لجنة من 3 جهات حكومية تحقق مع مؤسسات الحج المخالفة وتحاسبها وتغرمها
أبلغ "الاقتصادية" الدكتور فؤاد الفارسي وزير الحج أمس في المشاعر المقدسة، أن هناك لجانا مشتركة مكونة من وزارة الداخلية وإمارة المنطقة ووزارة الحج تقوم بدور مهم ونشط لمتابعة مؤسسات الطوافة وشركات ومؤسسات حجاج الداخل المرخص لها وترفع تقاريرها وملاحظاتها وتعرض للجان أكبر، تحقق وتحاسب وتوصي بإيقاع عقوبات وفرض غرامات. وقال الوزير في حوار موسع خص به "الاقتصادية" إن نحو 50 ألف موظف وعامل ينفذون خطط وزارة الحج ولكن معظمهم من الموسميين الذين نأمل أن يتحول الكثيرون منهم إلى موظفين دائمين لما يتوافر لديهم من خبرة ودراية يمكن أن يستفاد منهم لمواجهة الزيادة المطردة في تعداد المعتمرين الذين يغطون معظم أشهر العام، الأمر الذي تنتفي معه صفة الموسمية.
ويقف مع شروق شمس اليوم الثلاثاء أكثر من مليوني حاج على صعيد عرفات الطاهر وسط تجهيزات ضخمة وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لخدمة ضيوف بيت الله الحرام, ليتمكنوا من أداء فريضة الحج بيسر وسهولة وأمان. وقد جندت الوزارات المعنية بالحج وفي مقدمتها وزارة الداخلية جميع الإمكانات البشرية والفنية لتقديم خدمات نوعية لوفود الحجيج من 181 جنسية من مختلف أقطار العالم.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
أوضح الدكتور فؤاد عبد السلام الفارسي وزير الحج أن دور الوزارة يأتي ضمن منظومة التشكيل الهيكلي لقطاعاتها المختلفة، مؤكدا أن وزاراته التي تعمل على مدار العام تحصد المزيد من النجاحات لمصلحة ضيوف الرحمن لأن حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين تبذل كل غال ونفيس وبكل أريحية من أجل التطوير والتحديث في البنية الأساسية ذات الصلة بشؤون الحج.
وأشار إلى أن جسر الجمرات الذي تم بمواصفات بلغت تكليفاتها أكثر من أربعة مليارات ريال لهو أكبر دليل على اهتمام ولي الأمر بأمن وسلامة الحجاج. وتوقع الوزير في حوار خص به "الاقتصادية" صباح يوم عرفة أن تنحسر ظاهرة التخلف لأن الجهات الأمنية لهم بالمرصاد، كما أن الوزارة قد أضافت شروطاً على الشركات الخارجية وعلى المتعاونين معها في المملكة لحجب النشاط عن كل من ينتج عنه أي نسبة تخلف وقد تصل العقوبة إلى الإيقاف. وأشاد بالنظام الجديد لمؤسسات الطوافة بعد انتهاء صفة التجريبية معتبرا ذلك سيساعد تلك المؤسسات على تنمية مواردها لمواجهة المستقبل. وأكد أن هناك لجانا مشتركة مكونة من وزارة الداخلية وإمارة المنطقة ووزارة الحج تقوم بدور مهم ونشط لمتابعة مؤسسات الطوافة وشركات ومؤسسات حجاج الداخل المرخصة لها وترفع تقاريرها وملاحظاتها وتعرض للجان أكبر تحقق وتحاسب وتوصي بإيقاع عقوبات وفرض غرامات، كما يعزز هذا الدور ما تقوم به هيئة الرقابة والتحقيق العام. وأوضح أن نحو 50 ألف موظف وعامل ينفذون خطط وزارة الحج ولكن معظمهم من الموسميين الذين نأمل أن يتحول الكثيرون منهم إلى موظفين دائمين لما يتوافرون عليه من خبرة ودراية يمكن أن يستفاد منهم لمواجهة الزيادة المضطردة في تعداد المعتمرين الذين يغطون معظم أشهر العام الأمر الذي تنتفي معه صفة الموسمية.. نص الحوار:
نود أن تُعّرِفنا على خطط وزارة الحج لهذا العام ؟
إن وزارة الحج يأتي دورها ضمن منظومة التشكيل الهيكلي لقطاعاتها المختلفة إضافة إلى نطاق الإشراف من المؤسسات والمكاتب والنقابة العامة للسيارات .. ولكل تلك المكونات خطط يتم إعدادها سلفاً وتناقش تباعاً لاعتمادها وإقرارها وتصبح هي المعيار الذي يقاس عليه مستوى الأداء .. وإن مجموعة الخطط المذكورة في واقع الأمر عبارة عن استراتيجية متكاملة الأركان يعزز بعضها بعضاً .. وإن الهدف الأساس في النتيجة هو خدمة ضيوف الرحمن ليتمكنوا من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة وفق ما يوجه به ولاة الأمر – حفظهم الله – ولذلك يمكن القول إن خطط الوزارة هي ذات طابع متكرر ثرية بالخبرات كما أنها تتسم بالمرونة والتطلع المتنامي إلى الأخذ بالأسباب جهة التطوير كلما كان ذلك ممكنا. وبين وزير الحج أن وزارة الحج معنية بمكاتب الحج المرخصة وهي التي تُحَاسَبُ عند التقصير بموجب نظام الترخيص أما من يمارس النصب والاحتيال فالجهة الأمنية له بالمرصاد ، كما أن المحاكم الشرعية تقوم بدورها في هذا الشأن.
