صفقوا صفقوا صفقوا!
في كل مرة يفاجئنا برنامج شاعر المليون بلقطة طريفة أو سوء إعداد أو كلمات غير حقيقية يطلقها أعضاء اللجنة في الهواء كصاعقةٍ في سماءٍ صحو!، تعودنا دائماً أن نردد بيت أبوالطيب المتنبي الشهير "ولم أر في عيوب الناس عيباً / كنقص القادرين على التمامِ"، والقدرة على التمام هنا ليست قدرة أدبية بالطبع فهي أكثر الأشياء نقصاً في هذا البرنامج، ولكن القدرة التي نتحدث عنها هي القدرة المادية الهائلة التي لا تزال وحدها تدفع بهذا البرنامج إلى السماء بضخها المزيد من "الهواء" في داخله! هذه القدرة المادية المستمدة من تصويت أبناء القبائل في الدول الخليجية والدول الكبيرة منها على وجه الخصوص لا يبدو أنها تستثمر بشكل جيد، فالمذيعون وأعضاء اللجنة باستثناء الدكتور غسان هم كلهم غير مؤهلين إعلامياً وأدبياً لقيادة هذا البرنامج، وما استثناؤنا للدكتور غسان إلاّ لأنه يحمل شهادات أكاديمية في النقد واللغة علماً بأننا قلنا منذ عام إنه صاحب ذائقة سيئة ودللنا على ذلك ببيت "الغواصة" الشهير الذي قال عنه إنه من أجمل الأبيات التي قرأها في حياته حتى بدا وكأنه كان يقرأ الشعر في أعماق المحيط الأطلسي، آخر طرائف هذا البرنامج وأدعاها للضحك والسخرية وآخر دلائل عدم التأهيل ما حدث في الحلقة الأخيرة من استجداء الضيوف للتصفيق من قبل مقدم البرنامج "هادي المنصوري"، فبينما كان الشاعر الإماراتي "محمد الكعبي" يلقي قصيدة "المدح" التي سمّى فيها الكثير من الشيوخ والأعيان جاءت اللقطة على مجلس الشعراء والمسرح يشتعل بالتصفيق والشعراء لا يصفقون! فصاح فيهم "هادي" : صفقوا صفقوا صفقوا، هادي انتبه إلى أن الكاميرا انتقلت للمجلس وهم يتابعون بشكل عادي ودون تصفيق، فحاول أن لا يبدو الأمر على طبيعته التي تؤكد أن قصيدة الشاعر لم تؤثر فيهم فاضطر لاستجداء التصفيق من ضيوفه، فصفقوا بكرم شديد، من الطرائف التي شوهدت بشكل واضح في هذه الحلقة أيضا امتلاء الصفوف بأطفال ليس لهم بالشعر صلة، جاؤوا بهم لملئ المقاعد الشاغرة والتي يبدو أنها الأغلب في العدد وبشكل كبير.