.5 مليون مستخدم للإنترنت وهذا سيوجد سوقا أكبر لمن يريد الاستثمار في صناعة المحتوى العربي.

ما وضع البنية التحتية لحوسبة اللغة العربية وما عوائقها؟
الوكيل: هناك أشياء تتعلق ببنية الاتصالات عموما وجود اتصالات متقدمة سهولة الوصول إلى شبكة الإنترنت، هذه متطلبات عامة للاستفادة من الشبكة، وهناك احتياجات خاصة وهي إجراء بحوث أساسية في حوسبة اللغة العربية تنتج عنها أدوات لغوية حاسوبية عربية هذه ما زالت في مرحلة المهد، لا يتوافر حتى الآن العدد أو العمق الكافي لدراسات لغوية حاسوبية تنتج عنها أدوات برمجية وتطبيقات متقدمة، والعوائق هي عدم توافر بنية اتصالات وطرق الوصول للإنترنت وغلاء أسعار الإنترنت ومعظم التراخيص لشركات الاتصالات تكاليفها عالية جدا وهذا ينعكس على المستهلك لماذا لا يكون الترخيص منخفض السعر حتى يصل في النهاية إلى المستهلك بسعر أقل، ومن المهم جدا أن تتاح للفرد أو المستهلك العادي سهولة الاتصال وبتكلفة معقولة هذه يسهل بناء تطبيقات عربية، والعامل الأساس التركيز على بحوث متخصصة في الحاسوب، ولدينا فكرة في جامعة الملك سعود في الحاسب لإنشاء معمل وطني للحاسب في اللغة العربية ويكون بصورة متقدمة جدا ويضاهي المعامل الدولية المشهورة في مجالات عدة، وهذا المعمل ينشأ في أحد الجامعات وتتعاون مع هذا المركز كل الجامعات والكليات المتخصصة ويوفر الدعم والتمويل، للأسف هذه الفكرة على ورق لم تخرج إلى النور، مثل هذه الأمور هي التي ستطور الحاسوب في اللغة العربية وتطبيقات المحتوى العربي.

ما عوائق فكرة إنشاء مركز الحاسب في جامعة الملك سعود؟
الوكيل: إدراك أهمية البحث في مجال الحاسوب في اللغة العربية وتطبيقات المحتوى العربي ليس منتشرا على نطاق واسع، والسبب تعطى أولويات في مجالات أخرى للبحث ولا يعطى مثل هذا الجانب مع أنه في رأينا أن البحث العلمي في مجالات الحاسوب والمحتوى له ميزتان كبيرتان: الأولى لدينا العقول القادرة على إنتاج أشياء جيدة ،وبناء مثل هذا المركز لا نضطر إلى بناء وتجهيز كبيرين مثل الصناعات الثقيلة، فقط نحتاج إلى عقول نيرة وهذا والحمد لله موجود، الأمر الآخر أننا نحن وسوانا في العالم متساويان فأبحاث اللغة ما زالت في المهد و(الويب 2) مبني على استخدام خصائص اللغة وما زال حتى في الغرب في مرحلة البداية فنحن وإياهم ننطلق من مرحلة واحدة بعكس أبحاث أخرى تجدهم فيها متقدمين علينا في مراحل هائلة مثل المجال الطبي وصناعة الدواء, لكن لو بدأنا في الأبحاث اللغوية نحن وإياهم في المستوى نفسه نستطيع أن نحقق الذي لديهم وربما أفضل, توقعي ربما الوعي بأهمية البحث في اللغة العربية، وتوافر مواد الدعم وأيضا إيجاد بيئة محفزة للباحثين في هذا المجال وينبغي أن يوضع ذلك كهدف.