كيف تقرأون موسم حج هذا العام ؟
إني أرى فيه الكثير من التفاؤل بحصد المزيد من النجاحات لمصلحة ضيوف الرحمن لأن حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين تبذل كل غال ونفيس وبكل أريحية من أجل التطوير والتحديث في البنية الأساسية ذات الصلة بشؤون الحج والحجاج وذلك على جميع الصُعد الحيوية ، وإن ورش العمل المنتشرة على امتداد الأراضي المقدسة خير مؤشر على تشخيص هذا الاهتمام الكبير الذي يعزز الثقة بأمر الله أن الحج سيكون على النحو الذي يسر الأشقاء والأصدقاء.
ما رؤيتكم الحالية والمستقبلية لتطوير خدمات الحج المساندة ؟
إن التطوير المتوازن المبني على الخبرة المعمقة والمنهج العلمي المتخصص هو السبيل الذي يفضي إلى إحراز التقدم والارتقاء بالأداء ومن هذا المنطلق تحرص الوزارة دوماً في إطار اللجان المشتركة على أن تكون واضحة وصريحة فيما تطرحه من آراء وما تقترحه من آليات للتواصل والتكامل لبناء جسر التعاون الذي يكبر باستمرار .. وأن نتائجه الطيبة تبرز أولاً بأول على أرض الواقع وهذا ما يحفز على المزيد من التفاعل البناء الذي يذكر، فيشكر لجميع الجهات المساندة التي لا تدخر وسعاً للقيام بالواجب خير قيام.
كيف ستتعاملون مع الضغط المتواصل على الحج والإقبال المتزايد من الحجيج ؟
إن التقنين والالتزام بمقتضى النظام والتنظيم وتكثيف الجهود الرامية لإعداد برامج توعوية كل ذلك يؤدي بعون الله إلى التعامل بكفاءة مع الإقبال المتزايد لجعله ممكناً وبعيداً عن أي سلبيات محتملة والمهم التعاون من الأشقاء وهو متحقق ولكن نتطلع إلى المزيد لإحكام السيطرة لتمهيد السبل على درب تحقيق الصالح العام الذي هو رائد الجميع.
كيف ترون دور شركات الحج والعمرة؟ وهل أنتم راضون عن أدائها؟
شركات الحج والعمرة ليست على وتيرة واحدة ففيها المتفوق وفيها المتواكل ، وبطبيعة الحال فالوزارة تشكر وتشد على يد المقِّدر لمسؤوليته المؤدِّي للأمانة الملقاة على عاتقه ، كما تواجه المقصِّر بمقتضى النظام واللوائح التفسيرية ولا يأخذنا في ذلك لومة لائم لأن الهدف الأساس هو إيجاد شركات على مستوى رفيع راغبة في الخدمة وفي التطوير لأداء مميز .
هل يمكن كم أن تشرحوا للقراء كيف تدار عمليات الحج ؟ وما هي غرفة العمليات المشتركة ؟
هناك غرفة عمليات قوامها كبار المسؤولين في الوزارة يتولون بإشرافي القيام بكل ما يتوجب الأخذ به للتعامل مع المستجدات الآنية لحظة بلحظة ، كما ينبثق عن هذه الغرفة ضباط اتصال ميدانيون لترجمة كل توجيه إلى خطوات عملية لمعالجة كل طارئ بالشكل المناسب وفي الإطار الذي تقضي به النظم المعمول بها .
