أزمة حَمّام !
إذا قدر لك يوما من الأيام أن تسافر براً، فسترى محطات بنزين متواضعة جداً متناثرة على جنبات الطريق فيها مساجد متواضعة البناء وقد ألحقت بها دورات مياه للرجال والنساء، فإن كنت من السعداء في هذا اليوم كان مرورك بهذه المحطة مرور الكرام (تعبي التانكي وتحط رجلك!) وتفر من المحطة فرارك من الأسد، وإن كان لك نصيب من الشقاء واضطررت إلى دخول دورة المياه أنت أو أحد أفراد أسرتك، فسترى شيئاً عجيباً لا يليق بآدمية الإنسان، يعكس تخلفاً حضارياً، وبعداً عن تعاليم الدين التي حثت على النظافة.
والمشكلة مستفحلة في كثير من طرق المملكة لا تكاد تجد محطة راقية أبداً، يتوافر فيها سوق ومطعم وغرف نوم ومسجد ودورات مياه على نمط حديث ونظيف؟
لا أريد أن ألقي باللائمة على أصحاب المحطات، فهم مستثمرون صغار وجدوا نظاماً يسمح لهم بإقامة محطات بنزين ومرفقات بهذه الصورة الحالية دون اشتراط ودون متابعة!
ولا أريد أن أذكر واقع دورات المياه التي في الطرق في كثير من الدول الغربية، فهذا معلوم عند كثيرين.
والدولة سعت جاهدة إلى ربط أغلب مدن المملكة بشبكة خطوط سريعة، وهي وإن كانت من المعالم التي نعتز بها ونفاخر إلا أنه يشوه جمالها عدم وجود محطات واستراحات ودورات مياه تتواكب مع هذه الطرق الحديثة.
وباتت الحاجة ملحة الآن إلى تدخل جهات أخرى تتولى الأمر وتعالج المشكلة، لم لا تقوم وزارة الشؤون البلدية والقروية بإنشاء دورات مياه حديثة وراقية على جنبات الطريق أو بجانب بعض محطات البنزين وتتولى الإشراف عليها وصيانتها، أو وزارة المواصلات، أو كل محافظة يمر الطريق بها تتولى ما يخصها منه بالإنشاء والمتابعة، حتى لو كانت هذه الدورات برسوم مالية مقابل أن يجد عابر الطريق دورة مياه راقية تحفظ كرامته!
نتمنى قريباً أن يأتي اليوم الذي ندخل فيه أحد حمامات الطرق ونجد فيه رائحة زكية ومناديل وصابونا وعاملا قائما على نظافتها، مما يعكس رقي هذا البلد للسائحين والزائرين، وطابت أيامكم.