أليست هناك في البنية التحتية عوائق؟
الوكيل: البنية الأساسية ضرورية وإذا لم تتوافر بصفة جيدة تعتبر عوائق عامة وهي سهلة الحل إذا خطط لها, أما العوائق الخاصة فهي تحتاج إلى إخصائيين والبحث العلمي وتطوير أدوات برمجية مبنية على التخصص العميق، وهذا يحتاج إلى تركيز وعقول وتمويل وإلى وضع أداة محددة من خلال قطاعات المجتمع سواء الخاصة أو العامة أو الجامعات ومراكز البحث العلمي وأعجبتني معلومة عن جامعة الملك عبد الله وهو أن أحد المراكز البحثية في حوسبة اللغة العربية وهذه فكرة رائدة وأتمنى أن ينقل فكرة المعمل العربي من جامعة الملك سعود إلى جامعة الملك عبد الله حيث قد يتاح لهذه الفكرة أن ترى النور.
العبد الجبار: هناك عدة أمور لوضع البنية التحتية لحوسبة اللغة العربية, وهناك أشياء متاحة وليست فيها إشكالية تقنية مثل موضوع تخزين اللغة العربية ونقلها وتحويرها بين البيئات المختلفة، كانت في السابق إشكالية ولكن مع توافر المعايير الخاصة المشكلة انتهت على الرغم من أن هناك تطبيقا للمعايير، إلا أنه للأسف الشديد التطبيق ليس موحدا مثل شركة "ما يكروسوفت" تضع ما تراه مناسبا، وشركات أخرى يختلف فيها هذا المناسب, وبحكم أن "مايكروسوفت" هي الطاغية في مجال صناعة الحاسبات أصبحت قادرة على أنها تجمع الآخرين حولها لكن ليس بالضرورة أن ما تضعه قد يكون الأنسب والأسلم, وللأسف لا يوجد هناك استغلال للسلطة والقدرة المتاحة لدى الجهات المشرعة والمقننة في السعودية لاتخاذ الأنسب ووضع معايير واضحة لهذا البرنامج أو غيره ويحكم على البرامج التي تباع إذا لم يكن تطبيقا لمعايير معينة لن يقبل بها في الجهات الحكومية لو طبق هذا الأمر الجميع سيتبع لأنه لا تترك سوق واعدة ومهمة مثل السوق السعودية.

ما هذه المعايير؟
العبد الجبار: المعايير والمعارف التي تطبق مثل حفظ نص عربي على الحاسب الآلي مثل أي لغة أخرى استخدام رمز وتجميع معين للدلالة على الحروف والأرقام في اللغة الإنجليزية مثل حرف A معروف في كل تطبيقات الحاسب الآلي وتحت كل نظم التشغيل، التكوين التالي معناه A يختلف عنه, في اللغة العربية لا يتم ذلك, برنامج يقول هذا وآخر مختلف عنه وثالث آخر وغيرهم وهناك إشكالية في عملية التشكيل للغة العربية حيث عند إرسال رسالة في البريد الإلكتروني يجب أن يبذل نوع من الجهد حتى يطلع عليها لاختلاف المعايير والبرامج.