كما أن للوزارة دورا آخر من خلال غرفة العمليات المشتركة التي تخطط لها لجنة الحج العليا وتعكف على تطبيقاتها لجنة الحج المركزية التي تنبثق عنها لجان عديدة ذات مهام مختلفة وهي على تواصل وثيق من خلال تقنيات حديثة لتسهيل تبادل المعلومات للإحاطة الشاملة أولاً بأول وللتنسيق بينها وهي المرتكز فيما يصدر من توجيه من الإدارة العليا .
ما المشكلات التي تواجهها الوزارة في إدارة الحج ؟ وكيف يتم التعامل معها؟
المشكلات لابد منها ولا يوجد عمل بدون مشكلات ولكن المهم هو استخدام الحكمة لتوجيه الأمور الوجهة التي يتحقق بها ومعها الصالح العام والوزارة في كل الأحوال صديقة للجميع ولكنها لا تجامل على حساب النظام ولذلك هي تشكر المُجِّد وتحاسب المقصِّر وتوقع الجزاء وفق ما يقضي به النظام ، كذلك فإن لكل حالة ميزانها لأن ما قد يحدث من مشكلات اضطراراً خلال تلك الأخرى التي يبرز فيها التواكل وعدم الاكتراث وهذه الأمور لابد أن تؤخذ في الحسبان .
تم الانتهاء من المرحلة الثانية من جسر الجمرات، كيف تتوقعون أداءه؟
لا شك إن إنجاز جسر الجمرات بالمواصفات التي هو عليها الذي يكلف أكثر من أربعة مليارات ريال يدل على الاهتمام الكبير لدى ولاة الأمر بأمن وسلامة الحجاج في كل مراحل أداء نسكهم وبخاصة أثناء نسك رمي الجمرات والتدفق الهائل وما كان يصاحبه من زحام وتدافع ، أما وقد أقيم الجسر الجديد واستفاد منه حجاج العام 1427هـ ولم تسجل أدنى ملاحظة بحمد الله، فإن ذلك يعني أن إضافة طابق آخر ودخوله في الخدمة لحج عام 1428هـ ، مزيد الاطمئنان ومزيد التيسير لحجاج بيت الله الحرام الذين نرجو لهم حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وعوداً حميداً إلى ديارهم وأوطانهم .
النقل في المشاعر إحدى المشكلات التي يعانيها الحاج ما رؤية وزارتكم في التعامل مع وضع حلول لتلك المشكلة مع الجهات المعنية؟
النقل في حد ذاته متوافر ومتاح ويمكن مضاعفته ، ولكن هذا النقل يحتاج إلى امتداد في الطرق لينطلق باتجاه الوصول إلى المواقع المقصودة في المشاعر المقدسة ، لذلك فإذا كانت هناك مشكلة فالعلاج لا يأتي بزيادة عدد الحافلات وإنما بتقليص أعدادها ومن هنا نشأ مشروع النقل الترددي الذي بدئ في تطبيقه مرحلياً ليشمل لاحقاً جميع مؤسسات الطوافة ، كما أن مشروع إنشاء النقل بالقطارات الذي يدخل مرحلة التطبيق قريباً إن شاء الله سيسهم في الحد من الزحام كما سيسهم في عملية الحماية من التلوث لمصلحة المواطن والحاج والمقيم والبيئة عامة.
ما مقاييس النجاح لديكم في حج هذا العام ؟
مقاييس النجاح ليس مجرد كلام يُكتب أو قولا يتردد وإنما ما يشاهد على أرض الواقع وما يعبر به كل حاج ومن جملة ذلك يمكن أن يستخلص مستوى النجاح الذي أمكن إحرازه ، ولعل جسر الجمرات خير مؤشر على ذلك فلقد تحدث عنه الحجاج وعن مزاياه قبل أن يتحدث عنه المسؤولون وهنا يكمن النجاح الحقيقي لكل إنجاز جيد ومتقن .
