صم يطالبون ببطاقات تعريف ويشكون من تحريف إشاراتهم عند المسؤولين

لا يزال عدد كبير من فئة الصم في حائل يتذكر جيدا اهتمام وعناية الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز رحمه الله بفئة الصم في البلاد من خلال إرسال دفعات منهم للانخراط بدورات تأهيلية خارج حدود البلاد ودعم إنشاء أندية خاصة لهذه الفئة التي حرمها الله من نعمتي السمع والنطق في عدد من مناطق البلاد في المقابل أوضح عدد كبير من الصم في حديثهم لـ"الاقتصادية"عبر ترجمة الإشارة أنهم وبعد عدد من السنوات من فقدانهم الأمير فيصل اكتشفوا أنهم خسروا قلبا طيبا وحنونا ورؤوفا بأحوالهم.
ويجزم نايف الخمعلي إلى أن حالهم ما كان سيصل إلى ما هو عليه الآن من تهميش وعدم اهتمام من قبل عدد من الإدارات الحكومية لو كان الأمير فيصل بن فهد موجودا بيننا مشيرا إلى أن عدم وجود هيئة أو رابطة تجمع أبناء هذه الفئة أسهم في تشتت وضياع فئة الصم في حائل.
وانتقد الخمعلي الأسلوب التي تتبعه الإدارة العامة للتربية والتعليم في حائل من خلال عدم اهتمام مدرسي الصم بتعليمهم من جانب واعتمادها بشكل مستمر على نقل المعلمين بعد أن يتأقلم الطلاب الصم مع طريقة المدرس ومن ثم العودة مجددا لمحاولة الطلاب للتأقلم مع المدرس الجديد من جانب آخر.
ويفتقد الصم فعليا في حائل لنادي يضم الصم ويحتضن مواهبهم ويكون مكانا يلتقي به الصم بشكل يومي وهو ما دعا الخمعلي ورفاقه إلى استئجار استراحة خاصة للالتقاء بها يقول تركي لباس الشمري"طالب في المرحلة الثانوية": نايف الخمعلي تحمل العبء الأكبر في عملية استئجار الاستراحة وتزويدها بالاحتياجات اليومية ألا أن نايف رد على ذلك من خلال انفعال واضح أن ذلك ليس مهما بقدر ما المهم هو أن تكون الاستراحة ملتقى لجميع الصم في حائل لأننا نعاني انقطاعات متكررة من أفراد الفئة وذلك نابع من حياء الصم غير القادرين ماديا وعدم استطاعتهم المساهمة والمساعدة في التزامات الاستراحة المادية.
ووجه الخمعلي نداء للأمير سعود بن عبد المحسن أمير حائل بمساعدة صم حائل من خلال الإيعاز للجهات المختصة بمنح الفئة قطعة أرض للصم لتكوين نواة لنادي الصم في حائل للإسهام في صقل مواهب وملء الفراغ الذي يعانونه أسوة بمناطق البلاد الأخرى التي تتوافر بها مثل هذه الأندية للصم بيد أن صم حائل حاليا يقومون بتنظيم لقاءت رياضية وأنشطة مختلفة في استراحة الصم الخاصة مضاهية لأندية الصم في عدد من مناطق البلاد.
ويرى مسهر عبد الله العنزي في حائل ضرورة منح أي أصم بطاقة تعرف به لدى الجهات الأمنية ومنها إدارة المرور مستشهدا بموقف حدث له أخيراً عندما استوقفه رجل مرور ولم يتفهم أنه أصم وقام بتحويله إلى إدارة المرور التي تفهم مسؤولوها إعاقته وأخلوا سبيله بعد عدة ساعات.
ويطرح موقف مسهر العنزي مع رجل المرور أكثر من علامة استفهام حيال عدم إلحاق أفراد الجهات الأمنية بدورات مكثفة في كيفية التعامل مع المواطنين ذوي الإعاقات غير المحسوسة كفقدان القدرة على السمع أو النطق.
ويملك عدد من الصم عدد من المهارات والمواهب التي يتفقون بها على كثير من الأصحاء إلا أن إعاقتهم تقف حجر عثرة في طريق مواصلتهم لمشوار الإبداع والتفوق وهو ما يذهب إليه نايف الخمعلي الذي مثل المنتخب السعودي للصم في عدد من المشاركات الخارجية قائلا:سبق لي الاشتراك في إحدى الدورات التنشيطية في نادي الطائي وحصلت على جائزة هداف الدورة وطلب مني مسؤولو الطائي في تلك الفترة أن ألتحق وأسجل في كشوف النادي ووافقت إلا أن رئيس النادي في تلك الفترة وعندما قام بتسليمي كأس هداف الدورة تفاجأ بأني أصم وأمر بإبعادي عن النادي.
ويستطرد الخمعلي حديثه لـ "الاقتصادية" قائلا عبر الإشارات":بأنه لا يعلم هل يضحك أم يبكي من تصرف أحد المشرفين على إحدى البعثات الرياضية بعد تحقيقها أحد الإنجازات وأثناء مقابلتنا لإحدى الشخصيات البارزة بعد الإنجاز وبما أن المشرف هو الوحيد الذي يعرف الإشارات التي نستخدمها فيما بيننا نقل بالخطأ شكر وعرفان وامتنان المجموعة المتواجدة من الصم للمسؤول بينما كنا نحن نتحدث عن احتياجاتنا والعوائق التي تقف في طريقنا عندما سألنا المسؤول عن احتياجاتنا.
ويطالب الصم شركتي الاتصالات وموبايلي بتخفيض رسوم رسائل الجوال لاعتماد الصم على الرسائل بشكل كامل في التواصل فيما بينهم من جانب وبين أقاربهم وأصدقائهم ومعارفهم من جانب آخر.
وعاد نايف الخمعلي وأوضح انه ومجموعة من الصم يفاجئون بين حين وآخر برصد شركة الاتصالات السعودية لمكالمات صادرة إلى دول أوروبية مع أننا لا نستطيع التحدث ولم نطلب تلك الأرقام الغريبة ومع ذلك نجبر على دفع قيمتها لأن وسيلتنا الوحيدة في التواصل فيما بيننا هي رسائل الجوال.
وطالب الصم عبر حديثهم لـ"الاقتصادية" الجهات المختصة بتوظيفهم ومراعاة تسهيل إجراءات منح الأراضي من البلديات لهم إضافة إلى تخفيض تذاكر الطيران وتقديم المساعدة لهم من الجهات المعنية بتقديم مساعدات الزواج.