الإبداع ليس حكراً على الشكل.. ولا خطورة من المحكي

الإبداع ليس حكراً على الشكل.. ولا خطورة من المحكي

لم تكن أمسية قاسم حداد التي أقيمت في النادي الأدبي في الرياض مقتصرة على الشعر فقط ، حيث استمتع الجمهور كذلك بالنقاش مع الشاعر الكبير حول تجربته وبداياته إلى جانب قضايا مختلفة في المشهدين الشعري والثقافي عموماً .
وقد كان حداد حاسما حيال إشكالية التصنيفات الأدبية، حيث رفض أن ينسب إلى شكل شعري معين، وأكد أن القصيدة تمثل بالنسبة له مقترحا جماليا من شأنه إعادة قراءة الواقع والذات بشكل أجمل عبر الصورة واللغة، معتبرا أن الرهان الوحيد هو على الموهبة والفن وأن الإبداع ليس حكراً على شكل دون آخر، ودون أن يسأله أحد عنه طرح حداد موضوع الشعر المحكي حيث اعتبره شكلا من أشكال التعبير الإنساني التي يجب تقبلها وعدم مواجهتها بمواقف عنيفة، وانتقد في هذا السياق ما اعتبره مبالغة من بعض المثقفين في تصوير خطر الشعر المحكي على اللغة الفصحى.
كما رد على الذين طرحوا مسألة الأصالة والشعر العمودي قائلا: "هناك كثير من القصائد الشعرية الجيدة بلا تفعيلة، وآلاف القصائد العمودية التي لا تحمل مفهوما حقيقيا للشعر" وأضاف "لا يجب أن نقول عن شكل شعري إنه ليس شعراً لمجرد رفضنا المسبق له".
يمثل الشاعر قاسم أحد المبدعين القلة الذين يقومون على مشاريع أدبية فضلا عن ممارستهم العمل الإبداعي، حيث قدم عددا من الرؤى الجديدة على المستوى الثقافي، سواء من خلال أطروحاته أو كتاباته أو قصائده التي قدم بعضها في إطار مواكبة موسيقية أو تشكيلية أو بصرية، كما يعرف عنه تدشينه أكبر موقع شعري متنوع هو موقع "جهة الشعر"، وبالتالي فهذه الآراء من شاعر بحجم وتجربة قاسم حداد تعكس كذلك امتلاكه ما يكفي من النضج الذي يفترض أن يتمتع به الأديب في قراءته للإبداع على مختلف أطيافه، ولا سيما في وجود الثقافة التي تقبل الاختلاف والذائقة التي لا تتعصب إلا للجمال حيثما كان.

الأكثر قراءة