من الضرورة فرض التوحيد في البرامج والمعيار عادة وليس بالضرورة أن يكون هذا المعيار هو الأفضل، ولكن الأهم أن يكون المعيار يتبعه الجميع وهذا يجعله ذا قيمة وهذا غير مطبق للأسف, الأمر الآخر ضعف صناعة المحتوى وصناعة تقنية المعلومات في العالم العربي حيث العالم العربي بشكل أساسي متلق وليس نشطا بشكل كبير في الإنتاج لمخرجات عربية أو منتجات عربية، هناك جهود ولكن في المجمل صناعة الحاسب الآلي في العالم العربي ضعيفة جدا أيضا إذا كان حديثا عن البنية التحتية للحاسب ينعكس عليها بعض العوائق الموروثة من وضع اللغة كلغة, رأينا في بعض طرق الرياض لوحات إلكترونية تعطيك التاريخ والوقت ودرجة الحرارة ويمكن مستقبلا أن تشعرك بدرجة الازدحام أمامك, وموقع الخلل في الحفاظ على اللغة إذا استخدمت بشكل ركيك أو استخدمت اللغة الإنجليزية ليست هناك رقابة من أي جهة لها سلطة تضمن أن الجميع بالفعل يحوسب اللغة بكل تطبيقاته, وفي كل العالم اللغة الأصلية للبلد تقدس وتحترم وتدعم من قبل كل الجهات ولا أحد يستطيع أن يتهاون في هذه الأمور، وليست لدينا هذه الدرجة من الرقابة وهذا ينعكس على بنية الحاسب الآلي وما يتعلق بها، طبعا دون شك أن ما ذكر في مجال البحث العلمي والتطوير ضعيف, وهذا بالتالي يضعف الصناعة للحاسب لدينا بشكل عام, وتحويل الأبحاث العلمية أو التراكمات إلى منتجات قابلة للاستفادة منها تضعف وهذا ناتج عن ضعف الصناعة في الحاسب وما يتعلق به, ونرى في كل مكان من العالم سواء المتقدم أو العالم الذي يحاول أن يصل إلى العالم المتقدم تجد لديهم جهودا مبرمجة لدعم وتنمية صناعة المعلومات وتنمية الصناعة التي فيها خلق وابتكار لمنتجات تفيد المجتمع, في أمريكا أكبر دولة في العالم توجد حوافز للبحث والتطوير، ومثلا هناك شركة عربية في كندا في بداية التسعينيات أعطيت منحة من جهاز حكومي كندي على أساس أنها تقوم على تطوير برامج متعلقة باللغة العربية في كندا, ولا يوجد أي بلد عربي يعمل مثل هذا, بل إن النظام ليس نظاما مشجعا وغير محفظ للبحث العلمي أو لتسخير وتطوير منتجات خرجت من البحث العلمي على قلته.
العقيلي: البنية التحتية العامة لإيجاد تطبيقات كانت ضعيفة وهي في طريق الحل في انتشار الشبكات وتوافر الأجهزة وتوحيد المعايير كانت مشكلة في السابق ولكن الآن أنا أعتقد إن شاء الله أنها في طريقها للحل, الإشكالية عدم وجود الاهتمام الاستراتيجي لإيجاد الخدمات في اللغة العربية، حيث ليس هناك إدراك عام لأهمية وجود محركات بحث عربية وكذلك خدمات البريد الإلكتروني، هذه لها أهمية تمس
سيادة الدول، من العار أن هذه المعلومات في البريد الإلكتروني للمواطنين في السعودية يخرج إلى مقدمات بريد خارج المملكة، من الأفضل على المستوى الوطني أن تكون هناك خدمات بريدية إلكترونية جيدة للجميع خاصة الموظفين الرسميين، وكذلك الحال في البحث مكائن البحث هذه تخترق الخصوصية للباحثين وتعطي للمكان الذي لديه مكينة البحث معلومات كثيرة عن الأفراد، وأيضا يجب أن يكون هناك إدراك وطني حتى إن لم تكن هذه المشاريع ذات جدوى اقتصادية فإنها يجب أن تدعم سواء من القطاع الخاص أو العام، هناك قلق بعض الشيء على البنية التحتية على الحوسبة، ولكن أقلق أكثر بكثير بسبب عدم الأهمية الاستراتيجية لوضع خدمات المحتوى العربية للجمهور.
