التعليم الإلكتروني يتطور بتطور تقنية الاتصالات الحديثة

التعليم الإلكتروني يتطور بتطور تقنية الاتصالات الحديثة

مشغول؟ لديك خبرات عالية وتريد توثيق منصبك العلمي؟ لا تستطيع الحضور للتعليم؟ هناك وسائل وطرق مختلفة للتواصل التي تعتبر إحدى أهم ركائز التعليم التقليدي، فالأهم هي طريقة إيصال المعلومة لا الحضور والتفاعل المباشر، ومع ظهور تقنية المعلومات وربطها بالاتصالات، أصبح العالم علومه ترُى من خلال نافذة. ولا شك في أن الإنترنت هي ضالة القرن ووليدة التطور التقني المدمج بين الاتصال والمعلومة، بل هي وسيلة الربط الأكثر تطورا والأسرع والأدق على الإطلاق.
بدأً من هذا المنطلق التعليم الإلكتروني والذي يعتمد على التقنية الحديثة في الاتصال والتواصل بين المعلم والمتعلم مهما كان الزمان والمكان، وذلك عبر وسائل الحاسب الآلي في إيصال المعلومة بشكل رئيسي، أو عبر الإنترنت كوسيلة تواصل سريعة، أو عبر الأقراص المدمجة للتواصل المعلوماتية الموسعة وتقديم المحتوى وتفعيل دور الإعلام الإلكتروني بمراقبة المنتديات والبرامج التعليمية المختلفة، ولا ننسى دور المعلم أو المرشد أو المراقب أو الموجه من هذا التعليم.
يقول الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الموسى، عميد كلية علوم الحاسب والمعلومات سابقا في جامعة الإمام محمد بن سعود، في أحد بحوثه "خلال العقد الماضي كان هناك ثورة ضخمة في تطبيقات الحاسب التعليمي، ولا يزال استخدام الحاسب في مجال التربية والتعليم في بداياته التي تزداد يوماً بعد يوم، بل بدأ يأخذ أشكالا عدة، فمن الحاسب في التعليم إلى استخدام الإنترنت في التعليم، وأخيراً ظهر مفهوم التعليم الإلكتروني الذي يعتمد على التقنية لتقديم المحتوى التعليمي للمتعلم بطريقة جيدة وفعالة. كما أن هناك خصائص ومزايا لهذا النوع من التعليم، وتبرز أهم المزايا والفوائد في اختصار الوقت والجهد والتكلفة، إضافة إلى إمكانية الحاسب في تحسين المستوى العام للتحصيل الدراسي، ومساعدة المعلم والطالب في توفير بيئة تعليمية جذابة لا تعتمد على المكان أو الزمان".
في المقابل أجمع العلماء على أن ثورة المعلومات التي ترجمت فيما يسمى بالإنترنت، تعد أهم إنجاز تكنولوجي تحقق. حيث استطاع الإنسان أن يلغي المسافات ويختصر الزمن ويجعل من العالم أشبه بشاشة إلكترونية صغيرة في عصر الامتزاج بين تكنولوجيا الإعلام والمعلومات والثقافة والتكنولوجيا. وأصبح الاتصال إلكترونيا وتبادل الأخبار والمعلومات بين شبكات الحواسيب حقائق ملموسة، ما أتاح سرعة الوصول إلى مراكز العلم والمعرفة والمكتبات، والاطلاع على الجديد لحظة بلحظة. فمنذ عام 1984، بعد أن زج الحاسب الآلي والأقراص المرنة في التعليم، بدأت نيران الثورة مرورا بعام 1993 بظهور "الإنترنت"، أو كما يحب أن يطلقها محبوها " شبكة الشبكات"، نهاية بهذا الجيل الذي يسمى بالجيل الثالث. وبما أن التعليم الإلكتروني هو من أهم وسائل التعليم عن بعد، ولكنها ليست الوسيلة الوحيدة، وفي المقابل التطور الهائل في تقنية المعلومات يجعل التعليم عن بعد في المستقبل القريب يعتمد اعتمادا كاملا على تقنيات التعليم الإلكتروني (مؤتمرات مرئية، وسائط متعددة، تواصل فوري، منتديات،اختبارات، مكتبات)، فجميع تلك الوسائل ما هي إلا أجهزة تقنية تشغل وتعرف وتفعل بآلية ديناميكية.