تنظم الوزارة في كل عام ندوة كبرى، كيف يتم اختيار المحاور والمحاضرين فيها؟ وهل هناك توصيات عن تلك الندوات ؟
ندوة الحج الكبرى قد بلغت الستين ولا تزال في قمة شبابها وحيويتها لأنها تحلق في آفاق ما نشأت من أجله بجناحي الخبرة والتخصص العلمي والأكاديمي ولذلك فهي دائماً جديدة ومتجددة وتبني على ما سبق ، وإن أمينها العام في الوقت الحاضر هو الدكتور هشام عباس الذي يعكف بإشرافي والهيئة المساندة على اختيار عنوان للندوة في كل عام الذي تنبثق عنه محاور متعددة لإثراء موضوع البحث ، وبعد تسمية المحاور تبدأ عملية ترشيح المشاركين كل في مجال اختصاصه ليتحقق التنوع ويتحقق التوسع في الطرح ليأتي التناول من مختلف الجوانب لبلورة موضوع الندوة وتجليته .
هل ثبت لديكم وجود بيع تصاريح الحج بين حجاج الداخل ؟
تصاريح الحج هي عهدة لا تصرف إلا لمن يستحقها وعليه المحافظة عليها ، ولذلك فمن يفرط فيها أو يتاجر بها لن يترك وشأنه بل سيحاسب على تفريطه ، وإن الجهات الرقابية والمتابعة نشطة في هذا الصدد وذلك عبر لجان مشتركة دءوبة في عملها وما ترفعه من تقارير ومن ملاحظات هو في مركز الاهتمام ، وقد أعذر من أنذر .
معالي الوزير مراكز الإرشاد والتأهيل بمن فيهم من يعملون في الحج من طلبة الكشافة وغيرهم اتضح لنا عدم دراستهم المواقع على أرض المشعر ، أليس هناك حلول جديدة لإنهاء مشكلة التائهين ؟
طلبة الكشافة مشكورين يقومون بدور مهم وأعتقد أن ما يسهمون به في حالة تطور مستمر لاكتسابهم عامل الخبرة من جهة ولما يحدث من تقنيات تدخل في الاستخدام من جهة أخرى كما أن جمعية الكشافة السعودية تعكف على تطوير أدائها من خلال ورش العمل وعقد الندوات وإلقاء الحاضرات لمزيد التوعية والإجادة لدى الكشاف السعودي .
اطلع معاليكم على عدد من التجارب النوعية التي أطلقتها بعض الدول لتثقيف حجاجها من بينها التجربة الماليزية ، كيف يمكن نشر التوعية للحجاج قبل وصولهم إلى السعودية ؟
هناك وسائل عديدة تدخل في عملية التوعية في صفوف الحجاج قبل قدومهم إلى المملكة والوزارة على استعداد لتوفير المطبوعات والأفلام السمعية والمشاهدة ، وهي تمضي قدماً لجعلها في متناول جميع بعثات الحج ولكن الناتج لكل دولة يختلف عن الأخرى بالقدر الذي توليه من الاهتمام وهو موجود إلا أن الطابع الروتيني وحلقة التواصل بين المعنيين إذا لم تكن محكمة ومتكاملة ، يأتي المردود ضعيفاً وأثره وتأثيره غير واضح ولا ملموس .
ما المشاريع الجديدة التي تنوون تنفيذها ولم يتسن الإعلان عنها ؟
ما تخطط له وتنفذه الجهات المساندة هو بمثابة مشاريع جديدة بالنسبة لوزارة الحج لأنها تعزز دورها وتدعمه ، لذلك فإن ما نركز عليه بالدرجة الأولى هو تطوير وتحديث كل ما هو معمول به وذلك من خلال الندوات وعقد ورش العمل التي تبحث باستمرار وبالتعاون والتكامل مع المراكز المتخصصة وبخاصة مركز خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج التابع لجامعة أم القرى .
هل هناك نية لعمل مشروع لاستبدال الخيام التقليدية في عرفات بخيام مقاومة للحرائق؟
إن الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة هي التي بادرت بإقامة مشروع الخيام الحديثة في مشعر منى والتي تمضي قدماً في إنشاء الأبراج السكنية التجريبية في سفوح الجبال في مشعر منى كما أن لديها الكثير مما تعتزم القيام به وفق ما يوجه به ولاة الأمر ، وهناك سلم أولويات ودراسات وبحوث يؤخذ بها للانطلاق منها اعتماد مشاريع مثل جسر الجمرات الجديد وزيادة الإنفاق وما استجد بشأن مشروع القطارات. إن المقبل من الأيام والمواسم سيشهد العديد من الإنجازات العظيمة التي ينفق عليها بسخاء منقطع النظير من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين .
سكن الحجاج مشكلة تكرر في كل عام بسبب وجود السماسرة وهناك مطالب من مؤسسات لتتولى عملية الإسكان كيف تتعامل وزارة الحج مع هذه المشكلة ؟
سكن الحجاج حسب الاتفاقات من مسؤولية بعثات الحج ، ولذلك فإن العقود إذا نفذت بكل شفافية ووضوح لا تحصل مشكلات وهو الغالب فيما يتم توثيقه وهناك حالات معدودة مؤسفة يحصل فيها التهاون فينشط دور السماسرة الذين لا يهمهم سوى مصلحتهم الشخصية وهنا يحدث الخلل وحينئذ تتدخل الجهات المعنية لتصويب المسار ولمعالجة الخلل ، كذلك فإن مسألة قيام مؤسسات الطوافة بالإسكان وهذا ما كان معمولا به من قبل وكانت تنجم سلبيات أيضاً من البعض ، ولذلك فإن مسألة التحول من جهة إلى أخرى تخضع للتفاهم وللنتائج المتحققة على أرض الواقع .
كيف ترى الدور الذي تقوم به مؤسسات الطوافة لخدمة الحجاج؟ ومتى يتم العمل بالنظام الجديد للمؤسسات بعد انتهاء صفة التجريبية ؟
التعامل وفق النظام الجديد هو في واقع الحال رهن التطبيق العملي وذلك مما حفز المؤسسات إلى المبادرة لتحسين أوضاعها وتحديث هيكلتها للقيام بالنشاط الاستثماري لتنمية مواردها لمواجهة المستقبل بإمكانات مادية وطاقات إنسانية وبرامج تقنية وتدريبية لرفع الكفاية. كل ذلك يدل على أن الأمور في طريقها إلى الأفضل لمصلحة الارتقاء بخدمة الحاج ومن أجل تحسين أوضاع أبناء الطوائف ذكوراً وإناثاً .
هناك خلاف بين التأمينات الاجتماعية ومؤسسات الطوافة بسبب مطالبة التأمينات شمول التأمين على الموظفين الموسميين هل تم الوصول إلى حل لهذه الإشكالية ؟
التأمين بشكل عام هو في مصلحة المواطن أما تطبيقاته فيحكمها النظام الخاص بها وإذا كان هناك ما هو محل خلاف نتيجة للاجتهاد من الموظفين التنفيذيين فلن يستمر طويلاً لأن كبار المسؤولين يفهمون ما هو المرغوب فيه وما هو فيه تحقيق للصالح العام فيأخذون به دون تردد .
تظهر في كل عام مؤسسات وهمية في مناطق المملكة للنّصب على الحجاج كيف تتعامل الوزارة معها ؟ وكما عدد المكاتب الوهمية التي تم القبض عليها هذا العام ؟ وهل ستتم محاكمتهم ؟
الوزارة معنية بالمكاتب المرخصة وهي التي تُحَاسَبُ عند التقصير بموجب نظام الترخيص أما من يمارس النصب والاحتيال فالجهة الأمنية له بالمرصاد ، كما أن المحاكم الشرعية تقوم بدورها في هذا الشأن ، ومع ذلك فإن للوزارة موقعا على الإنترنت تُسَمِّي فيه الشركات المرخَّصَة كما يوجد هاتف مجاني لحجاج الخارج وآخر لحجاج الداخل للرد على أي استفسار بشأن أي شركة إذا كانت مدرجة في البيان أم لا ليتسنى للحاج التعاقد وهو مطمئن ومرتاح البال .
ما عدد مؤسسات حجاج الداخل في حج هذا العام ؟ وهل هناك توجه لتحويل بعضها إلى شركات يكون لها فروع في مناطق المملكة بدلاً من التوسع في إصدار مزيد من تصاريح المؤسسات ؟
ليس النجاح مرهونا بكثرة القيام بالمهام ، فمؤسسات الطوافة تعد على أصابع اليد ومع ذلك فتكاليفها زهيدة وفي مقدور كل حاج ومن تخدمهم يعدون بمئات الألوف ولذلك فإن الاتجاه بالنسبة لشركات ومؤسسات حجاج الداخل التي يبلغ عددها (225) أن يخضعوا لمتابعة دقيقة بهدف الخلوص إلى تصور منطقي وعملي ويأتي في إطار التوجه العام لحكومة المملكة العربية السعودية التي تنشد التطوير لكل المرافق والخدمات وفق الخطط التنموية المعتمدة .
