الأمن السعودي.. يد تخدم الحجاج وتؤمن سلامتهم ويد تضرب الإرهاب
سجلت قوات الأمن السعودي نجاحات قياسية بعد أن أعلنت المملكة أمس تحقيق موسم الحج لهذا العام نجاحا باهرا ومتميزا على المستوى الأمني والصحي، إذ عزت قيادات أمن الحج تحقيق هذا النجاح إلى توفيق الله أولا ثم الدعم الكبير من القيادة لرجال الأمن والتخطيط السليم، إضافة إلى الآلية المحكمة في تنفيذ الخطط.
ويعد موسم الحج شهد مشاركة 50 ألف رجل أمن نجحوا في الحفاظ على أمن وسلامة ثلاثة ملايين حاج وجدوا في المشاعر المقدسة، وعزز رجال الأمن هذا النجاح بإفشالهم المخططات الإرهابية المتزامنة مع موسم حج العام الحالي، التي حظيت بتقدير واحترام القيادة، نظير يقظة رجال أكفاء امتلكوا الخبرة ليقفوا سدا منيعا أمام كل من يطمح إلى الإخلال بالأمن، وهي شهادة تقدير واضحة بفعل الإنجازات الكبيرة التي يعلن عنها الأمن بين فترة وأخرى مما يمنح المواطنين والمقيمين في المملكة الطمأنينة على أمنهم وأعراضهم وأموالهم.
وأوردت وزارة الداخلية البارحة الأولى بيانا لها حول إفشال مخطط لتنفيذ عمليات إرهابية في بعض المواقع خارج مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، كشفت فيه أن تلك المخططات التي تم إفشالها عبر إحدى الضربات الاستباقية كانت تستهدف إرباك الأجهزة الأمنية وإفشال خطط الحج، دون أن يكون له تأثير مباشر على سلامة وأمن حجاج بيت الله الحرام أو المشاعر المقدسة.
وجاء البيان ليكشف استمرار تجنيد عناصر جدد للانخراط في الأعمال الإرهابية رغم الجهود المبذولة على المستوى الأمني والشرعي والفكري للحد من هذا الفكر الهدام، مما يستوجب مزيداً من الجهود الفكرية للحد من قدرة هذا التنظيم الإرهابي على تجنيد عناصر لصالحه، إضافة إلى الاستمرار في عمليات المناصحة، التي أتت ثمارها بتراجع العديد من المنتمين للفكر الضال المنحرف.
ومن خلال بيانات وزارة الداخلية التي صدرت أخيرا في أعقاب العديد من العمليات الأمنية، يتضح بجلاء أن الأجهزة الأمنية تمسك بزمام المبادرة، من خلال توافر المعلومات ودقتها حيث تمكنت من إحباط العديد من الأحداث الإرهابية نتيجة الضربات الاستباقية.
ويجمع الخبراء على أن الاستراتيجية التي تتبعها المملكة في مواجهة الإرهاب حققت نجاحا كبيرا، إذ اعتمدت على المواجهة الحاسمة، أكدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز باستعداد المملكة لمواجهة الإرهاب إلى 50 عاما حتى القضاء عليهم.
كما أدت السياسة الأمنية الناجحة بتوجيهات الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية إلى تقويض الإرهابيين على جميع المستويات، إذ تم إجهاض عشرات العمليات الإرهابية بالضربات الاستباقية المبكرة التي اجتهد فيها الأمن السعودي بكفاءة عالية حازت تقدير القيادات الأمنية في العالم أجمع.
"الاقتصادية" استطلعت آراء القيادات الأمنية المشاركة في موسم الحج، بمناسبة نجاح الموسم وإحباط المخططات الإرهابية، حيث أوضح الفريق سعيد بن عبد الله القحطاني مدير الأمن العام، أن الخطط التي تم وضعها لموسم حج العام الحالي نفذت بكل اقتدار ونجاح وتميز من قبل جميع القيادات الأمنية العاملة في موسم الحج، مشيراً إلى أن الحالة الأمنية والجوانب المرورية سارت بشكل ممتاز في المشاعر المقدسة، منوهاً بأن التفوق الذي حققته الخطط الأمنية جاء بفضل الله ثم بفضل القيادة الرشيدة وتوجيهاتها السديدة، والتي تحرص كل الحرص على تسهيل وتيسير أداء الحجاج هذا النسك العظيم، إضافة إلى جهود كافة القطاعات المشاركة والمساندة في هذه المهمة التي قامت بأدوارها المناطة بها، مستشعرة خدمة ضيوف الرحمن.