وسائل تقنية مختلفة لأرقاء التعليم

أجهزة عرض البيانات والفيديو Data/Video Projector ، أو جهاز عرض الوسائط المتعددة Multimedia Projector ، أو جهاز العرض بالبلور السائل LCD Projector التي تستخدم في عرض المواد التعليمية الحاسوبية من جهاز الحاسوب، كما يمكن استخدامه في عرض المواد التعليمية الموثقة الموجودة على شريط الفيديو، أومن جهاز التلفزيون، فمثلاً يتم توصيل جهاز الحاسوب بجهاز عرض البيانات كبديل لشاشة الحاسوب، ويتم عرض البيانات من أي برنامج بالحاسوب مكبرة على شاشة عرض خارجية وخاصة الأعداد الكبيرة، ويتم العمل نفسه مع بقية الأجهزة الأخرى، ويستخدم في مراكز مصادر التعلُّم، وفي قاعات الدرس بالمدارس والجامعات، وفي قاعات المؤتمرات، والاحتفالات، وفي المسارح وغيرها.
ومن مميزات الجهاز إمكانية عرض البيانات من جهاز الحاسوب، أو الفيديو، أو التلفزيون، أو كاميرا الفيديو، أو جهاز العرض البصري إلى شاشة عرض كبيرة تساعد في معرفة تفاصيل البيانات المعروضة وخاصة مع الأعداد الكبيرة. بالإضافة إلى كونه يتلاءم مع مجموعة من مداخل الوسائط المتعددة مثل: إشارات الفيديو المختلفة، والصوت، وبيانات الحاسوب، وكاميرات التصوير الرقمية والثابتة وغيرها. و يعطي صوراً كبيرة ذات ألوان فائقة الجودة دون الحاجة إلى إعتام مكان العرض بسبب المعايير البصرية التي يتمتع بها الجهاز.
و يمنح المستخدم تحكماً أكبر بالمكان من خلال عدسات (الزوم) الخاصة القابلة للامتداد، والتي يمكن أن تعرض صوراً بحجم (60-300) بوصة من مسافة لا تزيد على المترين.
وما يزيد مميزاته أنه سهل تحميل بعض أنواع هذه الأجهزة ونقلها من مكان إلى آخر؛ لأنها خفيفة الوزن لا تتعدى (1) كجم، وصغيرة الحجم ذات أبعاد (2.5× 6.2 × 7.8) بوصة. ولا ننسى سهولة تشغيله، واستخدامه، حيث يمكن الوصول إلى خيارات الضبط من خلال لوحة تحكم على سطح الجهاز، أو باستخدام جهاز التحكم عن بُعد.
و تساعد مثل هذه الأجهزة المعلم على عرض مادته بشكل متسلسل وجذاب مما يحافظ على اتصاله البصري معهم، مما يزيد من التفاعل بين المعلم أو المدرب والمتدربين، ويدفع بالطلبة نحو تعليم أفضل وجذاب.