هناك مؤسسات تبالغ في الحج بمعنى حج خمس نجوم بمبالغ باهظة كيف تتعامل الوزارة مع تلك المؤسسات ؟ وهل سمحت الوزارة بمخيمات خاصة لفئة VIP ؟
المخيمات هي مساحة من الأرض أما ما هو داخلها فيخضع لاستطاعة المُرَخَّص على تأثيثها بالسجاد العادي أو الفاخر على أن المبالغة في مثل هذه الحالات وما قد يترتب عليها من تصعيد في التكلفة فذلك غير مرغوب فيه ولا هو محل تشجيع ، ولكن لكل إنسان بطبيعة الحال حرية الاختيار. وفي هذا الشأن فإني أوصي نفسي وإخواني ممن يرغب في أداء الحج أن يأخذ بأيسر الأمور وخير الأمور الوسط والله الهادي إلى سواء السبيل .
شكاوى الحجاج كيف تتعامل معها الوزارة ؟
شكاوى الحجاج في موضع الاهتمام حيث يتم التعامل معها استناداً إلى النظم واللوائح التي تحكم أداء الخدمة التي يجب أن تُقَدَّم على خير وجه وإن أي تقصير أو تهاون يحاسب عليه المقصِّر حساباً حاسماً يكون تأديباً له وردعاً لأمثاله .
ما عدد القوى العاملة في وزارة الحج لهذا الموسم وكذلك المؤسسات التابعة لها ؟
العدد يقدر بنحو خمسين ألف موظف وعامل ولكن معظمهم من الموسميين والذين نأمل أن يتحول الكثيرون منهم إلى موظفين دائمين لما يتوافرون عليه من خبرة ودراية حيث يمكن أن يستفاد منهم لمواجهة الزيادة المضطردة في تعداد المعتمرين الذين يغطون معظم أشهر العام الأمر الذي تنتفي معه صفة الموسمية .
مشكلة تخلف المعتمرين تظهر كل عام، كيف تتعامل الوزارة مع هذه الظاهرة وهل هناك انخفاض عن الأعوام السابقة ؟ وكم تقدرون إعداد المتخلفين في هذا الموسم ؟
ظاهرة التخلف في تناقص لأن الجهات الأمنية لهم بالمرصاد ، كما أن الوزارة قد أضافت شروطاً على الشركات الخارجية وعلى المتعاونين معهم في المملكة لحجب النشاط عن كل من ينتج عنه أي نسبة تخلف وقد يتم تصعيد الأمور إلى الإيقاف الدائم عن الخدمة .
تسرب الحجاج إلى المشاعر ما الخطط المعدة للتصدي لهؤلاء المتسربين؟
أعتقد أن الجهات الأمنية التي تشرف على مفارق الطرق قد أحكمت الطوق ولذلك فالنتائج ستكون إن شاء الله جيدة للحيلولة دون حدوث أي تسرب وبخاصة مع وجود المراقبة الجوية التي تحلق على مدار الساعة .
النقل الترددي نجحت هذه الفكرة هل هناك توسع فيها لتطبيقها على بقية المؤسسات وكذلك على حجاج الداخل ؟
النقل الترددي أعتقد أنه أصاب كثيراً من النجاح ولعل أبرز ما فيه أن الحافلة الواحدة تقوم بمهام ثلاث حافلات تقريباً وهذا يخفض العدد المستخدم من الحافلات إلى الثلث وذلك يعني إفساح المجال لانسيابية الحركة على طرقات الحج ، ومع التوسع في النقل الترددي سيلمس أكثر وأكثر نتيجة هذا التوجه الطيب الذي تراعى فيه محدودية الزمان والمكان .
كشف تقرير ناقشه مجلس الشورى أخيرا أن وزارة الحج تعاني نقصا في عدد الوظائف والكوادر المهنية، هل هناك أي جديد بعد إعلان الميزانية ؟ وهل هناك دعم لوزارة الحج؟
الوزارة تعمل جهدها مع جهات الاختصاص لاعتماد احتياجاتها وهناك تفهم طيب ورغبة للاستجابة ، ولكن المتطلبات الإجرائية يلزمها الكثير من الوقت الذي نرجو ألا يطول، كما أن الميزانية في طريقها للوزارة ونأمل أن تكون وفق المأمول .
هل هناك لجان لرصد المؤسسات المخالفة من مؤسسات الطوافة ومؤسسات حجاج الداخل ؟ وما العقوبات المقررة بحق المخالفين ؟
نعم هناك لجان مشتركة مكونة من وزارة الداخلية وإمارة المنطقة ووزارة الحج وتقوم بدور مهم ونشط في هذا الصدد وتقاريرها وملاحظاتها تعرض للجان أكبر تحقق وتحاسب وتوصي بإيقاع عقوبات وفرض غرامات ، كما يعزز هذا الدور ما تقوم به هيئة الرقابة والتحقيق العام .
