حمض الفوليك وتشوهات الأجنة
قد نقرأ في إحدى الصحف أو نشاهد في التلفاز أو نسمع عن ولادة مواليد يكون لديهم تشوهات خلقية وتعد التشوهات الخلقية التي يعاني منها المواليد من أشد المشكلات الصحية التي يعاني منها المولود أو الطفل وتستنزف إمكانات مادية وبشرية للعناية بها وتتداخل عوامل عديدة في حدوث هذه التشوهات عند الأطفال أهمها ولعل أبرزها العامل الوراثي إضافة إلى العوامل البيئية والعامل الغذائي وغيرها من العوامل الأخرى.
وقد رصدت المنظمة العالمية للصحة زيادة في عدد الأطفال الذين يتوفون بأسباب تشوهات خلقية قلبية بنسبة 50 في المائة، وأشارت المنظمة إلى أنه بفضل التقدم التقني الطبي يمكن التعرف على الجنين الذي يحمل تشوهات خلقية, كذلك بزيادة الوعي الغذائي عند الأمهات يمكن خفض نسبة التشوهات الخلقية عند الجنين بسبب ما تتناوله الأم من مقررات غذائية قبل الحمل وخلال المراحل الثلاث الأولى من الحمل وخاصة حصولها على حمض الفوليك folic acid من مصادره الطبيعية أو على هيئة أقراص دوائية، حيث أكد الباحثون أن إضافة حمض الفوليك إلى طعام الأمهات الحوامل يخفض إصابة أطفالهن بتشوهات خلقية في القناة العصبية أثناء الحمل حيث إن إصابة الجنين بتشوهات خلقية في القناة العصبية يؤدي إلى موت الجنين أو تخلف عقلي للطفل.
فلقد انخفضت نسبة التشوهات الخلقية عند الأجنة بعد تناول الأمهات الحوامل حمض الفوليك في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل, وقد ظهرت عيوب خلقية في بعض المواليد كالظهر المشقوق أو ظهور الشفة الأرنبية نتيجة عدم تناول الأمهات الحوامل حمض الفوليك, وقد أثبتت الأبحاث أن المرأة التي تأخذ حمض الفوليك قبل الحمل ينخفض لديها احتمالية إصابة جنينها بتشوهات خلقية, ويعد حمض الفوليك folic acid وهو أحد الفيتامينات الذائبة في الماء ومن مجموعة فيتامين (ب) ويوجد في من معظم الأطعمة وخاصة الفواكه والخضراوات والحبوب واللحوم, وقد أوصت الهيئات الطبية الكندية قبل عام 1988 بتناول المكملات من الفيتامينات وخاصة الفيتامينات التي تحتوي على حمض الفوليك folic acid.
وتعد كندا والولايات المتحدة الأمريكية وتشيلي من الدول التي أضافت حمض الفوليك إلى الدقيق, وقد بينت الأبحاث والدراسات أن نحو 200 حالة إصابة تشوهات خلقية في الجهاز العصبي وغيرها من التشوهات الخلقية نتيجة عدم تناول حمض الفوليك أثناء فترة الحمل.