المدينة المنورة: مستنقعات تخترق واديا في مخطط سكني وتحيله وكرا للأمراض

المدينة المنورة: مستنقعات تخترق واديا في مخطط سكني وتحيله وكرا للأمراض

قد يتصور الشخص حين يمر بجوار وادي العوينة المحاذي لمطار المدينة المنورة أن ما يراه يلمع في قاع الوادي هو بقايا الأمطار الموسمية غير انه سيدرك مع ازدياد لسعات البعوض والاقتراب أكثر من المياه أنها ليست بالعذبة التي لا يكدرها عادة سوى طين الوادي الذي تخترقه ليجد الحقيقة عكس ذلك. ذلك الطين في قاع ذلك الوادي تحديدا هو الذي يقوم جاهدا لدرجة العجز بمحاولة تنقية هذه المياه وهي مياه مجار ٍ ضلت طريقها من المباني المجاورة وانفكت من الرواسب العالقة بها وأضحـت مكانا جاذبا للحشرات الضارة الناقلة للأمراض الوبائية .
خطورة المياه الراكدة في بطن الوادي ليست متعلقة بالوادي وبمن يمرون به صدفة فحسب بل تتعدى ذلك لتشكل خطرا يتهدد صحة أكثر من أربعة آلاف جار ٍ للوادي الملوث من سكان مخطط الأمير تركي بأجزائه الثلاثة والمحاذي لمطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة إلى جانب الأحياء الشعبية القديمة في الضفة الأخرى من الوادي والمسماة إجمالا بحي وعيره نسبة إلى الجبل الذي يظلها عصرا .
تدفق هذه المياه الآسنة بما تحمله من مخاوف من تضخم آثارها اشتكى منه كثير من المواطنين القاطنين حولها, إضافة إلى أن آثارها المستقبلية قد تمتد إلى صحة المواطن الذي يمثل ثروة لهذا الوطن لا تقدر بثمن. وفى هذا السياق فقد التقت "الاقتصادية" بعض المتضررين من آثار هذه المستنقعات الذين أبدوا انزعاجهم ودعوا طاقم العمل إلى زيارة المنطقة المذكورة والإطلاع على الوضع القائم وتسجيل آرائهم واقتراحاتهم لردم هذه المستنقعات وتجفيف منابعها وإيقاف مصادرها.
البعض الآخر مثل مساعد سعد القاطن الجديد في المنطقة المحاذية للوادي لم يتوقع في بادئ الأمر أن يكون الداعي لانتشار البعوض وبعض الحشرات الطائرة والزاحفة في الشقة التي استأجرها هو الجوار" غير السعيد " لهذا الوادي إذ نشر الرجل ذو العائلة المكونة من تسعة أشخاص جميع المواد الكيماوية المحاربة لهذه الكائنات الضارة ليسجل أخيرا الملاحظة ذاتها التي سجلها جيرانه في أن السبب يعود إلى المياه الملوثة التي يحتضنها الوادي والذي لا يبعد سوى نحو مائة متر عن بيته والبيوت المجاورة مباشرة للوادي وهي الأكثر تضررا في حين تلامس بعض المنازل والأراضي السكنية حواف " حدود" هذا الوادي .
يشار إلى أن وادي العوينة والذي يمتد لأميال عدة ويفصل المنطقة السكنية في ضواحي المطار إلى شرقية وغربية ويتجه جنوبا بمياه الأمطار القادمة عادة من شمال وشرق المدينة المنورة يفيض في وادي العاقول وقد شهد في العام قبل الماضي عمليات تصحيح لآثار المستنقعات التي انتشرت في وقت سابق على الطرقات المجاورة الهابطة والتي تقطع أو تحاذي الوادي وذلك نتيجة أمر مباشر من الحاكم الإداري الأمير عبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة الذي كان في جولة تفتيشية على الضواحي السكنية وذلك حسب معلومات حصلت عليها "الاقتصادية" من مصادر خاصة.

الأكثر قراءة