علاء حمزة: رفضت العروض المصرية لعيون السعوديين.. و"ظلال الصمت" الأهم (2 من 2)

علاء حمزة: رفضت العروض المصرية لعيون السعوديين.. و"ظلال الصمت" الأهم (2 من 2)

في الجزء الثاني والأخير من اللقاء الصحافي الأول للكاتب علاء حمزة يكشف لنا عن تفاصيل دقيقة حول علاقة عائلته بالأعمال التي يقوم بكتابتها بعد أن يتم تنفيذها كما يفسر لنا طريقته التي يلجأ إليها لكي لا يؤثر عمله الكتابي في سير حياته العامة والخاصة، وفي جزء مثير وشيق من الحوار يتحدث ضيفنا العزيز عن عدم رغبة الكاتب في الحضور إلى موقع تصوير العمل الذي قام بكتابته، كذلك يمّر بالذكرى والحنين على بداياته الأولى مع الشعر وكيف أنها كادت تخطفه من الكتابة الدرامية وقصة كتابته لشارة مسلسل "بيني وبينك"، وفي حديث صريح جداً عن الركيزة الأولى للعمل الإبداعي وهل هو النص أم رؤية المخرج وأدواته، والتي كرر فيها عبارة ياسر عرفات الشهيرة "شهيداً شهيداً شهيدأً" حيث قال " النص ثم النص ثم النص"!.. المتعة في حوار علاء حمزة لا تنتهي.. لذا أعيدوا القراءة كلما انتهيتم من قراءة اللقاء.

كيف كان استقبال عائلتك وأهلك لمسلسل "بيني وبينك"؟
"ضحكوا" وسعدوا، مثل الآخرين، وطبعا كانت لهم آراؤهم وانتقاداتهم، وتحفظاتهم كالآخرين أيضا، سواء لي أو للعاملين الآخرين في المسلسل، وفي الأعمال الأخرى التي كتبتها، تقبلت ضحكهم بسعادة، ونقدهم برحابة صدر.

انشغالك الدائم في الكتابة.. ألم يؤثر في حياتك الأسريّة؟
لا، فأنا أكتب مسلسلا واحدا في العام، واثنين إذا أحرجني الأصدقاء، وهذا كما قلت لك يأخذ من شهرين إلى ثلاثة، وأتفرغ لذلك تماما، ابتعد عنهم وعن الناس كلهم، وهم تعودوا على ذلك، ولكن انشغالي الدائم بالقراءة، ومشاهدة الأفلام وأعمال الآخرين، هو الذي قد يسبب هذه الإشكالية، بالإضافة إلى أن لي عملا آخر غير الكتابة فأنا أعمل موظفا، وأعتقد أن الإنسان إذا أحسن تقسيم وقته يمكنه أن يوفق بين هوايته وعمله وأسرته، خاصة في هذا الوقت حيث إيقاع الحياة سريع جدا.

هل كنت تحضر التصوير؟ ولماذا؟
حضور الكاتب تصوير أعماله عبارة عن حضور مجزرة!! وبالنسبة للمخرج والعاملين الآخرين في الفيلم عبارة عن حضور "حقنة" يعني لا هو يرغب أن يحضر، ولا هم يرغبون أن يحضر! لذلك (خلك في بيتك) وكفى الله المؤمنين القتال، وبالنسبة للكاتب التلفزيوني حين يكتب العمل فهو يتخيله كاملا، شخصيات ومواقع، وإكسسوارات، وحركة ممثلين، وحركة كاميرا، وبالطبع يستحيل أن تنتقل كل هذه التفاصيل من ذهن الكاتب إلى ذهن العشرات من الآخرين العاملين في الفيلم، فإذا أتى إلى موقع التصوير يرى أن هناك بونا شاسعا بين ما يوجد في ذهنه، وبين ما يراه على الأرض، وإن كانوا يقولون الكلام الذي كتبه، وينفذون الحركة التي رسمها، فهي صورة كاملة لا تتجزأ فلا بد أن يعود غاضبا وهو يرى ما يعتقده وأداً لصورة العمل في ذهنه، ولكن هذه هي طبيعة التلفزيون، أنت حين تكتب رواية، يخرج إلى الناس كما كتبته، وكذلك القصيدة والقصة، ولكن في الكتابة التلفزيونية، أنت الكاتب الأول ولست الأخير، إن المصور ومهندس الإضاءة، والمخرج والممثل، كل هؤلاء يضفون شيئا من ذواتهم على النّص النهائي (الفيلم / المسلسل) فوضع الإضاءة في زاوية معينة هي وجهة نظر تضاف إلى نصّك أو تنقص منه، وأخذ اللقطة مرتفعة أو قريبة أو بعيدة أو زاوية منخفضة هي وجهة نظر أخرى، نوع الكاميرا، الفلاتر، المونتاج، كل هذه وجهات نظر، من هنا فالعمل التلفزيوني بالنسبة للكاتب يحمل بذور نقصه، حتى في أوج كماله، لذلك لا يستطيع كاتب التلفزيون أن يقول على مسلسل ما: هذا عملي، بل يقول هذا عملنا!