 السبورة الذكية و أجهزة العرض

لم يترك الحاسب وتكنولوجيا المعلومات شيئا إلا وأضفى عليه لمسات من التحديث والتغيير‏.‏ فبعد سنوات طويلة من استخدامها داخل الفصول‏،‏ آن للسبورة التقليدية والطباشير أن تحال للتقاعد‏,‏ فقد ظهرت أخيرا سبورات ذكية تظهر بكل الألوان الطبيعية وتستخدم بشكل تفاعلي بين المدرس والطلاب داخل الفصل‏,‏ فهي تعمل باللمس ويمكن للمدرس الكتابة عليها بقلم خاص بمجرد تمرير يده عليها‏,‏ كما يمحو ما كتبه إن أراد بممحاة إلكترونية أنيقة، وهي مجهزة للاتصال بالحاسب وأجهزة العرض، وبمجرد توصيلها تتحول في ثوان إلى شاشة كمبيوتر عملاقة عالية الوضوح تتفاعل مع محبيها.
وفضلا عن ذلك فهي مزودة بسماعات وميكروفون لنقل الصوت والصورة وإذا ما قام المدرس بكتابة جملة أو رسم شكل من الأشكال التوضيحية أو عرض صورة من الحاسب أو الإنترنت، فيمكنها على الفور حفظها في ذاكرتها ونقلها لحاسبات التلاميذ والطلاب إن أرادوا، ويمكن لأي طالب أن يبعث بما لديه من ملاحظات ومساهمات في الدرس لتعرض على السبورة إذا ما كان لديه حاسب أو قام بإعدادها على حاسب منزله وأتى بها على وسيط تخزين ونقلها لحاسب المدرس.
وهي عبارة عن سبورة بيضاء نشطة مع شاشة تعمل باللمس، ويقوم المدرس فيها بلمس السبورة ليتحكم في جميع تطبيقات الحاسب الآلي. مثال ذلك، الربط مع صفحة أخرى في الإنترنت، كما يمكنه تدوين الملاحظات، ورسم الأشكال، وتوضيح الأفكار، وإظهار مفاتيح المعلومات بواسطة الأحبار. ويمكن من خلال السبورة الذكية حفظ الدروس التي يلقيها المدرس في أجهزة التلاميذ أو إرسالها لهم عبر البريد الإلكتروني، كما يمكن تشغيل أي ملف وسائط متعددة لتقديمه للطلاب عبر تلك السبورة الذكية. ولا نغفل دور أجهزة العرض المختلفة كالكاميرا الوثائقية، الفيجولايزر وأجهزة العرض البصرية أو الضوئية التي تستخدم لعرض الصور، والنصوص، والرسومات المعتمة، والشفافة، وعرض المجسمات (الأجسام ذات الأبعاد الثلاثة)، وعرض الشفافيات، والأفلام الثابتة، والشرائح المجهرية بصورة مكبرة على شاشات العرض، أو على جهاز التلفزيون، ما يتيح الرؤية بوضوح لعدد كبير من المشاهدين.

الشاشات التفاعلية

تعد الشاشات التفاعلية من أحـدث الوسائــل التعليمية المستخدمة في تكنولوجيا التعليم، وهــي نوع خاص من اللوحات أو السبورات البيضاء الحساسة التفاعلية التي يتم التعامل معها باللمــس، ويتم استخدامها لعرض ما على شاشة الكمبيوتر من تطبيقات متنوعة، وتستخدم في الصــــف الدراسي، وفي الاجتماعــــات والمؤتمرات والنـــدوات وورش العمـل وفي التواصــل مــن خــــلال الشبكات المختلفة. وتسمــــح هذه الشاشات بالحفـظ والتخزيـن، والطباعـة أو إرسـال مــا تم شرحه للآخريـــن عن طريق البريد الإلكتروني في حالة عدم تمكنهم عن التواجـد بالمحيط. كما أنهـــا تتمـيز بإمكانية استخــدام معظم برامـــج مايكروسوفـــت أوفيس، وبإمكانية الإبحار في برامج الإنترنت بكل حرية، ما يسهم بشكــل مباشر في إثــــراء المـــــادة العلمية من خلال إضافة أبعـــاد ومؤثرات خاصة وبرامج مميزة تساعد في توسيع خبرات المتعلم وتيسير بنـــاء المفاهيم واستثــارة اهتمـــــام المتعلم وإشبــاع حاجته للتعلم، لكونها تعرض المادة بأساليب مثيرة ومشوقة وجذابة. كما تمكن من تفاعــــل جميع المتعلمين مـــع الوسيلة خلال عرضها، وذلك من خلال إتاحة الفرصة لمشاركة بعض المتعلمين في استخـــدام الوسيلة، ويترتب على ذلــــك بقاء أثـــر التعلم، مما يـؤدي بالضرورة إلى تحسين نوعية التعلم ورفع الأداء عند التلاميذ الطلبة أو المتدربين .
حيث باستطاعة المعلم استخدام خاصية الكتابة على أي مقطع من مقاطع الأفلام التعليمية سواء كان يستخدم "الفيديو بلاير" أو "كويك تايم بلاير"، حتى أنه بالإمكان الكتابة على أفلام "ديفيدي بلايرز".

