مادة الزئبق
يعد الزئبق أحد الفلزات وبالرغم من أن الفلزات جميعها صلبة، إلا أن الزئبق (Hg) يوجد في الحالة السائلة فهو معدن سائل ذو لون فضي، ويؤدي بخار الزئبق إلى تلوث الهواء، كما أن جسيمات المبيدات الزراعية تحتوي على الزئبق حيث تنبعث هذه الجسيمات من خلال محطات التعرض لأبخرة الزئبق أو عن طريق التعرض لمركبات الزئبق العضوية. وبخار الزئبق ذو تأثيرات خطيرة على صحة الإنسان حيث ينفذ إلى الرئتين ثم ينتقل ليتراكم في الدماغ وأجزاء أخرى من الجسم ويؤدي إلى التهاب اللثة والرجفة وتلف الكلية وحتى السرطان في بعض الأحيان، ويؤدي التعرض لبخار الزئبق إلى تدمير الجهاز العصبي. ويحدث تلوث البيئة بالزئبق في مناطق وجود خامات الزئبق، وعند استخلاصه وفي الصناعات التي يستخدم فيها مثل صناعة الكلور، والبطاريات، وصناعة الورق وصنع المبيدات الحشرية واستخدامها، وتكمن خطورة الزئبق في سهولة تبخر هذا المعدن وامتصاصه، ويحدث هذا في عيادات الأسنان، ومختبرات المدارس والمعامل والمستشفيات.
و من أبرز حوادث التسمم بالزئبق ما حدث في العراق عام 1970م حيث وقعت أسوأ حادثة تسمم بالزئبق وأدت إلى وفاة 500 شخص و إصابة 700 آخرين نتيجة الاستخدام المباشر في الاستهلاك للبذور المعاملة بالزئبق التي تستخدم في الزراعة.
وبذلك يعد إجراء الفحوص الطبية التالية للأشخاص المعرضين للزئبق على فترات دورية أثناء العمل أحد الإجراءات الضرورية التي تطالب بها الجهات المختصة بسلامة العمال وتشمل الفحوص الطبية النقاط التالية:
- فحص الجهاز العصبي المركزي بما في ذلك القدرة على الكتابة لمعرفة وجود الرجفة في اليدين.
- فحص عمل الكلى.
- عمل صورة أشعة للصدر وفحوص الحساسية للجلد.
ولتجنب المخاطر التي قد تنشأ عن مادة الزئبق فينصح باستعمال مادة بديلة أكثر أمانا قدر الإمكان، وجوب وجود أنظمة شفط للهواء تمكن من التعامل مع المادة، الحرص على تنظيف مكان العمل بشكل دائم، العمل على وجود ملابس خاصة بالعمل يتم التخلص منها بطريقة سليمة بعد انتهاء العمل مباشرة، ضرورة حماية الجلد من التعرض لمادة الزئبق وفي حالة تعرض الجلد لهذه المادة فيجب الإسراع بغسله، عدم تناول الطعام أو الشراب أو التدخين في المناطق التي يتم التعامل فيها مع مادة الزئبق، وكذلك الحرص على استخدام معدات الوقاية الشخصية أثناء التعامل مع المادة كالقفازات والملابس الواقية المصنوعة من مواد لا تمتص الزئبق، والنظارات والكمامات المناسبة.
كما أن هناك شروطا وظروفا يجب مراعاتها في عمليات تخزين مادة الزئبق، حيث يجب أن تخزن مادة الزئبق في عبوات محكمة الإغلاق في مكان بارد ذو تهوية جيدة بعيدة عن ثاني أكسيد الكلورين، حامض النيتريك و الكبريتيك، النترات، أكسيد الأيثلين، الأستلين، النيكل والأمونيا تجنبا لحدوث انفجار.
وفي حالة الإصابة بمضار هذه المادة فيجب غسل المنطقة التي تعرضت للمادة كالعين أو الجلد بكميات وفيرة من الماء مع رفع جفن العين أثناء الغسل وإزالة الملابس الملوثة، كما يجب إبعاد المصاب عن منطقة التعرض و إجراء التنفس الاصطناعي له في حالة توقف التنفس وذلك في حالة استنشاق بخار الزئبق أو الغازات المحتوية عليه، ونقله إلى المستشفى في أسرع وقت ممكن لإجراء الفحوص الطبية اللازمة وتقديم العلاج له.