الشقق السكنية أولا في حجم الطلب على المساكن
أكد مستثمرون عقاريون في تأجير الوحدات السكنية والفلل في الرياض أن هناك استقرارا في أسعار الشقق السكنية والفلل بعد الارتفاعات المتوالية التي شهدتها مختلف أنحاء الرياض خلال عام 2007، بسبب قلة العرض في الكثير من الأحياء قابله زيادة في الطلب، ما أسهم في ارتفاع معدلات أسعار الإيجارات بنسبة وصلت في بعض الأحياء إلى 50 في المائة عما كانت عليه قبل عام.
وأضافوا أن أغلب الأحياء السكنية الجديدة في الرياض شهدت إقبالا كبيرا من قبل المستأجرين بسبب تميزها وتوافر الخدمات العامة والمرافق الموجودة في مخططاتها، فضلا عن بعدها عن المراكز الرئيسية التي تتصف بكثرة الزحام التي غالبا ما يكون فيها كثافة سكانية.
كما توقعت مصادر عقارية أن يصل حجم إيجارات الشقق السكنية في مدينة الرياض خلال العام الحالي إلى أكثر من خمسة مليارات ريال، بينما يتوقع أن يصل حجم إيجارات الفلل السكنية نحو مليار ونصف المليار ريال تقريبا.
واستحوذت الشقق السكنية الصغيرة على نحو 60 في المائة من سوق العقارات في الرياض، حيث تزداد حركة السوق وذلك نتيجة الطلب المتزايد والكبير عليها، بسبب كثرة استقلال الكثير من الشباب عن الأهل عند الزواج، وتعيين الموظفين الجدد.
وقد شهدت الرياض خلال العامين الماضيين عزوف الكثير من الشباب عن الزواج بسبب الارتفاع الكبير في الإيجارات التي وصلت إلى أرقام تزيد على نصف دخل الكثير منهم، لكن مع الاستقرار الذي من المتوقع أن تشهده السنة الحالية بسبب وفرة المعروض من الشقق ذات المساحات الصغيرة التي تناسب الكثير من الشباب، كذلك الفلل ذات المساحات المناسبة التي بدأت.
من جانبه، ذكر فيصل المهنا مدير شركة نجم الأملاك العقارية أن هناك استقرارا في أسعار الشقق السكنية والفلل بعد الارتفاعات الكبيرة التي شهدتها خلال العامين الماضيين، حيث إن هناك إقبالا منذ فترة من الشباب الذين يستعدون للزواج على الشقق السكنية ذات المساحة الصغير التي لا تتعدى ثلاث غرف بمنافعها، وعادة ما تكون الأنسب لمثل هذه الفئة وذلك بما يتوافق مع إمكاناتها المادية التي تكون في العادة أقل من أسعار الشقق "الدبلوكس" بنحو 25 إلى 30 في المائة، حيث تكون أسعار الشقق الجديدة في الشمال.
وقال المهنا إن سبب الاستقرار يعود إلى توافر المعروض من الشقق والفلل بعد أن شهدت الرياض نهضة عمرانية كبيرة في الكثير من المخططات بعد خروج الكثير من المستثمرين من سوق الأسهم والاتجاه إلى الاستثمار الآمن.
بدوره بيّن خالد المالكي مسوق عقاري أن ارتفاعات أسعار المساكن خلال العامين الماضيين إلى حدود غير مبررة اقتصادياً ولا اجتماعياً، إلا ربما في حالة واحدة هي خضوع هذا القطاع للمضاربات على نحو خاص.
وقال المالكي إن الارتفاع الذي شهده قطاع العقارات في الرياض خلال العامين الماضيين، خاصة في إيجارات الفلل السكنية والشقق ووصولها إلى مبالغ عالية من جراء وجود نقص في العرض قابله طلب متزايد، مضيفا أن هناك نقصا في عدد الوحدات المعروضة للإيجار، حيث وجد أغلب المستثمرون فرصا استثمارية وربحية عالية في هذا القطاع، ما جعلهم يتجهون إلى بناء الفلل السكنية التي شهدت ارتفاعاً راوح بين 20 و30 في المائة من الأسعار، ووصل متوسط سعر الفيلا إلى 1.2 مليون ريال، ما حدا ببعض الشركات العقارية وشركات المقاولات العاملة في السوق إلى إقامة مشاريع استثمارية تركز أغلبها على بيع الشقق السكنية بمختلف أنواعها.