"التحكم عند بعد" و"التعلم عن بعد"

يستطيــع المعلم استخـــدام برنامج البوربوينت لعرض الدروس باستخدام اللوحة التفاعلية، والكتابة على معظم تطبيقات برامج مايكروسوفت أوفيس، والإبحـــــار في مواقــــع الإنترنت المرتبطة بالدروس بشكل واضح مع طلبته. كما يمكن أيضــــاً تعليم مهارات استخدام الكمبيوتر، على سبيل المثال تعليم الطباعة باستخدام On screen keyboard.
نستطيع باستخدام اللوحة التفاعلية من تسجيل وإعادة عرض الدروس بعد حفظها، ومن ثم عرض الدروس للطلبة الغائبين أو طباعة الدرس كاملا لهم، أو رسالة بالإيميل عن طريق الإنترنت، وبالتالي لن يفوت أي طالب متغيب أي درس.
أهم ميــــزة تعــــزز من أهميــة استخدام تقنية اللوحة التفاعلية هي إمكانية استخدامها في التعلم عن بعد باستخدام خاصية "مؤتمرات الفيديو" أو "الاجتماع عبر الإنترنت"، والتي تمكننا من عرض بعض الندوات والورش والمؤتمرات بين الدول المختلفة عن طريــق شبكة الإنترنت.
ولا نغفل دور جهاز "التعبير الذكي" الذي يعتبر مكتباً للوسائط المتعددة، المجهز مسبقاً بالتوصيلات اللازمة لمساندة جميع أنواع وملحقات الوسائط المتعددة مثل: البروجكتر، سطح المكتب، الحاسوب، الفيديو، الطابعة، الماسحة الضوئية، الحاسوب المحمول وجهاز العرض المرئي.
و يسمح جهاز "التعبير الذكي" متعدد الوسائط و"اللوحة الذكية" معاً للمدرس من التركيز على العرض وليس على الأجهزة، ولا داعي للحركة للأمام والخلف بين الجهاز والشاشة، مما يسهل للحضور التركيز على العارض (المدرس) والمعروض (المادة). وقد عمدت عمادة المكتبات إلى استخدام تقنية "التعبير الذكي" و"اللوحة الذكية" لترقية وتنشيط الاتصال عند عقد الاجتماعات وتعليم الطالب برامج المعرفة المعلوماتية، وكذلك تدريب وتنمية العاملين بالمكتبات، وإحاطة أعضاء هيئة التدريس بآخر ما يستجد من مصادر.

استثمار فعال

أوضح هاشم محمد شعث، وكيل "هيتاشي السعودية" الحصري، عن حجم مبيعات الشاشات التفاعلية، أن السوق السعودية تعتبر من أكبر الأسواق العربية المستقطبة لكل ما هو جديد وحديث في مجال التقنية والتعليم، وذلك بتخصيص الجهات المختصة مبالغ ضخمة لتطوير وتحسين مستوى وجودة التعليم والتدريب بالمملكة ومواكبة أحدث التقنيات في هذا المجال على الصعيدين الحكومي والأهلي.
وأضاف شعث "الاستثمار في مجال السبورات التفاعلية بدأ منذ سبع سنوات، ما أسهم بتعزيز خطط التعليم الإلكتروني والانتقال من التعليم التقليدي إلى التعليم التفاعلي". وتوقع هاشم أنه خلال السنوات القادمة سيكون هناك قفزة استثمارية في هذا المجال. حيث أصبح ضرورة تعليمية لا غنى عنها في كل قاعة تعليم وغرفة اجتماعات، مشيرا إلى أن "هناك توجها قويا وإقبالا متزايدا على هذه التقنية من قبل العديد من الجهات التعليمية والتجارية، مثل وزارة التربية والتعليم، والجامعات الحكومية والخاصة، والقطاعات العسكرية، لتطبيق التعليم الإلكتروني والتعليم التفاعلي في منشأتهم وتخصيص ميزانيات ضخمة لتطوير أسلوب التدريب والتعليم لديهم. كما اتجهت العديد من الجامعات والمدارس لتطبيق السبورات التفاعلية في جميع القاعات الدراسية واعتمادها كأداة رئيسية للتعليم فارتفعت نسبة المبيعات".

الأكثر قراءة