الشعراء "البزران": لعبوني ولا بخرب!

الشعراء "البزران": لعبوني ولا بخرب!

الشعر ارتبط قبل جيل "ما بعد النفط" بالفروسية، ولذلك كان من النادر أن لا يكون "الشاعر" رجلا عظيما بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، فالشعر كائن طبيعي ولد من فكر هذا الرجل، ناتج من تراكمات معرفية وبيئية وتربوية، لذلك كان القالب (الشعر) مفصلا عند دراسته للحالة النفسية والاجتماعية عند هؤلاء الشعراء.
في جيل "ما بعد النفط" ارتبط الوضع بأمور أخرى لا علاقة لها بـ "المرجلة"، فأضحى الشعر وسيلة "ترزز" لا عملية فكرية بحتة، يكفي أن "تتلطم" ليعلم المتلقي أنك "فارس"، ويكفي أن "تتبطح" ليعلم الأخ القارئ أنك "تلقائي"، ويكفي أن تصف الأبيات ليقال لك "شاعر"، ويكفي أيضا أن "تصرخ" ليعلم الجميع أنك "شاعر حماسي"، هؤلاء "الجميع" تقبلوا أي شيء، ليكون نتيجة أي شيء فعلا "أي شي"!
شعراء كثر قدموا إلى لجنة "شاعر المليون" طمعا بالمشاركة في هذا البرنامج الجماهيري والمتابع بشكل كبير، يريدون الحصول على الضوء والمال، وهم بقدومهم إلى لجنة التحكيم قبلوا تلقائيا بحكمهم عليهم، لذلك كان من الواجب على كل من استبعد من المشاركة في "شاعر المليون" أن يكون رجلا قبل أن يكون شاعرا وليصمت!
"عيب" على الرجل أن يقبل مبدأ معينا، ثم يرتد على المبدأ نفسه عندما يخرج خالي الوفاض، لسنا مع أحد ضد أحد، إلا أن "الحق" يقال ولو على أنفسنا!

الأكثر قراءة