يتخوف عدد من المراقبين للحج أنه في حالة نجاح التفويج على جسر الجمرات تظهر مشكلة ازدحام في الحرم، كيف تنظر الوزارة إلى تفادي ذلك؟
تَحَسُّبٌ في محله وهو محل اهتمام جهات الاختصاص ويتم بشأنه تداول في الرأي وقد اتخذت الرئاسة العامة للحرمين الشريفين حياله عدة ترتيبات لمراقبة مداخل ومخارج الحرم المكي الشريف لمراعاة الطاقة الاستيعابية على أن ما يطمئن ما بادرت به حكومة خادم الحرمين الشريفين بمضاعفة مساحة المسعى بين الصفا والمروة بما يعني أن هناك حيزاً إضافياً قد أصبح رهن الاستفادة ولثلاثة طوابق بامتداد أكثر من ثلاثمائة متر لكل طابق .
تعلن وزارة الحج في كل عام عن جائزة أفضل عمل صحافي، هناك انتقادات على لجنة التحكيم، هل هناك تطوير لتشمل وسائل الإعلام الخارجية ؟ وكيف تردون على منتقدي الجائزة ؟
لكل جائزة نظامها ونطاقها وهيئة الجائزة تقوم بواجبها في إطار ما يحكم نشاطها ولديها حرية الترشيح وهي مكونة من شخصيات خبيرة في ميدان العمل الصحافي وموثوقة فيما توصي به لأن الهدف الأساس هو حفز المتفوق في مجاله نحو الأفضل، وأخيراً فإن لكل مجتهد نصيب ولو بكلمة شكر أو درع تذكارية.
ما عدد الحجاج القادمين من خارج البلاد، وكذلك عدد الحجاج من داخل البلاد؟
الحجاج من الخارج أكثر من مليون وسبعمائة ألف، وإضافة إلى حجاج الداخل فسيرتفع العدد إلى أكثر من مليوني حاج وعلى كل حال فإن إدارة الجوازات ومصلحة الإحصاءات ستصدران إحصاءات دقيقة في هذا الشأن مع اكتمال العدد الإجمالي على صعيد المشاعر المقدسة .
أين وصل موضوع تحويل تأشيرات العمرة إلى تأشيرات سياحية ؟
إن الهيئة العليا للسياحة ووزارة الحج قد توصلتا إلى آلية مشتركة في هذا الصدد وأنه حال إقرارها واعتمادها ستدخل مرحلة التنفيذ ضمن ضوابط محددة لتسهيل الإجراءات ولتجنب السلبيات المحتملة .
معالي الوزير على الرغم من الاحتياطات والطائرات التي ترصد المتسللين إلا أن هناك من يشير إلى وجود تساهل من قبل بعض أفراد الجهات المشاركة العاملين في مراكز التفتيش في مداخل مكة بالسماح لمن لا يحملون تصاريح حج ، ما تعليقكم على ما قلت؟
أسهل الأقوال هو الاتهام ولكن العمل على أرض الواقع هو الذي يصدق ذلك ويكذبه وأن ما يلحظ أن رجال الأمن الموثوق بأمانتهم الذين يواصلون الليل بالنهار للقيام بالواجب من الإجحاف في حقهم أن يقال مثل هذا الكلام .. ولذلك لا نملك إلا شكرهم وتقديرهم والدعاء لهم بالصحة والسلامة ومزيد التوفيق والتفوق.
كيف يمكن الاستفادة من الحج كمنتج اقتصادي؟
هذا السؤال جيد ومهم لأن الحج فيه منافع لقوله عز وجل ((ليشهدوا منافع لهم)) وأنا أنظر إلى هذه المنافع من زاوية التعارف وتمتين التواصل بين الإخوة المسلمين .. أما زاوية ما أسميته المنتج الاقتصادي .. فإن الاقتصاديين من أصحاب الاختصاص الذين يقيسون الأمور بالمعايير المادية فقد يضيفوا الكثير في هذا الشأن .
