"الاقتصادية".. ورؤية جديدة للصحافة المتخصصة
في بيئة عمل ناشئة تسعى لتحقيق معدلات نمو قياسية خلال السنوات المقبلة لابد من توافر متطلبات واستحقاقات ذلك النجاح المنشود، الذي لم يعد قاصرا على تشجيع الرساميل الوطنية والأجنبية للاستثمار داخل المملكة فقط، بل يتجاوز ذلك لتوفير الكفاءات البشرية المؤهلة والخدمات المساندة والإعلام المتخصص والتشريعات الحكومية المتطورة التي تساعد – مجتمعة - على استنهاض بيئة الأعمال وتحفيزها على تحقيق المزيد من النجاح والمنافسة ليس فقط على المستوى المحلي ولكن أيضا على المستوى العالمي، فإذا أخذنا على سبيل المثال دور الإعلام المتخصص وأثره في بيئة الأعمال بشكل عام فسنجد أنه لم يعد يقتصر على نقل المعلومة الاقتصادية فقط كما كان يحدث في السابق فهو أصبح لاعبا أساسيا في التنمية الاقتصادية عن طريق المساعدة على استنهاض بيئة الأعمال ورصد النجاح وتقييمه والمساعدة على توفير بيئة خصبة للمنافسة وتطوير الأعمال وتقديم خدمات نوعية تساعد على المضي بالعمل الاقتصادي إلى الأمام.
" الاقتصادية" بحكم تخصصها وتميزها في الإعلام الاقتصادي على مستوى الخليج العربي عكفت في الأيام الماضية على إعداد قائمة أكبر مائة شركة في السعودية بعد أن كلفت أحد بيوت الخبرة المؤهلة للقيام بهذا العمل الذي يتطلب قدرا كبيرا من الكفاءة والتخصص وهو ما قامت به اللجنة المكلفة بذلك، حيث وضعت معايير دقيقة تكفل شفافية كاملة وعدالة في التقييم، ومن ذلك اشتراط أن تكون القوائم المالية التي تقدمها الشركات الراغبة في دخول تلك القائمة مدققة من مراجع قانوني مرخص، كما أنها اعتمدت على حجم الأصول والمبيعات وحقوق الملكية في التقييم بعد أن وجدت أن بعض الشركات الخاصة لا تحبذ الكشف عن صافي أرباحها.
اللجنة التي كلفت بهذا العمل بإشراف من شركة "تيم ون" تضم خبراء متخصصين لهم باع طويل وخبرات سابقة في مثل هذا العمل وتضم كلاً من الدكتور محمد السهلي رئيس قسم المحاسبة في جامعة الملك سعود والدكتور عبدالرحمن السكران أستاذ المالية في جامعة الملك فهد والدكتور عبدالله باعشن رئيس مجلس المديرين في "تيم ون".
نعود للقائمة التي نرى أنها تجسد تطورا مهما في الصحافة الاقتصادية تدعم رسالتها و أهدافها الجديدة التي تقوم بها اليوم دوريات وصحف غربية شهيرة، فمثل تلك القائمة توفر للشركات الداخلة فيها مزايا تسويقية كبيرة لن تحصل عليها من أساليب و طرق التسويق والعلاقات العامة المعتادة، كما أنها تحفز الشركات على المضي بأعمالها إلى الأمام من خلال تحسين نتائجها المالية بغية المحافظة أو تحسين موقعها في القائمة التي سيصاحب إعلانها تغطية تليق بأهميتها.
ما زلت أقول وأكرر أننا نحتاج إلى مثل تلك المبادرات لأنها تنقل العمل الاقتصادي من الرتابة إلى أجواء جديدة تسودها روح المنافسة وتغذيها المبادرة والعمل الجاد للنهوض بالعمل الاقتصادي في القطاع الخاص من أجل تأمين مستقبل اقتصادي باهر بإذن الله.
"الاقتصادية" التي بادرت من قبل إلى استحداث برنامج المتحدث الدولي ومسابقة أفضل بيئة عمل في القطاع الخاص تبادر اليوم ليس بتبني تلك القائمة فقط وإنما بتطويرها وهذا هو الأهم، فإذا كانت تلك القائمة قد بنيت على معايير واضحة ودقيقة فإنها تكتسب المصداقية والثقة من قبل الجميع.
ومع قرب إعلان تلك القائمة التي ينتظرها كثير من المتابعين أتمنى أن تتبنى "الاقتصادية" جوائز أخرى تعلن في نفس الحفل، لها علاقة بمنشآت القطاع الخاص كمسابقة أفضل رئيس تنفيذي وأكثر شركة نموا في الأرباح والشركة الأفضل نموا في معدلات السعودة وغيرها، لأن مثل هذه الجوائز تساعد أيضا على استنهاض العمل الاقتصادي وتحفزه لتحقيق المزيد من النجاح.
إن الفكر التحريري والإداري الذي تتبناه "الاقتصادية" مثال ينبغي أن تحذو حذوه جميع الصحف والمطبوعات كل في مجاله، فـ "الاقتصادية" حسبما أعرف لا تعتذر عن رعاية أي نشاط اقتصادي وتقدم لمنظميه كافة التسهيلات دون الالتفات للربح أو الخسارة، لأنها تعتقد أن ذلك هو هدف الصحافة الوطنية المتخصصة.