الغامدي: البنية التحتية لحوسبة اللغة، هناك أمور ليست لها علاقة باللغة وهي شبكات الاتصالات، والمملكة قطعت شوطا كبيرا في هذا الجانب وذكر أن هناك خمسة ملايين متصل في الإنترنت في السعودية، وهذا يشكل 22 في المائة من السكان على مستوى العالم العربي، هذا تطور جيد وفي اتجاه صحيح في خدمة تقنية المعلومات في المملكة، وهناك تطور كبير جدا في السنوات الأخيرة في صعود مستمر في عدد مستخدمي الإنترنت ونأمل الاستمرار في النمو في استخدام الشبكة حتى نصل إلى 70 في المائة من عدد السكان، وهذه الأمور ليست لها علاقة باللغة العربية، حيث المستخدم يمكن أن يستخدم لغة أخرى غير العربية، واللغة العربية وتطبيقاتها إذ لم تكن هناك مؤسسات داخل المملكة حريصة على البحث العلمي وتطوير استخدام اللغة العربية في تقنية المعلومات ستظل الأمور مثلما هي، من أكبر الدلائل الواضحة لأي مستخدم للغة العربية لوحة المفاتيح لدى شركة "مايكروسوفت" لها لوحة خاصة بها "وأبل" لديها لوحة خاصة بها وهذه تفرض علينا فرضا وهي مشتقة من لوحة الطباعة وما زالت الأزرة التي تخص لوحة المفاتيح مكررة وليست لها ضرورة وليست عملية أيضا، معهد بحوث الحاسب الآلي في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية عمل دراسة على هذا الأمر واقترح نموذجا جيدا لتوزيع الحروف على لوحة المفاتيح، وعلى الرغم من هذا لم تهتم الشركات مثل ماكنتوش ولا من مايكروسوفت ولا من قبل "أبل".

كيف تلزم هذه الشركات بالتوحيد في لوحات المفاتيح؟
الغامدي: المملكة دولة من بين 22 دولة عربية، هذا قد يكون أحد الأسباب لتخلف اللغة العربية في الاستخدام والتطبيقات وكون دولة واحدة تقوم بهذا الأمر من الصعوبة بمكان، هذا الأمر هو دور مشترك لكل الدول العربية لأنها تستخدم اللغة نفسها، نحتاج إلى عمل وجهود مشتركة لخدمة اللغة العربية وتطبيقاتها في مجال تقنية المعلومات، ونحتاج إلى أكثر من مركز ومعهد في الجامعات السعودية ونحن في مرحلة متساوية مع كثير من الدول وإذا لم نستغلها وتستثمر بطريقة سريعة وجيدة الآن قد يفوتنا هذا القطار، وبالتالي لن نلحق غيرنا في كثير من وسائل التقدم العلمي سواء الثورة الصناعية أو الجوانب التي لها علاقة بالطاقة وهذه فرصة ذهبية للعالم العربي الذي عليه أن يستثمرها وإذا لم يفعل ستذهب بلا رجعة، نحتاج إلى عقول تدرك خطورة هذا الجانب وتبدأ العمل فيه من الآن وليس بعد سنة أو سنتين، لأنه قد تصبح هذه الأمور فائتة ولن تدرك.
الكنهل: أؤكد إضافة إلى ما ذكر على أهمية وجود محتوى عربي قوي ووجود بنية تحتية قوية لحوسبة اللغة العربية، أشير إلى أهمية حوسبة اللغة العربية في حماية الهوية الثقافية للمملكة والعالم العربي، الحقيقة بالنسبة لحوسبة اللغة العربية هناك جهود لكن هذه الجهود مبعثرة، هناك شركات منغلقة على نفسها، وهناك باحثون يعملون بمعزل عن الصناعة، وكل يعمل في البيئة التي هو فيها، عدم وجود صناعة قوية معلوماتية إذا افترضنا وجود صناعة معلوماتية في السعودية التخوف من التعدي على الحقوق الفكرية للشركات وأن هذه الشركات تعمل رغبة في حماية منتجاتها وهذه أحد المثبطات، مراكز الأبحاث والباحثين في الجامعات تنتج مخرجات تؤخذ للصناعة، وبالتالي تتحول المنتجات البحثية وتحولها إلى برامج في شكلها النهائي، ولكن العلاقة بين مراكز الأبحاث والصناعة تقريبا مفقودة في المملكة والعالم العربي. عندما نتحدث عن الحوسبة في اللغة العربية نتطرق إلى أكثر من جانب ما يتعلق بمعالجة النصوص العربية معالجة الأصوات العربية، إضافة إلى البنية التحتية للذخائر العربية، حيث محرك البحث هذا لا بد من وجود ذخيرة لغوية يستند إليها، الذخيرة اللغوية تبين العلاقة بين الكلمات العربية ومشتقاتها مثلا تبحث عن كلمة ذهبوا وأنت في الوقت نفسه من المفروض أن يعطيك جميع مشتقات هذه الكلمة، هذا مثال، ولا يعبر عن التعريف الشامل للذخيرة اللغوية، للأسف انتظرنا حتى فرضت الشركات الخارجية معايير من قبلها، حيث نحن الآن نأخذ بالمعايير الموجود من الخارج، على الرغم من وجود الباحثين والخبراء في المملكة والعالم العربي ولم نستطع أن نضع معايير ثابتة لنا ونحن اخترناها وبلغتنا.
