مسن يكافئ كشافا بتزويجه من ابنته بعد أن عثر على ذويه

لم يكن يتوقع الكشاف وليد وهو شاب صغير أسهم في إرشاد أحد المسنين إلى مقر حملته في منى ليل أمس أن تصل مكافأته إلى حد أن يطلب منه المسن الزواج من ابنته على الفور.
وقال الكشاف الذي ينتشر مع نحو 500 من رفاقه في المشاعر المقدسة "لقد كان هذا المسن تائها، لا يعرف كيف يذهب إلى مقر حملته، بدا متعباً وخائفاً أيضاً، وكانت قدماه تتحركان ببطء شديد، قدرت أنه بحاجة للمساعدة فتقدمت إليه".
ويضيف "عندما وصلت إليه، كان ينظر إلي وفي عينيه تسبح نظرات الحيرة، سألته إن كان بحاجة للمساعدة فعلاً، فقال لي نعم، لقد فقد أهله وذويه ولم يكن يعرف مقر حملته كما أن البطاقة التعريفية الخاصة به لم تكن موجودة".
وزاد "أدركت أن مهمة البحث عن مقر حملته سيكون صعباً، أنا لا أستطيع أن أحصل على أي معلومات إرشادية من فم هذا المسن، لقد كان يتحرك بجانبي بيأس وتعب شديدين".
ويتابع وليد "بعد خطوات كثيرة، أخبرني أنه من الجنسية الفلسطينية، وكانت هذه المعلومة بالنسبة لي جيدة، فأنا أصبحت أمتلك اسمه وجنسيته، وهذا سيساعدني كثيراً عند البحث عن مقر حملته في السجلات الموجودة بمقر عملي".
ويشير وليد إلى أن المسن الذي يدعى خليل ويقيم في الأردن شعر بالهدوء كثيراً بعد أن أخبرته أنه بعد غضون ساعة سيكون مع أبنائه وبناته يتبادلون الحديث كما أنه سيتذكر أمر ضياعه هذا كقصة طريفة يرويها لأصدقائه عند عودته إليهم.
ويزيد "عندما وصلت إلى مقر عملي، بدأت بإجراء الاتصالات بالعديد من الحملات، وبعد مرور نحو عشر دقائق كنت قد توصلت إلى مقر حملة المسن، لم أخبرها حينها، وطلبت منه أن يرافقني إلى مكان آخر غير هذا".
ثم يتابع"انطلق معي وكان يسألني كثيراً، لكني كنت أجيب عن أشياء أخرى تتعلق بالحج والتنظيم وكيف وفرت الحكومة السعودية كافة طاقاتها لإنجاح الحج، بعد فترة بسيطة شددت برفق على يد المسن ثم طلبت منه النظر إلى الجانب الأيمن فقلت له، هذا مقر حملتك، من فضلك لا تضع المكان مرة أخرى".
ويكمل وليد "كان المسن سعيدا جداً، بدأ لي للوهلة الأولى أنه يريد أن يقفز، لكنه عانقني بعمق، ثم أصر على ضيافتي بحرارة، فأخبرته بأن مهام جساما أخرى تنتظرني، ثم طلب مني رقم هاتفي فزودته به، قبل أن يفاجئني بأنه زوجني إحدى بناته وسيتصل بي بعد انتهاء الحج، لكنني شكرته على هذه اللفتة وأخبرته بأن هذا واجبي، وأن أي شخص غيري كان من الممكن أن يقدم له هذه المساعدة وربما بشكل أفضل".
وتنتشر في المشاعر المقدسة 17 مركزاً للتائهين تمتلئ بأعداد من الكشافة السعوديين الذين أسهموا في إرشاد وتوصيل أكثر من 30 ألف حاج تاه في المشاعر المقدسة خلال الأيام الماضية كما أنهم قاموا بتوزيع أكثر من 50 ألف خريطة إرشادية على ضيوف الرحمن منذ بداية موسم حج هذا العام.