كتب علاء حمزة أغنية الشارة لمسلسل "بيني وبينك" حدثنا عن علاقتك بالشعر؟
لقد دخلت يا ماجد إلى منطقة الألغام في حياتي، أخصب مراحلها وأجملها، وأكثرها تفجرا، مرحلة الشعر، هذا الكائن الذي عشت به وله زمنا، يوم أن تعرفت على أبي الطيب المتنبي وأنا في المرحلة الابتدائية ففجر في نفسي ولا يزال كل ما فيها من طيب ورديء، قلت إن عندي ديوان شعر، هو من أحب نتاجي إلى نفسي حتى الآن، وكلمات الشارة في المسلسلات التي أكتبها هي ليست شعرا بالمعنى الصحيح، ولكنها "إفيهات مسجوعة"، تكمل رسالة المسلسل، وعودة إلى سؤالك عن هدف المسلسل، حين تسمع الشارة أو تقرأ كلماتها سترى هدف المسلسل واضحا، وأجمل الأشعار التي كتبتها كان ديوانا لم يطبع بعد، تحت عنوان " في الدهناء ياعبد العزيز" يتتبع مسيرة القائد العظيم، موحد الجزيرة العربية الملك عبد العزيز – رحمه الله – وسبق أن سجل هذا الديوان بأصوات سعودية رائعة في عمل تلفزيوني يحمل الاسم نفسه، وشارك فيه المذيع الكبير ماجد الشبل – أمده الله بالصحة والعافية.

في أعمالك وبالتحديد في مسلسل "بيني وبينك" ظهر رجل الأمن بشخصية مميزة ومتعاونة، على خلاف ما تتناوله بقية الأعمال التي تظهره بصورة ضعيفة ومستهترة.. فما هي القناعة التي تقف وراء هذا الطرح؟
مع ما تشاهده من تضحيات رجال الأمن بأرواحهم الزكية، وجهدهم، ووقتهم، لا تملك إلا أن تكتب عنهم بحب، للأسف أساءت الأعمال العربية كثيرا إلى فئات مختلفة ومهن مختلفة مثل مهنة المأذون والعسكري وغيرها، وأعتقد أنه آن الوقت أن نكتب عن رجال الأمن بهذا القدر من الحب الذي يستحقونه ولا شك.

هل صحيح أنك تكتب القصة وأنت تستحضر صورة فايز المالكي أمامك.. كونه هو من سيؤدي الدور؟ وبشكل عام هل يكتب علاء حمزة وفي ذهنه شخصية الممثل الذي سيقوم ببطولة العمل؟
يحدث ذلك أحيانا، ولكن ليس في كل وقت، ففي مسلسل إخواني وأخواتي، كنا نعرف جميعا من هم نجوم المسلسل، ولكن لم يكن أحد من الزملاء غيري يعلم من الذي سيقوم بأي دور! وكنت أثناء الكتابة أتخيل المشهد بممثليه، ولكن مثلا في مسلسل "بيني وبينك" لم أكن أعرف من الذي سيمثل شخصية الواصل (وزين إني ما عرفت) لأن راشد الشمراني بكل ماله من حضور طاغ، وثقافة عالية وقدرة على الإضحاك لو كان حاضرا في ذهني ساعة الكتابة ربما لهيت بالضحك والتفكير عن الكتابة ولم أنجز النّص حتى اليوم.

إلى أي حد يفرض الكاتب نفسه على الشخصيات التي يرسمها؟
إلى الحد الذي تسمح به هذه الشخصيات، لا أقصد الممثلين بل الشخصية نفسها، فأنت بعد أن تضع تفاصيل الشخصية الرئيسية (والقويّة منها) كثيرا ما تقودك الشخصية إلى قدرها، ويصبح دورك شبيها بدور المؤرخ الذي يكتب الأحداث كما يراها (إن كان مؤرخا أمينا).

