الاستخبارات العامة .. وإنجازها العالمي
تسيد مؤتمر تقنية المعلومات والأمن الوطني هرم الفعاليات على مستوى العالم في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، وهذا التجمع الدولي الذي نظمته رئاسة الاستخبارات العامة اعتبره خبراء عالميون في هذا المجال أنه الحدث الأبرز هذا العام 2007. وهو الأول من نوعه على مستوى العالم يقوم فيه جهاز استخباراتي بتنظيم مؤتمر يبلغ من الأهمية بمكان لتسلط الأضواء عليه من خلال وسائل الإعلام العالمية المختلفة ويحضره ضيوف على مستوى عال من دول لها خبرات سابقة في مجال تقنية المعلومات وشخصيات استخباراتية كبيرة.
وأعطت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لهذا الحدث العالمي الذي احتضنته المملكة العربية السعودية في عاصمتها الرياض مطلع هذا الشهر الدعم الكبير في تحقيق نجاح مميز لفعالياته شكلا ومضمونا، وتوج ذلك افتتاح الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد للمؤتمر نيابة عن خادم الحرمين الشريفين وتدشينه للموقع الرسمي لرئاسة الاستخبارات: www.gip.gov.sa على شبكة الإنترنت العالمية معلناً بذلك بوابة مشرعة مشرقة من الاتصال والتواصل بين هذه المؤسسة الأمنية العملاقة (سيرة ومسيرة)، مع المجتمع في كل مكان بما تحمله من معان سامية في العلاقة الإنسانية لما فيه أمن وخير الأمة واستقرارها.
وسجل هذا التجمع العالمي إنجازا قياسياً في استقطابه لأبرز الأسماء من خبراء ومتخصصين في مجال أمن المعلومات ظهر ذلك من طلبات التسجيل للمشاركة في المؤتمر، إذ بلغ عدد الراغبين في المشاركة في فعاليات المؤتمر وفق المواصفات المؤهلة للانضمام له 161 مشاركاً يمثلون 16 جنسية مختلفة الذي انعكس بدوره في تميز الطرح والتناول لكافة الأوراق البحثية الثرية بالمواضيع، حديث الساعة في عالم الاتصالات وتقنية المعلومات. وجاء ذلك بفضل العقول النيرة من ذوي الكفاءات على المستوى المحلي والدولي في أعضاء اللجنة العلمية لمؤتمر تقنية المعلومات والأمن الوطني التي أجازت 81 بحثاً علمياً، ثم قيامها بتقسيم الأبحاث المجازة على خمسة محاور وفق أطر مهنية على مستوى رفيع يحقق الأثر المفيد حيث أقرت اللجنة 38 بحثاً منها للعرض في المؤتمر بينما تركت المجال متاحاً لإضافة الـ 43 بحثاً إلى سجل أبحاث المؤتمر. وذلك يترجم أهمية وفائدة محتوياتها بالنسبة للمؤتمر مسنودة بالدعم القوي من الجهة المنظمة الحاضنة لكل مخرجات هذا الحدث مما رقى بمستوى حضور المؤتمر وتخطيه لحدود الإقليمية إلى العالمية، مساهماً بجانب منظومة منجزات البلاد التقنية في جعل المملكة في مصاف الدول الأوائل المتقدمة في تقنية المعلومات والاتصالات.
وكسبت الاستخبارات العامة من هذا التجمع العالمي وبالتوجيهات الموفقة من الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس هذا الجهاز والمتابعة عن قرب لمساعده الأمير عبد العزيز بن بندر بن عبد العزيز، تأسيس نموذج يقتدى به للمؤسسات الأمنية المخابراتية خارج المملكة العربية السعودية نحو التقارب مع المجتمع في سبيل مواجهة تحديات مستقبل الأمن الوطني عبر الوسائط والقنوات الإعلامية ووسائل التقنية الحديثة من خلال البرامج الإعلامية ومناهج التعليم العام والجامعي والمناشط المختلفة.