وذكر صالح الشبلي مدير التسويق في شركة المهرجان العقارية، التي تركز استثماراتها العقارية في مناطق شمال شرق الرياض، أن الإيجارات تشهد ارتفاعاً ملحوظاً بخلاف التمليك، مشيراً إلى أن الإيجارات ارتفعت نحو 30 في المائة، حيث إن متوسط أسعار الشقق السكنية المطروحة للتأجير راوح بين 20 و25 ألف ريال للشقق ذات ثلاث غرف، في حين راوح سعر الشقق ذات الأربع غرف بين 25 و30 ألف ريال، مفيداً أن متوسط أسعار التمليك راوح بين 250 و350 ألف ريال.
ولفت الشبلي إلى أن متوسط أسعار إيجارات الأدوار يراوح بين 30 و36 ألف ريال، موضحاً أن متوسط أسعار تمليك الفلل السكنية يراوح بين 750 و1.5 مليون ريال في مساحات تراوح بين 350 و500 متر مربع.
وذكر مدير التسويق في شركة المهرجان العقارية أن قلة التوجه في الفترة الماضية، التي كانت تمثل فترة انتعاش سوق الأسهم المحلية إلى بناء المباني والوحدات العقارية، خلق نوعاً من ارتفاع الطلب وقلة العرض للشقق السكنية والفلل والأدوار، مضيفا أن هناك استقرارا في إيجارات الشقق والفلل السكنية.
من جهته، قال محمد الأحمد صاحب مكتب عقاري في جنوب الرياض إن الإيجارات في المنطقة شهدت ارتفاعاً خلال هذه الفترة، موضحاً أن هذا الارتفاع لن يدوم طويلا، وذلك لوجود عدد من المباني سيتم طرحها في الفترة المقبلة، ما سينتج عنه استقرار في الأسعار، موضحا أن أسعار الشقق في الجنوب تكون بين 14 و22 ألف ريال.
وأوضح سعيد العرابة مستثمر عقاري أن الارتفاع الذي طرأ على أسعار الإيجارات للشقق والأدوار والفلل السكنية في غرب الرياض قد بدأ في الاستقرار، حيث إن أسعار الشقق تكون بين 14 و20 ألف ريال، أما العائلات المتوسطة والكبيرة فتبدأ البحث عن الأدوار أو الشقق الكبيرة أو الفلل والتي تكون أكثر اختلافا عن الشقق الصغيرة من حيث حجم الغرف وعددها، إضافة إلى الأدوار تكون داخل الأحياء السكنية وتكون أسعارها بين 20 و30 ألف ريال.
من جانبه، ذكر علي محمد آل هادي، مدير عام مكتب آل هادي للعقارات، أن الكثير من أصحاب الوحدات السكنية المخصصة للعزاب يرفعون في الإيجارات، وذلك بسبب قلة العرض وكثرة الطلب على هذه الوحدات، حتى أن هناك بعض الشقق التي تتكون من غرفة واحدة وصالة وحمام مع مطبخ صغير يصل إيجارها إلى 12 ألف ريال، وإذا كانت قديمة تصل إلى تسعة آلاف ريال، والشقق القديمة نجد أن إيجارها يصل إلى ثمانية إلى تسعة آلاف ريال.
وقال عدد من الطلاب إن العقاريين يستغلون كثرة الطلب على الشقق السكنية للعزاب بغرض التسجيل في الجامعات أو الكليات أو العمل في رفع أسعار الشقق الخالية، وذلك بسبب زيادة الإقبال على السكن وقلة العرض، خاصة إذا كانت الشقق بالقرب من الجامعات والكليات والمعاهد.
وبينوا أن الارتفاع في أسعار شقق العزاب تجعلهم يفكرون في البحث عن هذا المأزق، وهو البحث عن الشقق المفروشة الصغيرة والمناسبة التي بدأت في تحديد إيجاراتها شهريا من أجل الظفر بأكبر عدد من المستأجرين، لكن مع ذلك فإن الأسعار هي المشكلة التي تواجهنا، فنجد أن أسعار الشقة التي تتكون من غرفة واحدة ومطبخ ودورة مياه تصل إلى 1300 و1800 ريال، والتي تتكون من غرفتين تصل إلى 2500 ريال شهريا، وهكذا كلما زادت الغرف زادت الأسعار.