لا عشوائية في عمل المؤسسات الإسلامية وللأخطاء أسبابها

لا عشوائية في عمل المؤسسات الإسلامية وللأخطاء أسبابها

أكد الشيخ عبدالله المرزوقي مدير عام المؤسسة العالمية للإعمار والتنمية, أن العمل الخيري الإنساني في العالم الإسلامي تفوق بتحقيق أهدافه في وقت وجيز على كثير من المؤسسات الخيرية في العالم الغربي الذي سبق العالم الإسلامي في ذلك، وأوضح في حوار لـ "الاقتصادية" أنه على الرغم من الظروف التي نشأت فيها المؤسسة من اتهام وهجوم على المؤسسات الخيرية الإسلامية من أعداء الإسلام فقد يسر الله تحقيق إنجازات عديدة استفاد منها الكثيرون, وأشار فضيلته إلى وجود مجالس تنسيقية بين المؤسسات الإسلامية ووصفها بأنها أكثر من رائعة, وأضاف أن هناك المجلس العالمي للدعوة والإغاثة في مصر الذي يضم في عضويته جميع المؤسسات الإسلامية في هذا الشأن للتنسيق, ورابطة العالم الإسلامي عضو مؤسس فيه, وكذلك هناك مجالس تنسيقية على مستوى الخليج ومجالس على مستوى المملكة, وتطرق فضيلته إلى أمور أخرى تتعلق بالمؤسسة والعمل الإسلامي ستطالعونها في هذا الحوار.
البداية والتأسيس
في البداية حدثنا فضيلة الشيخ عن المؤسسة العالمية للإعمار والتنمية البداية والأسس التي تقوم عليها؟
في بداية هذا اللقاء لا يسعني إلا أن أحمد الله سبحانه وتعالى الذي يسر لنا فعل الخير واستخدمنا في طاعته, ثم أشكركم على اهتمامكم بالأعمال الإنسانية الخيرية وترويجها إعلامياً ونشر ثقافة التطوع في أوساط المجتمع المسلم, رزقنا الله وإياكم الإخلاص في القول والعمل.
أما عن سؤالكم عن البداية والأسس التي تقوم عليها المؤسسة فأقول وبالله التوفيق إن المؤسسة بدأت نشاطها في الأول من رجب من عام 1420هـ وصدرت الموافقة على نظامها الأساسي في اجتماع المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة في دورته الثامنة والثلاثين التي عقدت تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ـ رحمه الله.
وكانت البداية صعبة, ولكن بفضل الله تعالى ثم بدعم وتشجيع ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة للأعمال الإنسانية وبمتابعة وتشجيع من الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي أمين رابطة العالم الإسلامي ـ وفقه الله ـ وما يقدمه المحسنون في هذه البلاد المباركة من المواطنين والمقيمين, تجاوزت المؤسسة جميع الصعوبات والمعوقات التي واجهتها في البداية حتى وقتنا الحاضر وأخرجت مؤسسة إسلامية تطوعية تنشر الخير وتعلم الإنسان ما ينفعه في دينه ودنياه وآخرته في الداخل والخارج حسب الإمكانات المتاحة لها.
أما الأسس التي تقوم عليها المؤسسة فأوجزها فيما يلي:
1- التزمت المؤسسة في عملها الدعوي والتعليمي وبقية أعمالها الإنسانية الخيرية الضوابط الشرعية في الكتاب والسنة.
2- التقيد بتوجيهات ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة وعدم مخالفة التعليمات المرعية في البلدان التي تعمل فيها المؤسسة.
3- المؤسسة تعمل وفق رؤية ورسالة وأهداف واضحة من خلال خطط مدروسة تعدها الإدارات العاملة في المؤسسة ويعتمدها مجلس الإدارة.
4- تعمل المؤسسة وفق القوانين والأنظمة المعمول بها دولياً للمؤسسات التطوعية الإنسانية غير الحكومية بما لا يخالف الشريعة الإسلامية.
5- تطبق المؤسسة نظم العمل المؤسسي حيث تعمل من خلال ثلاثة مجالس تدير أعمالها, وهي:
مجلس الهيئة التأسيسية/ مجلس الإدارة/ مجلس اللجنة التنفيذية وهناك مجالس فرعية مثل مجلس إدارة الدعوة والمشاريع
يحكمها نظامها الأساسي ولوائحها التنظيمية والتنفيذية في جميع أعمالها.
6- عدم تدخل المؤسسة في الشؤون الداخلية والسياسية للدول التي تعمل فيها ولا تدعم الجهات المحذورة أو المشبوهة.
وبفضل الله تعالى ثم بالالتزام بهذه الأسس, أنجزت المؤسسة إنجازات عظيمة ووجدت الترحيب على المستويين الشعبي والرسمي في الداخل والخارج. وكسبت ثقة الدوائر الشعبية والرسمية ومن التزكيات التي تفخر بها المؤسسة تسلمها الإشراف على مركز الأمير سلطان الثقافي في مدينة نيامي في النيجر, الذي أنشئ على نفقة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والمفتش العام ـ حفظه الله ـ بتكلفة تجاوزت 40 مليون ريال ووجه سموه بتسليمه للمؤسسة, كما تشرفت المؤسسة بتسلم درع شكر من يدي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية تقديراً للجهود المبذولة في دعم لجنة دعم أسر السجناء والمفرج عنهم.

