أخلاقيات الدعاية
تتسابق الشركات في تقديم منتجاتها في صورة فنية احترافية وبطريقة جذابة، وهي تؤمن بأهمية الدعاية في تسويق منتجاتها بل وتخصص مبالغ طائلة للدعاية في الصحف والقنوات الفضائية وفي غيرها....
و تتنافس بعض الشركات في عرض منتج واحد قد يكون مأكولا أو مشروبا أو ملبوسا أو جهازا أو تقنية أو غير ذلك، وهذا التنافس يجب أن لا يخرج عن حدود الشرف لكي تكون المنافسة أخلاقية، وكل شركة لها الحق في جذب أكبر عدد من المستهلكين دون أن تحمل الدعاية في طياتها توجيه رسالة سيئة للشركة المنافسة الأخرى !
أذكر أنني رأيت دعاية ممنوعة من النشر للبيبسي كولا وفيها طفل في شارع يقف أمام ثلاجة فيها بيبسي كولا في الأعلى وكوكا كولا في الأسفل وهو يريد أن يصل إلى الزر الأعلى الذي لا يستطيع الوصول إليه لكي يحصل على مشروبه المفضل، فيعمد إلى الزر الأسفل فيضغط وتسقط علبتان من الكوكا كولا فيضعهما تحت قدميه! ويصعد لكي يصل إلى زر البيبسي كولا فيحصل على ما يريد ويذهب. بهذه الأخلاقيات الساقطة تتنافس بعض الشركات، وهذا التنافس غير الشريف يجب أن تقف الجهات المعنية أمامه بالمرصاد، لأنه يمثل سلوكا خاطئا يتعدى حدود الدعاية إلى الإهانة.
وفي مجتمعنا المحلي نشاهد تنافسا محموما بين بعض الشركات المحلية يخرج عن نطاق الشرف أحياناً، ومن ذلك التنافس بين الجوال وموبايلي ففي بعض جولات التنافس خروج صريح عن حدود اللياقة وأخلاقيات الدعاية!
أنا لا أريد أن أكون حكماً بين شركتين متنافستين ولا مشهراً بأحد ولكنه واقع سيئ يجب أن يكون لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات والجهة المعنية في وزارة التجارة دور في منع مثل هذه التجاوزات.
ومن أخلاقيات الدعاية أن لا يستغل جسد المرأة وجمالها لترويج منتج معين، ولك أن تعجب عندما ترى المرأة تعامل كسلعة رخيصة في الدعايات التي تعرض في صحفنا وقنواتنا، وقد جاء الإسلام بإكرام المرأة وإعزازها.
ومن أخلاقيات الدعاية أن تحكي الحقيقة فلا تكون هناك مبالغات وتزوير وترويج لسلعة فاقدة لمعايير الجودة والمواصفات. من أجل أن تساعد الدعاية المستهلك على اختيار سليم لما يريده في ضوء المعلومة التي قدمت له عن طريق الصوت والصورة أو الإعلان المكتوب.