تخلف "جوجل" مع استخدام الكوريين لمحرك "البحار"
حينما يرغب الكوريون الجنوبيون الحصول على شيء مما على الإنترنت، فإنهم غالبا لا يستخدمون محرك بحث "جوجل" وإنما يحبذون أكثر استخدام محرك "نيفر" naver.
كذلك فإن الكوريين أوفياء للغاية لمحرك البحث المبتكر محليا، إلى درجة أن ذلك قد ساعد على أن يصبح محرك بحث "نيفر" خامس أكبر واجهة إلكترونية في العالم، وذلك وفقا لباحثة الإنترنت الأمريكية Com Scorer. وهو مركز ليس سيئا بالنسبة لدولة يبلغ عدد سكانها 48 مليون نسمة، حتى ولو كانت إحدى الدول الأوسع تغطية سلكية على وجه البسيطة.
ويقول هوانج تسي شون، ـ طالب جامعي ـ في الـ 22 عاما من عمره في سيئول: إنني أحب (نيفر) لأن كلما أحتاج إليه معروض بشكل مريح على الصفحة الأولى.
إنني أحصل على كل شيء من الأخبار، نصائح التسوق، أحدث برامج الترفيه، الصور المشوقة، وكلمات البحث الساخنة. أما على (جوجل) لا ترى شيئا سوى صندوق بحث.
ويجذب "نيفر" المستمد من الكلمة الإنجليزية "البحّار" نحو 16 مليون مستخدم متميز يوميا، ويوّلد ما جملته مليار صفحة مشاهدة، ويعني ذلك أنه يشرف على أكثر من 77 في المائة من سوق بحث الإنترنت في كوريا – أفضل بكثير من منافساته المحلية والعالمية.
ويشرف داوم Daum وجهة إلكترونية كورية أخرى، على نحو 11 في المائة من عمليات البحث، ولكن لدى "ياهو" 4 في المائة فقط وتحتل "جوجل" المرتبة الرابعة بأقل من 2 في المائة، وذلك حسب شركة أبحاث سوق الإنترنت "كوريان كليك".
ويعزى سر نجاح "نيفر" إلى الطريقة التي تربط بها بين البشر.
ويقول تشي هوي يونج الرئيس التنفيذي لـ NHN الشركة الشقيقة لشركة محرك نيفر: تمتلك كوريا بنى تحتية متطورة للغاية ويعوّل الكوريون على الإنترنت كثيرا جدا في حياتهم اليومية. ويعني ذلك أننا كنا بحاجة إلى ابتكار طريقة ما، لكي نمكن هؤلاء الناس للتفاعل مع بعضهم بعضا بشكل متواصل، ونلبي احتياجاتهم إلى الإنترنت.
وتمتلك شركة إن إتش إن NHN كذلك (هانج قيم) Hangame، وهي واجهة الألعاب الشعبية، وتعد الشركة الكورية الإنترنت الأكثر ربحية.
وحققت مبيعات الربع الثالث من الخدمات المرتبطة بالبحث على الإنترنت نمو ـ بمعدل 55 في المائة من العام الماضي، إلى 123 مليار ون (130.296 مليون دولار) بينما نمت مبيعاتها من أعمال الألعاب بمعدل يتجاوز الضعف إلى 65 مليار ون.
وكما أشارت مسز هوانج فإن الكوريين يظنون أن "نيفر" يوفر عملية تفاعل أكثر جذبا للمستخدم من العديد من منافساتها.
وعندما يبدأ المستخدمون في البحث بواسطة "نيفر" فإن الأجوبة لا تظهر كلائحة بسيطة، مثلما هو الحال على "جوجل" أو "ياهو"، بل يتم تصنيفها حسب النوع – مثل مواقع الويب، الأخبار، المدونات، الصور، الفيديو، الكتب والتسوّق.
غير أن إحدى أهم الخصائص البارزة لنافيها التي تميزها من محركات البحث الأخرى هي خدمة "المعرفة الكامنة" التي بموجبها يستطيع مستخدمو الإنترنت الكوريون أو "مواطنو الشبكة" – كما يطلق عليهم – طرح نحو 44 ألف سؤال يوميا. ويقدم زملاؤهم من مواطني الشبكة أكثر من 100 ألف إجابة يوميا.