مشاريع المؤسسة
هل تقوم المؤسسة على مشاريع خيرية ومساجد في الخارج أم أن جهودكم جميعها في الداخل؟
نعم, تقوم المؤسسة بمشاريعها الخيرية في الداخل والخارج, وتختلف تكلفة المشروع في الداخل عن الخارج, حيث من الممكن بناء مسجد بمليون ريال في الداخل و30 ألف ريال في الخارج.
وعلى كل هناك توازن في تنفيذ المشاريع سواء في الداخل أو الخارج ويتم العمل بالتنسيق مع الجهات المختصة في المملكة أو البلدان التي تعمل فيها المؤسسة وتدرس مدى الحاجة الماسة للمسلمين إلى المشاريع والجدوى من تنفيذ المشروع من حيث عدد المستفيدين ومدى تأثيره فيهم وكذلك دراسة التكلفة.
إنجازات المؤسسة
هل من الممكن أن تلقوا الضوء على المشاريع التي تم إنجازها من قبل المؤسسة؟
في الحقيقة إنه على الرغم من الظروف التي نشأت فيها المؤسسة من اتهام وهجوم على المؤسسات الخيرية الإسلامية من أعداء الإسلام فقد يسر الله للمؤسسة الإنجازات التالية:
أولاً : البرامج الدعوية:
1- كفالة 630 داعية.
2- إقامة 1100 قافلة دعوية
3- القيام بأكثر من 488 جولة دعوية.
4- توزيع خمسة آلاف حقيبة من الحجاب الإسلامي.
5- إسلام 1617 شخصاً على أيدي دعاة المؤسسة.
6- تنفيذ أكثر من 166872 منشطا دعويا من محاضرات ودروس وغيرها.

ثانياً: البرامج التعليمية
1- توزيع ثلاثة آلاف مكتبة علمية.
2- توزيع أربعة ملايين كتاب ورسالة.
3- رعاية أكثر من 30 ألف طالب.
4- إقامة أكثر من 600 حلقة لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم العلوم الشرعية.
5- إقامة 135 دورة شرعية.
ثالثاً: البرامج الإنشائية
1- إنشاء أكثر من 2765 مشروعا في 33 دولة تشمل:
أ- المساجد, الآبار, المدارس, دور الأيتام, المراكز الإسلامية.