ولفت الفريق القحطاني إلى أن الضربات الأمنية الاستباقية التي تحققها وزارة الداخلية في مواجهتها الفئة الضالة أصبحت ظاهرة وواضحة لكل مشاهد ومنصف، وهو بلا شك عمل دءوب وجهد مميز يقف خلفه وزير الداخلية ونائبه ومساعده للشؤون الأمنية لحماية الوطن من الإرهاب، والوقوف في وجه كل من يحاول المساس بأمنه واستقراره.
من جهته ذكر اللواء علي بن حباب النفيعي قائد قوات أمن الحج، أن نجاح موسم حج هذا العام يأتي بتوفيق الله أولا ثم بمتابعة القيادة الرشيدة التي تعمل في كل عام على الارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وعلى المستوى الأمني، حيث نفذت الأجهزة الأمنية كافة الخطط المعدة مسبقا، وتم شرح هذه الخطط للمشاركين في مهمة الحج، إضافة إلى عقد العديد من الاجتماعات مع الجهات الأخرى المعنية بشؤون الحج وتزويدها بكافة الخطط الخاصة بتنقلات الحجاج منذ قدومهم وحتى مغادرتهم.
وأشار اللواء النفيعي إلى أن موسم الحج لهذا العام شهد فرضيات سبقت قدوم الحجاج إلى المشاعر لمعرفة جاهزية رجال الأمن وجميع العاملين لأداء أدوارهم بكل دقة وإتقان، لافتا إلى انخفاض القضايا الجنائية في حج هذا العام. ونوه اللواء النفيعي بأن إحباط المخطط الذي كان يستهدف خلخلة أمن الحج، تم بفضل الله ثم بجهود رجال الأمن الذين شاركوا في كشف هذه الخلايا، وهذه أكبر نعمة وهي نعمة الأمن والأمان.
من جانبه أكد اللواء فهد البشر مساعد قائد قوات أمن الحج لشؤون المرور أن سقوط الخلايا الإرهابية وتنظيمات الفئة الضالة تباعاً، ما هو إلا دلالة على أن هذه الفئة من البشر تعمل بما يغضب الله، وأنه سبحانه وتعالى غير راض عن أعمالهم الشيطانية، وأن الجهات الأمنية بمختلف تخصصاتها والنجاحات التي حققتها ما كانت لتتحقق لولا توفيق الله سبحانه لهم وإلهامهم بمخابئ هذه الشرذمة من الفئة الضالة.
كما شدد اللواء البشر على أن الخطط والجهود الأمنية التي تحقق لها النجاح خلال هذا الموسم لم تكن وليدة المصادفة، بل عملت وفق نظم علمية بدأ العمل بها منذ نهاية الموسم الماضي، دعمتها الجهود الحثيثة التي بذلتها الدولة لتوسيع منطقة جسر الجمرات وتوسعة المسعى، الأمران اللذان ساعدا على انسيابية الحركة دون تعثر، مبينا أن رصد خادم الحرمين الشريفين مبلغ 20 مليار ريال لإتمام دراسة القطارات المعلقة في المشاعر المقدسة لهو خير دليل على تلك الجهود.
وفي سؤال حول الهدف من استغلال هذا التوقيت بالذات لتنفيذ المخطط الإرهابي وهل هو بسبب انشغال القوات الأمنية في المشاعر!! أجاب اللواء البشر أنه على الرغم من القوة الأمنية الهائلة الموجودة في المشاعر المقدسة والمسخرة للحفاظ على أمن وسلامة ضيوف الرحمن، إلا أن هناك مجموعات تبقى لممارسة أعمالها في وحداتها لتفي بواجباتها تجاه المواطنين والمقيمين فيها، مفيداً أنه لم يحدث أي خلل أو فراغ أمني في جميع مناطق السعودية خلال فترة الحج برغم ندب الكثير من القوه للمشاركة خلال الموسم الذي نجح بشهادة الجميع، وأن العمل ظل قائما ومستمراً وعينا ساهرة على حماية كل مواطن أو مقيم أو ضيف من ضيوف الرحمن.
وكشف اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية لـ"الاقتصادية" أن المخطط الإرهابي الذي تم إفشاله من خلال إحدى الضربات الاستباقية لم يهدف إلى تهديد أمن وسلامة ضيوف الرحمن، بل كان يستهدف إرباك الأجهزة الأمنية بمختلف فطاعتها وإفشال خطط الحج، مشيراً إلى أن السبب الرئيس خلف كشف هذه المخططات الإرهابية ونجاح الضربات الاستباقية جاء نتيجة العمل الأمني والمهني المنظم والخبرات التراكمية التي يمتلكها رجال الأمن من خلال الدورات التدريبية التي تعقد بصفة مستمرة بالتوازي مع الخبرات والممارسة الميدانية، إضافة إلى المستوى العالي والتجهيزات التي حظي بها الجهاز الأمني وفق البنى التحتية التي تسعى الحكومة السعودية بقيادة راعي مسيرتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى تطويرها ودعمها بكل ما تحتاج إليه.
