هذا الأسبوع.. مربعانية شتوية ورياح شمالية غربية جافة .. احذروا!
سيكون دخول موسم المربعانية على المنطقة الوسطى في يوم الاثنين 23ذو القعدة الموافق 3 ديسمبر. وتسمى المربعانية أو الأربعينية باللهجة الدارجة لأن مدتها 40 يوما أي أنها تبدأ في 23 ذو القعدة وتنتهي في 2 محرم 1429هـ.
والمربعانية اثنتان مربعانية الصيف ومربعانية الشتاء, فمربعانية الصيف تبدأ بطلوع نوء الثريا وتستمر لثلاثة أنواء. أما مربعانية الشتاء فتبدأ بنوء الإكليل في 3 ديسمبر, ولها من الأنواء الإكليل والقلب والشولة كل نوء 13 يوما ونجومها من النجوم الجنوبية حيث تشاهد نجومها في كل الأماكن ماعدا ما بين خط عرض 63 درجة شمالا إلى 90 درجة شمالا حيث لا تشاهد بتاتا هناك.
وبدخول موسم المربعانية يكون فصل الشتاء قد دخل فعلا, ويتمثل ذلك بهبوب ريح شمالية باردة وهو ما يحتم ارتداء الملابس الشتوية الثقيلة, ومن مظاهر المربعانية التي نحن بصددها أن أولها طقس وسمي أي إذا نزل فيه مطر فإن ذلك يبشر بخير وبربيع مزدهر وينبت الكمأة التي تبقى حبيسة الأرض طوال فصل الشتاء ثم تظهر مع دفء شمس الربيع. والطقس في الأيام الأولى من المربعانية يميل إلى الاعتدال ثم يشتد البرد تدريجيا ويتمثل ذلك في هبوب ريح شمالية غربية جافة حيث تهلك الحشرات ويختفي الذباب وتسقط أوراق الشجر. وفي منتصف المربعانية يبلغ الليل طوله والنهار قصره وهو موسم برد الانصراف الذي يقال فيه لا برد إلا بعد الانصراف ولا حر إلا بعد الانصراف. حيث يشتد البرد وتهب فيه الرياح الباردة ويتكون الضباب في الصباح الباكر. وتبدأ فحول النخيل بالطلع من منتصف المربعانية ويكثر طلع النخيل في نهاية موسم المربعانية . أما في نهاية المربعانية فهو موسم البرد الرطب غير الجاف أي البرد الذي يخرج البخار من الجوف ويدخل مع الإنسان في فراشه وتنتهي المربعانية بظهور النمل من باطن الأرض بعد خفائه.
وما يخص تربية المواشي خلال فترة المربعانية فيجب العناية التامة بالمواليد بجعلها تلبث مع أمهاتها عشرة أيام مع ملاحظة حالة النتاج فإذا كان اللبن غير كاف فيمكن إرضاعه من أنثى أخرى بحيث يكون لبنها غزيرا, ويعود النتاج على التغذية من البرسيم بعد أسبوعين من ولادته ويفطم النتاج بعد نحو 2-3 أشهر من الولادة.
أما بشأن الزراعة فما زالت الفترة مناسبة لزراعة القمح في المنطقة الوسطى ومما ينبغي التنبيه إليه أن الذي يزرع في أواخر الوسم يكون زرعه له نظارة خلابة إلا أن زرعه غالبا لا يتحمل برد موسم العقارب خاصة العقرب الأولى لأن بردها قاتل, ولذا يسميها العامة عقرب السم لأنها تقتل مثل السم.
والزراعة المعتادة هي في أوائل المربعانية, وكلما تأخرت كان أفضل إلا أن التأخير له مضار حيث إن موسم الحصاد يكون متزامنا مع أمطار الصيف المهلكة للحرث والنسل . فمن المعلوم أنه بعد موسم كامل من الكد والكدح يحبس كثير من زراع القمح في المنطقة الوسطى الماء عن مزروعاتهم استعدادا لموسم الحصاد السنوي لأن من لوازم الحصاد جفاف الماء عن النوى . وتستمر فترة الحبس هذه قرابة العشرين يوما وتسمى فترة الاستراحة إلا أن هذه الفترة مشوبة بكثير من المخاوف الطارئة حيث إن موسم الحصاد يأتي في موسم السرايات الفعلية, وهي فترة من أحرج الفترات على المزارعين لما لها من آثار سلبية على مزروعاتهم ومواشيهم ما يجعل عيون المزارعين تتسمر ناحية السماء خوفا من أمطار السرايات فإذا اتشح الجانب الغربي من السماء بوشاح أسود لا تستطيع سيوف البرق أن تمزقه حينئذ يحس المزارع أنه قد أحيط به . والسرايات اسم محلي يطلق على المنخفضات الجوية الحرارية التي تتكون بفعل التسخين وعادة ما تكون من 10 إبريل إلى 10 مايو وقد تبدأ قبل هذه الفترة بقليل وتمتد إلى نهاية شهر مايو, وكل ذلك يعتمد على الظروف الجوية لتخلق سحابة السراية.وغالبا لا تتخلق سحب السرايات إلا بعدما تنكسر أشعة الشمس ويكون تشكلها محليا أي في بقعة دون أخرى وقد تتكون أكثر من سحابة بالمنطقة نفسها . وتشتد وطأتها إذا صاحبها نزول(برد) ويحدث ما هو أخطر من الأمطار ألا وهو البرق وتفريغ الشحنات الكهربائية ما له أثار جسيمة على الحرث والنسل . وعادة يسبق نزول مطر السرايات هبوب رياح شديدة هوجاء تعمل على تركيع سنابل القمح ثم يعقبها نزول مطر حباته كبيرة وأحيانا مصحوبا بزخات برد تقصم ظهر السنابل فترديها قتيلة وتخفيها في رحم الأرض.