وتتفاوت الأسئلة التي يتم إدخالها بواسطة المستخدمين ما بين الأسئلة الجادة – مثل أفضل خط حافلة من موقع إلى آخر في المدينة، أو لماذا يجب إلغاء عقوبة الإعدام؟– إلى أسئلة ذات طابع خاص مثل لماذا تقرقر البطون وما أفضل طريقة للتقبيل.
لقد تم ابتكار هذا النوع من الخدمة ببساطة لأنه عندما بدأت "نيفر" نشاطها في 1999، كانت عبارة عن محرك بحث ليس لديه شيء يبحث عنه.
ولم يكن هناك ببساطة محتوى كاف من اللغة الكورية على الإنترنت لكي يجعل المحرك مجديا.
ويقول تشيي لما كنا لا نملك محتوى كوريا ، كان لزاما علينا الحصول على المعلومات وإذا لم نعثر عليها، يتعين علينا أن نصنعها. كان يتعين علينا أن نركز على المعلومات التي يملكها مستخدمونا. وبالتالي بدلا عن القول إننا ابتكرنا المحتوى، أحبذ أن أقول إننا استطعنا رقمنة المعلومات خارج الخط المفتوح الموجودة في أذهان مستخدمينا.
وتحتفظ "نيفر" بملكية المحتوى بكامله، ولا تسمح لمحركات البحث الأخرى النفاذ إليه. وبالفعل يظل البحث في لب العملية، كما يقول تشي، الذي يضيف قائلا: حتى مع أننا نعكف على تطوير مجالات جديدة، فإن البحث ما زال يمثل محور مقدرتنا، ونحاول السعي لجعل محرك البحث خاصتنا أفضل.
إن منافسينا لا يستثمرون قدر الأموال التي نستثمرها في مجال محركات البحث ولكننا سنواصل تركيز اهتمامنا على البحث.
ويعكف مهندسو "نيفر"، الذين يمثلون نحو 60 في المائة من إجمالي عدد العاملين البالغ 2300 شخص في مقرها الرئيس الواقع جنوبي العاصمة سيئول – في الوقت الراهن على اختبار نحو 100 ابتكار جديد.
غير أن اللاعبين العالميين يحدوهم الأمل للاستيلاء على الحصة الأكبر من السوق.
وقالت سوزان ديكير، رئيسة محرك بحث ياهو الأمريكية في سيئول في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، إن سوق إنترنت كوريا الجنوبية من المتوقع أن ينمو بمعدل 20 في المائة في المتوسط سنويا، خلال الأعوام الأربعة المقبلة.
وقالت إن الاختراق الأعلى للحواسيب الشخصية، التقنية المبتكرة والسرعة المذهلة للهاتف، ويفسر لماذا يجب علينا زيارة استثماراتنا هناك مضيفة أن كوريا كانت أكبر سوق منفردة للشركة، خارج سوقها المحلية في الولايات المتحدة.
ولكن يقول واين لي محلل الإنترنت لدى "ووري سيكيورتيز" سيكون من الصعوبة بمكان بالنسبة لي منافس التفوق على "نفير".
ويقول: ستحافظ "ينفر" على ميزتها التنافسية في السوق المحلية لأنها تمتلك قاعدة بيانات ثمينة للغاية.
ويتابع" إن خدمة المعرفة الكامنة تعد سمة عظيمة وتنمو بوتيرة سريعة للغاية، وبالتالي لن يكون باستطاعة أي جهة أخرى اللحاق بها.
وفي الأثناء تدرس "نيفر" إمكانية التوسع إلى خارج الحدود.
ويقول تشي إننا لسنا بحاجة إلى استثمار مبالغ طائلة في السوق اليابانية، لأن لدينا محرك بحث متعدد اللغات، وبإمكاننا تقديم الخدمات عن طريقه فقط ومن ثم الولوج في السوق اليابانية بكفاءة.
ويقول لي إن ذلك سيكون اختبارا حاسما، فلا أحد يعلم ما إذا كان سينجح في اليابان أم لا. وسيحدد ذلك القيمة الاستثمارية لـ "نيفر".