وأحب أن أشير إلى وجود جهود محلية جيدة لا بأس بها ووجود توجه من الدولة من خلال الخطة الوطنية لتقنية المعلومات والاتصالات من خلال السياسة الوطنية للعلوم والتقنية التي خرج منها الخطة التنفيذية الخاصة بالعلوم والتقنية، هناك تفهم واضح الآن وهناك معرفة بالعوائق الموجودة، وهناك توجه لإيجاد حلول شاملة تخرج بنظام متكامل للبحث والتطوير في البلد تكون فيه الصناعة المعلوماتية ومراكز التميز والحاضنات على مستوى مطلوب، وبالتالي نخرج بشركات صناعة تقنية المعلومات السعودية بشكل جيد، والخطة الوطنية لتقنية المعلومات والاتصالات ركزت على المحتوى العربي، وأشارت إلى وجود مبادرة ومجموعة كبيرة من المشاريع وهذه المشاريع إن شاء الله بعد تنفيذها سوف يكون لها أثر كبير في تطوير المحتوى العربي وحوسبة اللغة العربية.

بصفتكم مشرفا على معهد البحث العلمي في مجال الحاسب الآلي ما أبرز العوائق في هذا المجال؟
الكنهل: أبرز العوائق هي ضعف العلاقة بين المراكز البحثية والقطاع الخاص، وفي تصوري لهذه العلاقة في حال وجودها أثر كبير، أيضا برامج الدراسات العليا في الجامعات أتصور أن طلبة الدراسات العليا نطق عليهم أنهم الوقود المحرك لعملية البحث العلمي في السعودية، وعندما كنا ندرس في الخارج كنا نقضي الساعات بل اليوم كاملا في المعامل وفي الآخر المنتج الذي نخرج به من خلال البحث العلمي أو من خلال شهادة الدكتوراه قد يكون منتجا أو براءة اختراع أو ورقة علمية تؤخذ ويستفاد منها في إثراء صناعة الحاسب في البلد الذي كنا ندرس فيه، حيث دعم الدراسات العليا في الجامعات وتطويرها بشكل مناسب سوف يترك أثرا كبيرا في البحث العلمي في المملكة.
مداخلة العبد الجبار: احتياجات الناس اليوم في المحتوي الكثير منها يأتي من خلال مادة أساسا بلغة غير عربية سواء كان ما يتعلق منها بجانب ثقافي وعلمي أو اجتماعي أو صحي، إذا كنا حريصين على اللغة العربية وتطوير طرق إثراء المحتوى الرقمي العربي على شبكة الإنترنت بشكل عام، يجب أن يكون لدي جهدا أن أوفر ما يحتاج إليه الناس باللغة العربية، حيث كثير من الإنتاج العلمي والحديث في العالم كله مواد في اللغة الإنجليزية أو للغات الحية الأخرى، وبالتالي ضعف الترجمة أو غياب الترجمة إذا كنا صريحين مع أنفسنا هذه معوقة رئيسة بحيث لو عملت لها جهود قوية ستثري المحتوى العربي، وأنا في تقديري الشخصي وكثير من الناس على هذا الرأي أنه مهما أنفقنا على الترجمة سيكون العائد كبير جدا على البلد بشكل عام وعلى إثراء المحتوى.