برأيك ما الذي يميز جيل الشباب عن الجيل السابق؟
يميز جيل الشباب أنهم جيل الشباب، يفهمون ما الذي يريده الشباب لأنهم يعيشون معهم، يعرفون ما الذي يضحكهم، وما الذي لا يعجبهم، ولعلي لا أفشي سرا أن الجلوس مع أحد الكوميديانات الشباب وسط شلته من الشباب هي من أمتع اللحظات، وأكثرها ضحكا، ورافدا مهما للكاتب إن الضحك كمفهوم ودلالات يختلف من وقت إلى آخر، وكذلك تعريف "المضحك"، سمعت أحد الشباب ذات يوم وهو يستغرب من ضحك أبيه على موضوع يعتبره هو عاديا، وكذلك يتعجب الآباء من ضحك أبنائهم على ألفاظ قد يعتبرونها ربما تصل إلى درجة السخافة، لذلك أعرف الناس بالشباب هم الشباب، وأعرف الناس بالجيل هم "مجاييلهم"، ارجع مثلا إلى "العقد الفريد لابن عبد ربه" ستجد مواقف يعتبرها هو في قمة الكوميديا ولن تحرك فيك سوى الاستغراب، ولكنه كان ينال عليها الجوائز والهبات ويدخل بها على بلاطات السلاطين، ويضحكهم، ويجاز عليها بثروات!!

يشتكى العديد من الكتاب و المثقفين العرب من الرقابة الفنية، فما موقفك من الرقابة؟
أقوى رقيب للمثقف هو ذلك القابع في داخله، هذا المرعب، الذي يمسك لك بالقلم الأحمر ويلوّح به في وجهك، ومتى؟ أثناء الكتابة.. فيكتب ويشطب فإذا استطاع المثقف أن يتصالح مع هذا الشخص المعشش في رأسه وأن يتعامل معه فربما ينجح في أن يحيّده على الأقل، إن غياب هذا الرقيب الذاتي يعني ببساطة الانفلات من قيم الأخلاق، ومن المبادئ الأساسية، التي يجب أن تحكم الكاتب، وتحميه من نفسه أولا، ومن الخطأ على مجتمعه وعلى الآخرين ثانيا، أما الرقيب الآخر الذي تسأل عنه فلم يعد كما كان فقد أصبح أكثر وعيا، وأكثر تحملا للمسؤولية، ولم يعد يؤمن بمقولة "ارفض تسلم" بل أصبح (في ظل وجود التنافس الكبير بين القنوات) يفكر ألف مرة قبل أن يرفض.. ويحسب حسابات أخرى لم تكن موجودة في السابق!

لماذا يصر علاء حمزة على كتابة المسلسلات.. علما بأن كتابة الحلقات المنفردة تعتبر أكثر سهولة؟
لأن هناك كتابا لهم قدرات عالية في كتابة الحلقات القصيرة، وهي أصعب من كتابة المسلسل، مثل الدكتور الوابلي وسعد المدهش وعنبر الدوسري.. وغيرهم على المستوى الخليجي والعربي.

كتابة أكثر من عمل في آن.. كيف يتعامل معها علاء حمزة؟
لم يحدث أن كتبت أكثر من عمل في آن واحد، وأعتقد أن هذا يستحيل تمام الاستحالة، فالكتابة هي حالة وجدانية تستغرقك استغراقا كليا، وتعايشك شخصياتها معايشة أسرتك لك، فكيف تضيف إليهم أسرة ثالثة لها أبعادها المختلفة؟ إن هذا ضرب من الجنون لم أصل إليه بعد، ولا أتمنى أن أصل إليه.

منتجو الأفلام السينمائية هل يسعون لاستثمار نجاحك ككاتب مسلسلات؟
نعم، وهناك مشروع انتهيت منه قبل فترة قصيرة مع "روتانا" عن طريق تركي الشبانة، وأرجو أن يرى النور قريبا، وأيضا كان هنالك حديث عن كتابة فيلم "مصري" واعتذرت عنه بسبب التزامي مع الفنان حسن عسيري ومحطة إم بي سي، وكان ذلك أثناء كتابة "بيني وبينك".