كيف يمكن زيادة الطاقة الاستيعابية لسكن الحجاج في منى ؟
القاعدة الهندسية تقول إذا كانت المساحة من الأرض محدودة فارتفع رأسياً .. هذا ما تعمل من أجله وزارة الشؤون البلدية والقروية بإقامة المباني التجريبية على سفوح جبال مشعر منى .. والآن هناك نحو ستة أبراج وإن المشائخ الذين يعتد برأيهم سينظرون في الأمر من الناحية الشرعية .
يشكو عدد من الحجاج ارتفاع أسعار حملات حجاج الداخل، هل للوزارة دور في تحديد الأسعار، أو بمعنى وضع حد أعلى للأسعار ؟
المسألة عرض وطلب ومواصفات وحزمة خدمات .. وهناك مجال عريض لحرية الاختيار ولكن ما أوصي به نفسي وإخواني الراغبين في الحج أن يأخذوا بالاعتدال .. لأن كل ما زاد عن حَدِّهِ انقلب إلى ضِدِّهِ والمال أمانة ولا بد أن ينفق في وجهه الصحيح.
ما تقييم معاليكم لدور الجهات الحكومية في إنجاح الحج وكيف تقيمون مستوى التكامل بين وزارة الحج والجهات الأخرى ؟
دور الجهات الحكومية المشاركة في أعمال الحج دور كبير ومهم ومعزز ومساند .. كما أنه في تطوير مستمر من حيث فعالياته ومن حيث التواصل والتنسيق معه لتحقيق التكامل والحقيقة أن وزارة الحج سعيدة وحريصة على تنمية هذا التوجه الخير الذي يحث عليه ولاة الأمر.
مباني وزارة الحج في مكة ما زالت مستأجرة، هل هناك نية لبناء مقر للوزارة في مكة ؟ وما التكلفة الإجمالية المتوقعة له ؟
مبنى الوزارة في مكة المكرمة نأمل أن يدخل مرحلة التنفيذ قريباً إن شاء الله وسيكون مستوعباً لجميع قطاعات الوزارة مع نظرة مستقبلية .. كما أن المبنى سيكون بتوفيق الله من معالم مكة المكرمة بمواصفاته المستمدة من البيئة المحلية.
التفويج إلى جسر الجمرات أحد أهم الأمور في الحج، ما الخطط المعدة لنجاح التفويج إلى جسر الجمرات ؟
هناك خطة متكاملة متعددة الأبعاد في إطار الوزارة والمؤسسات على نطاق الإشراف وكذلك في الإطار المشترك التنفيذي الذي ترعاه لجنة الحج المركزية وعلى أرفع المستويات لإحكام السيطرة ولإدارة الحشود وفق مراحل متتابعة بحيث يتسنى لجميع الحجاج أداء نسك رمي الجمرات بكل ارتياح ودون أدنى معوقات أو تدافع أو ازدحام .
المؤسسات المخالفة لعملية التفويج ماذا سيصدر بحقها ؟
المؤسسات لا تخالف لأنها حريصة على اسمها وسمعتها ومستقبلها ولكن ما يحسب له هو بعض الحجاج الذين لا يلتزمون بالخطة فيخرجون من المخيم قبل الوقت بدواعي مختلفة وهؤلاء نحذرهم من مغبة اللجوء إلى مثل هذا المسلك لمردوده السلبي .
هل لديكم نية لخفض أعداد المعتمرين المتخلفين من نسبة الحج المقررة لكل دولة ؟
هذا الموضوع لا نفكر فيه مطلقاً لأن ترتيبات الحج تتم في إطارها .. كما أن ترتيبات موسم العمرة لها إطارها الخاص بها .. وأن لكل منهما النظام الذي يحكمه .
كيف تنظرون إلى مستوى التجاوب من قبل البعثات الرسمية للحج؟
التجاوب طيب ومشكور ولكنه ليس على درجة واحدة وهذه طبيعة البشر ومع ذلك نأمل ونتطلع إلى المزيد من التجاوب البناء لما فيه صالح الحجاج أكثر وأكثر.
في الختام ما أبرز الخطط الحالية والمستقبلية لدى وزارة الحج للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن ؟
أبرز الخطط التي نركز عليها ونعمل على الأخذ بها التوسع في الاستخدام الآلي لمصلحة الحج والعمرة لتدفق معلوماتي ضمن مفهوم الحكومة الإلكترونية وعقد الندوات وورش العمل والتعاون مع مراكز البحوث ذات الصلة والتدريب لرفع الكفاية لدى منسوبي الوزارة والمؤسسات والمكاتب نطاق الإشراف وإيجاد الحوافز المادية والمعنوية للارتقاء بالأداء والله الموفق.