وأوضح التركي أن الضربة الاستباقية ما هي إلا استمرار للجهود الأمنية التي تبذلها كافة القطاعات الأمنية المختصة بمكافحة الإرهاب، التي أثبتت قدرتها وشجاعتها في كافة المناطق السعودية والمواقف التي تتطلب مواجهة الفئة الضالة واستئصالها من جذورها، فالأجهزة الأمنية جميعها مسخرة لخدمة ضيوف الرحمن والمواطنين والمقيمين في هذا البلد، ولن يشغلها أي شاغل عن تأدية مهامها، بل ستكون أشد حرصاً على سلامة كل من فيها وعلى أرضها.
وأوضح اللواء سعد الخليوي قائد قوات أمن المشاة في الأمن العام، أن الضربات الاستباقية لم تأت على سبيل المصادفة بل جاءت نتيجة لتمرس الأجهزة الأمنية المختصة في أعمالها ودقة المعلومات التي تتوافر أثناء عمليات الدهم ووجود الخبرات الأمنية المتراكمة والتجهيزات التي تحظى بها الأجهزة الأمنية المختصة، والبنى التحتية التي تسعى حكومة خادم الحرمين الشريفين إلى تنفيذها ودعمها بكل ما تتطلبه ليسهم في إنجاحها والارتقاء بمستوى الأمن في السعودية، الأمر الذي بدوره يؤكد ارتفاع مستوى التنسيق الأمني بين الأجهزة المختصة، والقدرة على اختراق التنظيم الإرهابي مباشرة أو من خلال اعتراض الاتصالات الهاتفية أو الإلكترونية التي أوقعت بالعديد منهم. وكشف الخليوي أن إدارة المعرفة التي تباشر مهامها للمرة الأولى خلال هذا العام والتي يتمثل دورها في توثيق الخبرات ورصد كل ما من شأنه الحاجة إلى تصحيح ستسهم بدور فعال خلال السنوات المقبلة في تصحيح كل السلبيات.
ويرى اللواء علي السهلي مساعد قائد قوات أمن الحج للأمن الجنائي، أن التنظيم الإرهابي فقد فعلياً القدرة على الاختباء عن الرصد الأمني نتيجة توافر المعلومات الكافية عن أوكار الضلال التي يرتادها الإرهابيون رغم الاحتياطات والتكتيكات التي اعتمدها التنظيم الإرهابي أخيرا، ويدل على ذلك قدرة الأجهزة الأمنية على القضاء على الكثير من الإرهابيين داخل السعودية وإصدار القوائم التي تحتوي على بياناتهم، موضحاً أن التنظيم الإرهابي بدأ يفقد أبرز قادته من خلال انكشاف مواقعه للأجهزة الأمنية، حيث كان يستخدم تلك المواقع للاختباء عن الرقابة الأمنية لكن الأجهزة الأمنية لحقت بهم في الصحاري، وهذا يعني أن التنظيم انتهى فعلياً كتنظيم ولم يبق سوى اجتهادات شخصية معزولة لخلايا نائمة بدأت الأجهزة الأمنية في الوصول إليها واجتثاثها قبل أن تنشط، مستنداً في حديثه إلى مقارنة بين القوائم السابقة التي استمرت في الاختباء أكثر من عام في حين لم تتجاوز القائمة الأخيرة عاماً واحداً حتى بدأ اجتثاثها في ظل يقظة أمنية مستمرة.
من جهته قال اللواء محمد بن صالح الشهري قائد مركز القيادة والسيطرة في موسم حج هذا العام، إنه تم خلال هذا العام وبحمد الله تحقيق نتائج باهرة بفضل الله سبحانه وتعالي ثم بفضل الرجال المخلصين من رجال الأمن والقوات المساندة، وكذلك ما وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين من إمكانات وبنى تحتية، ساعدت بشكل كبير على أداء الحجاج لنسكهم بكل سهولة وطمأنينة، وكذلك عودتهم سالمين إلى أوطانهم. المؤشرات الإحصائية لم تسجل أي ملاحظات تستدعي الذكر، هناك بعض الحالات الطبيعة من الوفيات وأقل من معدل العام الماضي، كذلك حوادث السيارات والقضايا الجنائية حققت انخفاضا كبيرا عن معدلاتها، وكذلك عمليات التفويج شهدت كثافة عالية تمت إدارتها بطريقة منهجية اعتمدت على الطاقات البشرية والأسلوب العلمي لتوزيع الحشود البشرية على جميع الطرق المؤدية إلى جسر الجمرات سواء كان من الجهة الشرقية أو الغربية هذا العام.