رابعاً: البرامج الاجتماعية والإغاثية
1- تطبيق مشروع المؤاخاة بين الأغنياء والفقراء حيث تم كفالة 500 أسرة.
2- كفالة 4030 يتيما في 38 مركزاً للأيتام.
3- توزيع 20384 أضحية وتفطير أكثر من 12 مليون صائم.
4- توزيع مواد غذائية وملابس للمحتاجين في الداخل والخارج بأكثر من عشرة ملايين ريال.
5- إقامة مخيمات إغاثية ودعوية في إرتيريا، دارفور في السودان، سريلانكا، النيجر، باكستان، بتكلفة تزيد على 12 مليون ريال.
الفرع النسائي
هناك من يرى أن عمل الفرع النسائي لديكم يمتاز بنشاط وحيوية كبيرة فما المشاريع التي يقوم بها الفرع؟
بفضل من الله ومنة وفقت المؤسسة بمتطوعات وعاملات متخصصات في مجال التوعية والتربية وتقديم الخدمات الإنسانية الخيرية, ومن المشاريع التي يرعاها الفرع:
1- تأهيل الداعيات دعوياً وإدارياً.
2- إقامة المحاضرات والندوات.
3- إقامة الدروس العلمية في مختلف العلوم الشرعية.
4- عقد دورات تنموية لتنمية مهارات المرأة.
5- إقامة الملتقيات الخاصة بالناشئة.
6- نشر وتوزيع المطويات والكتيبات التثقيفية في جميع المجالات التي تهم المرأة.
7- إقامة الأسواق الخيرية والمعارض.
8- المشاركة في رعاية الملتقيات الثقافية النسائية الخارجية.
9- إصدار مجلة المتميزة.
10- المشاركة في المعارض والمنتديات النسائية.

