ما دام لا طالما
كثيرا ما نسمعهم يقولون: طالما لم تزرني فأنا لن أزورك – يستعملون (طالما) في هذا التعبير، وهذا فيه نظر، والصواب أنْ يقال: ما دُمت لم تزرني فأنا لن أزورك أو لن أزورك ما دمت لم تزرني. لأنّ (طالما) كلمة مركَّبة من "(طَالَ) الذي هو فعل ماضٍ، و(ما) كافّة تكفّ (طال) عن استيفاء الفاعل، وما بعدها مبتدأ، وهذا المركّب يفيد وقوع الفعل بكثرة كقول الشاعر:
اسْقني واشْرَبْ على أطْلالِه
واْروِ عنِّي طالما الدمع رَوَى
فمعنى (طَالَما الدَّمْعُ رَوَى) أي كثيرا ما تَكَرَّر إرواء الدمع
فأين المعنى مِنْ قولهم: طالما لم تزرني لن أزورك؟
إنّ الصواب يقتضي أنْ يقال: ما دُمْتَ لم تَزرني لن أزورك. أو لن أزورك ما دمت لم تزرني، إذ يجوز التقديم والتأخير والتصرف في حدود السلامة اللغويَّة.