هل ترى أن السينما قادرة علي أن تؤرخ لك ككاتب أكثر من المسلسلات؟
بالتأكيد، إن الفن الحقيقي هو الفن السينمائي، العمل التلفزيوني - مع حبنا واحترامنا الكبير له - هو مثل الوجبات السريعة، ولكن العمل السينمائي وجبة منزلية كاملة الدسم، عمل باق للفنان، يدخل في تاريخه، ويأتيه الناس، بعد أن يدفعوا ثمن مشاهدته، وهذا أمر مهم، بعكس التلفزيون الذي قد يشاهدوك عليه من خلال التكرار والإلحاح، وبحكم حسن الضيافة حيث تدخل إلى بيوتهم "عنوة"، وتأكد حين تتاح لنا الفرصة الحقيقية للعمل في السينما كممثلين وكتاب ومنتجين.. ستجد شيئا مختلفا جميلا.

كيف تقيم التجربة السعودية في مجال صناعة الفيلم.. فيلم "كيف الحال" كمثال؟
كان الفيلم إضافة جميلة إلى الحركة الفنية السعودية، وقد التقيت مع بعض أبطال الفيلم مثل الأخ هشام الهويش، ومشعل العنزي، وتحدثنا عن ثراء وجمال هذه التجربة، ولكن لا أود أن نغفل هنا عن فيلم أعتبره هو الأهم في تاريخ السينما السعودية (حتى الآن) وهو فيلم "ظلال الصمت" لعبد الله المحيسن، فهذا الفيلم يحمل فكرا عالميا، ونفّذ بطريقة هوليودية، وتحدث عن قضايا في غاية الأهمية للإنسان العربي، وكان به عدد كبير من النجوم السعوديين والعرب، وأتمنى أن نرى في القريب العاجل تجارب أخرى لعبد الله المحيسن وغيره من المبدعين السعوديين.

هل تعتبر لجوء الممثل السعودي إلى الشاشات الخليجية الأخرى ظاهرة صحية؟
بكل تأكيد، ولكن ليس الممثل السعودي وحده هو الذي يلجأ إلى المحطات الخليجية بل المحطات هي التي تسعى وراءه بكل قوة، لن يضحي منتج أو تضحي محطة بإعطائك عشر ساعات أو أكثر من وقتها الثمين ما لم تكن مشاهدا، فنسبة المشاهدة هي التي تحدد كم الإعلانات، وهذه الأخيرة هي التي تحدد هل ستدخل المحطة أم تبقى على أعتابها، إن لي تجربة ناجحة مع تلفزيون دبي في مسلسل "ماكو فكة" وقد رأينا حين عرض العمل العام الماضي كيف توجهت الأنظار إلى القناة، وكيف أحب الناس العمل، مما شجع على تجربة الفنان فهد الحيان الجميلة في (غشمشم) هذه السنة، وكذلك فعلت القنوات الأخرى مثل إل بي سي والكثير من القنوات الآن تسأل عن المنتج السعودي، وهذا أمر جميل ومثر.

من تابع أعمالك وقف عند خيال إنساني، نجح في خلق الشخصية المعبّرة عن إنسانية الشخصية السعودية، كشعب يحلم بالتصالح والانسجام بين أطيافه.. هل برأيك سيشهد السعودي في يوم ما حالة دمج حقيقي لهذا الخيال، مع واقع يعجّ بالصراعات الفكرية؟
أعتقد (بصدق) أن الواقع السعودي هو نموذج معبر عن التلاحم والحب بين كل الأطياف، وهذا أمر يفتقده الكثير من البلدان اليوم، الشعب السعودي شعب متصالح مع نفسه، ومع الآخرين، سعيد بقيادته، محب لها، مؤمن برسالته التاريخية، وبعقيدته التي يستقي منها كل أعماله في الحياة، وهذا الواقع الجميل، والتسامح الكبير هو الذي يعطي الكتاب مساحة جميلة يتحركون فيها. تذكرون أنه صدر العام الماضي نحو 40 رواية سعودية، كلها تتحدث عن المجتمع السعودي، بعضها فيه الكثير من المبالغات، ولكن مجرد صدور هذا العدد الكبير من الروايات في عام واحد هو دليل على تقبل الطروحات الفكرية المختلفة، وعلى جهود التعليم التي آتت ثمارها وأكلها، خلال عقود من الزمن.

