الخيار لما استوى..قال للقرع يا أصلع!
انتقلت عدوى المطبوعات الشعرية للفضاء المرئي، وأصبحنا أمام فضائح جديدة من نوع لا يمكن أن يتخفى خلف "سكرتير تحرير مصري" أو "مصحح لغوي سوداني".
خلاصة الجهل اللذيذ القابل للتحول عبر "الضحك" لمسرحية كوميدية مرئية، بإمكاننا أن نشاهدها في مثل تلك القنوات، التي أساءت للكثير من القيم والعادات والأصول حين حاولت أن توهم المتابع أن هذه الأجواء خاصة بالمناخ القبلي فقط، وكأنها تصر على التجزئية التي ستظلم أحد الطرفين!
لذا وقع الاختيار على أشخاص يتناسبون مع هذه الأجواء لتقديم البرامج التي تدغدغ "الجهل"! وبالتالي التنبؤ بالمرحلية القادمة سهل حيث سيتفحل الداء معاكسا دواءه "الجمهور". وهذا الجمهور كم تعبنا ونحن نعاتبه كونه أصبح ممر "الدخلاء" و"التراجع"، يتشكل كالعجين بيد أشخاص تستطيع في كل مرة أن "تكركر على عقله من الضحك"!
ولست أعلم إلى متى ونحن فريسة سهلة للاندفاع، فمع غياب التخصص يسهل لدينا دخول العديد من المجالات كالصحافة والكتابة والشعر أحيانا والآن تقديم وإعداد البرامج، والمشكلة هنا أن أصحابنا غير المتخصصين حين سُهلت لهم الطرق لدخول مجالات لا يفقهون فيها سوى كلمة "لا يفقهون" تقاعسوا عن محاولة الدربة والمران والتعلم والبحث، وهنا تكمن "الفضحية المجلجلة" حيث سيرصدنا جيل قادم لن يكتفي فقط بالبيض والطماطم! وطالما أنكم أهم من يسيء للشعر ليس لنا سوى أن نقول "اصلعوا برا"!