دراسة: ضعف خطير في عظام الأطفال لنقص الكالسيوم والرياضة
أظهرت دراسات أمريكية حديثة أن مجموعة من الممارسات غير الصحية التي يخضع لها الأطفال، وفي مقدمتها تراجع كميات الحليب التي يتم تناولها إلى جانب قلة ممارسة الرياضة وعدم التعرض للشمس، باتت تنعكس بشكل سلبي على مستقبلهم، خاصة فيما يتعلق ببنيتهم العظمية.
وأشارت الدراسات إلى أن معدلات تعرض الأطفال للكسور تضاعفت خلال الأعوام الأخيرة مقارنة بالنسب المسجلة لدى الأجيال الماضية، الأمر الذي قد يهدد جيلاً بكامله بالتعرض لعوارض تشبه وباء شلل الأطفال الذي اجتاح العالم في القرن التاسع عشر.
وقال خبراء إن ضعف بنية عظام الأطفال تهدد بتعرضهم خلال مرحلة الشيخوخة لكسور وإصابات تتجاوز بصورة كبيرة ما يتعرض له أجدادهم حالياً، وأشارت الدكتورة هايدي كالورف، من مستشفى سنسناتي للأطفال في هذا الإطار إلى صعوبة تحديد مستوى تردي صلابة العظام حالياً.
وأضافت كالورف، التي تدير حالياً دراسة تشمل 1500 طفل، "لا أدري ما إذا كنا نقوم بتربية جيل كامل سيكون معرضاً في المستقبل لترقق العظام،" وفقاً لـ "أسوشيتد برس".
من جهته أشار الدكتور جيمس بيتي إلى أن نقص بناء العظام بمعدل 10 في المائة قد يضاعف من فرص التعرض للكسور بنسبة 50 في المائة.
ولفت إلى أن دراسة أعدتها عيادة مايو كلينيك قبل فترة أكدت ما كان يخشاه البعض حيال هذه القضية في الولايات المتحدة على الأقل، حيث ثبت أن الفتيات الصغيرات يتعرضن للكسور بمعدلات تفوق الجيل السابق بنسبة 56 في المائة فيما تتعرض الفتيات إلى كسور إضافية بنسبة 32 في المائة.
وذكر بيتي أن السمنة باتت تشكل عاملاً مقلقاً، إذ إن ضعف العظام سيقلل من قدرتها على احتمال الأوزان الزائدة علماً بأن السمنة نفسها قد تكون مسؤولة عن إنتاج مواد ضارة بالعظام.
وفي سياق متصل، أشارت أوراق بحثية إلى أن ضعف العظام لا يعود حصراً إلى نقص الكالسيوم، بل أيضاً إلى قلة التمارين الرياضية، حيث تتراجع كثافة العظام وتقل مع التراخي والكسل.
وذلك إلى جانب أن العظام تبقى عاجزة عن امتصاص الكالسيوم دون فيتامين D الذي يكتسبه الإنسان بالتعرض لأشعة الشمس وهو عامل نقص إضافي يتعرض له الأطفال اليوم.
فيما أبلغت عدة مراكز طبية عن استقبال أعداد متزايدة من الأطفال الذين يعانون عوارض الكساح من التواء الساقين إلى الخارج أو الداخل والضعف العام في القدمين خاصة لدى أطفال المدن.