اتهام باطل
هناك من يتهم العمل الخيري بالعشوائية وضعف التخطيط ما جعله يقع في بعض من الأخطاء، ما رأيكم؟
أرى وبالله التوفيق أن العمل الخيري الإنساني في العالم الإسلامي تفوق بتحقيق أهدافه في وقت وجيز على كثير من المؤسسات الخيرية في العالم الغربي الذي سبق العالم الإسلامي في ذلك, وإن كانت هناك أخطاء فهو بسبب حداثة العمل المؤسسي في العمل الخيري وعدم وجود الأنظمة التي تحميه وتحمي العاملين فيه.
والمؤسسات الخيرية الإسلامية تقوم بالتخطيط الاستراتيجي والتكتيكي وبفضل الله ثم بالأخذ بالأسباب الشرعية والنظامية حقق العمل الخيري الإسلامي إنجازات كثيرة.
وفي هذا الشأن أشكر حكومة خادم الحرمين الشريفين على رعايتها مؤتمر التطوع الأول في مكة المكرمة والمؤتمر الثاني في مدينة الرياض, وقد صدر عنه قرارات وتوصيات, نسأل الله أن ترى النور قريباً وستحل هذه التوصيات الأخطاء التي تقع في العمل الخيري, والله ولي التوفيق.
كيف ترون الدور الذي تقوم به المؤسسة في العمل الخيري؟
أرى أن المؤسسة بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بتوجيهات الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله التركي رئيس مجلس إدارة المؤسسة تقوم بدور متميز وبارز في تقديم العمل الخيري الإنساني في كثير من بلدان العالم الإسلامي.
ترميم المساجد
هل تقوم المؤسسة بإعادة بناء المساجد وترميمها في الداخل؟ وما أبرز المشاريع الداخلية التي تنفذونها؟
نعم تقوم المؤسسة بذلك بالتنسيق مع الجهة المختصة في وزارة الشؤون الإسلامية. ومن أبرز المشاريع الداخلية التي تنفذها المؤسسة:
1- بناء المساجد وترميمها.
2- كفالة الأيتام ومساعدة الأسر الفقيرة.
3- مساعدة أسر السجناء.
4- توجيه وتوعية الفتاة والمرأة المسلمة.
5- المساهمة في توعية الحجاج القادمين من الخارج.
6- إقامة المعارض مثل معرض الشهادتين والسيرة النبوية والملتقيات التوعوية والثقافية مثل الملتقى الشتوي، وملتقى الطفل، وملتقى ملك نحبه.
وكل ذلك يتم عبر الجهات المختصة في وزارة الداخلية ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الشؤون الإسلامية حسب نوع الخدمة والنشاط الذي تقدمه المؤسسة.
تنسيق مستمر بين المؤسسات
هل يوجد تنسيق بين المؤسسات الإسلامية في تنفيذ مشاريعها وأعمالها المختلفة؟
نعم يوجد تنسيق بن المؤسسات الإسلامية فهناك المجلس العالمي للدعوة ولإغاثة في مصر الذي يضم في عضويته جميع المؤسسات الإسلامية في هذا الشأن للتنسيق ورابطة العالم الإسلامي عضو مؤسس فيه, وكذلك هناك مجالس تنسيقية على مستوى الخليج ومجالس على مستوى المملكة. بل في كل دولة مجلس تنسيقي للمؤسسات الإسلامية ربما يكون في بعض البلدان غير مفعل لكنه موجود.
وبفضل الله سبحانه وتعالى انعقد الاجتماع الأول للمجلس التنفيذي لهيئة التنسيق العليا للمنظمات الإسلامية في مقر رابطة العالم الإسلامية في مكة المكرمة في شهر شعبان 1428 برئاسة الأمين العالم لرابطة العالم الإسلامي وبدأ بممارسة مهامه حيث صدرت الموافقة على إنشاء هيئة التنسيق العليا للمنظمات الإسلامية في اجتماع المجلس التأسيسي للرابطة في دورته التاسعة والثلاثين الذي عقد في مكة المكرمة برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود, ونرجو لهذه الهيئة النجاح والتوفيق.
مجلة "المتميزة" تجربة إعلامية ناجحة وموجهة للمرأة المسلمة وقدمت جهودا مباركة كيف ترى أثر ذلك؟ وما الأهمية التي يمثلها الإعلام الإسلامي لدعم العمل الخيري الإسلامي؟
أرى أن أثر مجلة "المتميزة" أثر متميز وتجربة ناجحة كما ذكرت في سؤالك, والأهمية التي يمثلها الإعلام الإسلامي عظيمة لأن للإعلام اليوم أثرا كبيرا, فمثلاً في مجاعة النيجر أخرجت إحدى القنوات الفضائية تقريرا عن أوضاع المتضررين بالمجاعة فكان له أثر كبير في تفاعل الأمة في دعم إخوانهم المتضررين في النيجر.
ولذلك أرى أنه ينبغي على جميع الإعلاميين المسلمين سواءً في الإعلام المرئي أو المسموع أو المطبوع أن ينشروا ثقافة التطوع وكيفية تقديم الأعمال الإنسانية للمحتاجين بين أفراد الأمة الإسلامية, وهذا أبسط ما يقدمونه لأمتهم, والله لا يضيع أجر المحسنين .
هل يمكن أن نقول إن المؤسسات الإسلامية لا تحرص على الجانب الإعلامي مع وسائل الإعلام الأخرى لوجود تحفظات معينة؟
لا يمكن أن نقول ذلك, ولكن هناك فجوة بين المؤسسات الإسلامية ووسائل الإعلام يجب أن تزال بين الطرفين, ولعل من أهم الأسباب في وجود هذه الفجوة عدم وجود المصداقية في بعض الوسائل الإعلامية وسلوك جانب الإثارة على حساب صحة المعلومة ما قد يوقع المؤسسات الإسلامية في حرج خاصة أن أعداء الإسلام قد استهدفوا هذه المؤسسات, والله أعلم .

الأكثر قراءة