ما تطبيقات الحاسب الرئيسية؟
الوكيل: هناك تطبيقات الحاسب كآلة مدمجة في غيره وهذه لا يحصرها خيال وفي كل النشاطات، والبرمجيات العربية قد تكون أهم من الجزء المادي لو أخذنا موضوع الترجمة الآلية ترجمة المحتوى من لغة إلى أخرى تعتمد في الأساس على برمجيات متقدمة في المجال الصناعي أكثر من اعتماده على الجزء المادي، قواعد المعلومات والموسوعات باللغة العربية على الشبكات العالمية.
العبد الجبار: تطبيقات الحاسب العربية هي التي تتعلق بلغتنا والترجمة والتدقيق اللغوي والبحث وهناك ناحية لها علاقة بالبحث العلمي وهذه علاقة بخصائص اللغة، وبالتالي يجب أن تكون خاصة باللغة العربية ولن تتطور إلا باللغة العربية نفسها، قد تشمل معها بعض الأمور التي تتعلق بالناحية الدينية مثل الرسم العثماني للقرآن الكريم وهذه خاصة وليست موجودة في أي تطبيقات لغة أخرى، وهناك ما يسمى بالمكانز العربية التي تستخدم التطبيقات الأخرى إذ بحثت أو طورت تطبيقا ليس بالضرورة هل طور محرك البحث والتطوير أم طورت الأدوات التي يحتاج إليها محرك البحث.
العقيلي: التطبيقات الرئيسة ثلاثة الأول: التطبيقات الخاصة بمعالجة اللغة بشكل لغة عربية مثل التدقيق اللغوي، وهناك تطبيقات في اللغة العربية في مجال رقمنة التراث العربي مثل التعرف على الحروف العربية تلقائيا بالمسح الضوئي ومثل الصوتيات أو الخدمات العامة باللغة العربية.
الغامدي: تطبيقات الحاسب العربية للحصول على المعرفة وذلك عنصر جدا مهم، ودون تقدم علمي ومعرفي لدى المجتمع لن يكون هناك تقدم كلي له. فهو الحصول على المعرفة والتواصل مثل البريد الإلكتروني، إرسال واستقبال، والألعاب الإلكترونية، حفظ البيانات، والتعاملات الإلكترونية التي تتم وتنجز كثيرا من أعمال المواطنين عن طريق الشبكة العالمية فيما يتعلق بالقطاعين العام والخاص.
الكنهل: يمكن أن نقسم تطبيقات الحاسب العربية إلى قسمين تطبيقات متعلقة باللغة العربية ومعالجتها ،وهناك تطبيقات مرتبطة بالخصائص المحلية مثل التقويم الهجري، البرامج الخاصة بالصلاة، وهناك برامج متعلقة بالمحاسبين في حسابات الزكاة وهذه تعتبر تطبيقات محلية، وهناك برنامج خاص بمعالجة الكلام العربي في معهد الحاسب الآلي في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وهذا البرنامج يهتم بوضع البنية الأساسية بمعالجة الأصوات والكلام العربي وبناء الذخائر الصوتية لها، ثم بناء البرامج الخاص بتحويل الكلام إلى نص وهو برنامج التعرف الآلي على الكلام العربي أيضا هناك برامج محل التطوير وهي تحويل النص إلى صوت وهدفنا وأملنا أن يكون لدينا محرك بحث عربي والحقيقة هذا البرنامج قام بتطوير مجموعة من الأدوات منها المشكل الآلي العربي وبناء ذخائر لغوية عربية استفدنا منها في بناء محلل صرفي ومدقق إملائي عربي وهناك اهتمام خاص لدينا بالبرامج المفتوحة المصدر ونرى أنها ثروة لابد أن تستغل ويستفاد منها.

الأكثر قراءة