هل باعتقادك أن الفكرة تسبق التمويل أو الرعاية، أم أن المال والراعي الرئيسي للفكرة هما أصل نقاء الفكرة بطرق عرضها وطرحها؟
الفن في النهاية هو مشروع اقتصادي، هذا هو واقعه أردنا أم أبينا، ولكن رأس المال ليس بإمكانه التفكير إلا في طريق واحد معروف "كيف يكسب وكيف لا يخسر" وهنا يأتي الدور على أصحاب الأفكار ليقنعوا رأس المال بأفكارهم، وبأنها قادرة على الكسب، وهم ينتظرون أن يأتيهم، ومتعطشون للأفكار الجديدة والجريئة التي تحقق لهم ما يريدون وما يصبون إليه، فلا يمكن أن يتحرك المال من دون فكر خلاق، ولا يمكن أن يتحرك الفكر من دون مال، فليس هناك تعارض بل تكامل.

ماذا تعني لكم الهجمة التي شنها بعض الإعلاميين على السيناريو المحلي، كاتجاه الاتهام بأن هناك كسرا لشفافية التقاليد والقيم في هذا السيناريو؟
كل منتج يحمل فكرة جديدة يمر بثلاثة مراحل هي: مرحلة الرفض والتوجس، ثم مرحلة القبول، ثم مرحلة التبني والمشاركة، لذلك يجب أن لا يكون لدى المبدعين في مجالات الحياة كافة فوبيا الرفض، وأن يعلم أن ناقديه يتحدثون أيضا للصالح العام، المهم أن تكون نواياك صالحة وأن تسعى إلى ما ينفع الناس وأن لا تسيء لأحد عن قصد، أن تعمل بحب.. وسيدرك الآخرون حسن نواياك ذات يوم ويتقبلونك، إن الحب هو أسرع المنتجات انتشارا، وأكثرها رواجا متى تأكد الناس أنه "أصلي" وليس مغشوشا.

علق الروائي المصري "علاء الأسواني" على روايته "شيكاغو" بقوله: "لم أكن لأكتبها قبل عشر سنوات.. حيث لم أصل للنضج بعد" فما هي حالة نضج الكتابة التي تحدث عنها الأسواني؟
لا أعرف ما يعنيه علاء بالضبط، ولكن أعتقد أنها حالة اكتمال الأدوات والتصالح مع الخوف ومع الرقيب القابع في الأعماق الذي سبق أن حدثتك عنه، إن الكتابة مثل رغيف الخبز، يجب أن يمر بمراحله المختلفة وأن يبقى في الفرن المدة المناسبة، ثم بعد ذلك يؤكل في المدة المناسبة "قبل انتهاء الصلاحية" وأي خلل في مرحلة من هذه المراحل، يسبب مشكلة للمنتج والمستهلك.

برأيك أيهما يطغى على الآخر: النص أم الإخراج؟ بمعنى أيهما يمنح القوة للآخر؟
النص ثم النص ثم النص.. وهذا التعبير ليس من عندي ولكني استلفته من الدكتور راشد الشمراني، مع احترامي الكبير لدور الإخراج. حيث إن المخرج هو سيد العمل على الأرض بعد أن يتم وضع العمل بين يديه ويتنحى المؤلف، ولكن ضع ورقا رديئا في يد أفضل مخرج في العالم، لن تكون النتيجة إلا رديئة، وبالعكس ضع ورقا رائعا بين يدي مخرج يعمل لأول مرة، "ويملك الموهبة طبعا" سيصبح نجما من العمل الأول.

ما الجديد لدى علاء حمزة؟
هناك الكثير من الأفكار والمشاريع (المؤجل أكثر من المنجز)، فبالإضافة إلى الفيلم التلفزيوني مع الأخ تركي الشبانة الذي انتهيت منه، وتحدثت عنه سابقا، هناك عمل كبير جدا مع الفنان محمد العيسى (لا أستطيع الإفصاح عن تفاصيله حتى ما يزعل محمد)، بالإضافة إلى مفاجآت لا أود أن أفسدها..مع حسن وراشد و فايز.. (مع حفظ ألقاب الجميع).

وأخيرا؟
أخيرا لا أملك إلا أن أشكركم وأشكر صحيفة "الاقتصادية" على نجاحها الدائم والمميز، والتي أتشرف بإجراء هذا الحوار معها عبر ملف "بالمحكي"، وأتمنى من الله العلي القدير التوفيق، وأن تكون أعمالنا كلها في صالح الناس، وفي محبتهم.. تنفعهم ولا تضرهم.

الأكثر قراءة